أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تمار غوجانسكي - قوة الإرادة أمام قسوة السلطة














المزيد.....

قوة الإرادة أمام قسوة السلطة


تمار غوجانسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قصة بطولة خضر عدنان أعادت إلى الذاكرة اضراب الأسرى الشيوعيين



•استمرار الإضرابات والضغط الجماهيري في فلسطين واحتجاجات قدمت للسلطات في دول عديدة – أجبرت السلطات البريطانية للتراجع عن موقفها. وهكذا نشر المندوب السامي أمرًا، وبناء عليه أعطي للقضاة الحق بإعطاء "معاملة خاصة" للأسرى.




*80 سنة على الاضراب عن الطعام الكبير للأسرى الشيوعيين في فلسطين*



هذا الأسبوع حُرر من السجن إلى بيته خضر عدنان، الأسير الإداري الفلسطيني، بعد إضراب عن الطعام لمدة 55 يومًا بطلب لتحريره أو لتقديمه للمحاكمة. وهذا الإضراب كان الاضراب عن الطعام الثاني لعدنان ضد اعتقالاته الإدارية.
وقصة بطولة عدنان أعادت إلى الذاكرة الاضراب عن الطعام الكبير للأسرى الشيوعيين في فلسطين الانتدابية، والذي بدأ في مثل هذا الأسبوع قبل 80 سنة واستمر 19 يومًا.




*الانتداب والشيوعيون*


سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين، كما هو حكم كل نظام استعماري، لاحق وبكل قوة معارضيه، طالبي الحرية والاستقلال. وهدف مركزي من هذه الملاحقة كان من نصيب الشيوعيين الذين اعتقلوا، وحوكموا وسجنوا بسبب ادعاءات مثل انتماء لمنظمات غير قانونية، وامتلاك مواد تحريضية، وتوزيع مناشير وعقد اجتماعات سياسية ممنوعة وكل نشاط آخر ضد الحكم الأجنبي.
لا توجد معلومات دقيقة حول كل الذين اعتقلوا، وحوكموا وسجنوا أو طردوا من البلاد بادعاء أنهم شيوعيون. في فترة الانتداب البريطاني كان مثل هؤلاء بالمئات. القائدة الشيوعية روت لوفيتش، والتي كانت بنفسها معتقلة في سجن النساء في بيت لحم، قدرت ان عدد الشيوعيين الذين طردوا من البلاد كانوا حوالي الألفين.
المعتقلون والأسرى الشيوعيون حوكموا حسب القوانين الجنائية التي أعلن عنها الحاكم البريطاني، ولذلك اعتقلوا في السجون والمعتقلات مع أسرى جنائيين عربًا ويهودًا.
وتزامنا مع الحملة الجماهيرية التي أثارها الحزب الشيوعي والفلسطينيون وأوساط ديمقراطية ضد الاعتقالات نفسها جرت حملة من اجل حق الشيوعيين للحصول على موقف كأسرى سياسيين: ان يكونوا معتقلين مع بعضهم، لارتداء ملابس مدنية وليس لباس أسرى جنائيين، وليكونوا معفيين من الأعمال الشاقة، وليحصلوا على كتب وجرائد.
الاضراب عن الطعام الأول للأسرى الفلسطينيين من اجل الاعتراف بهم كأسرى سياسيين بدا في 1929، وبعد ذلك كانت هناك بعض إضرابات الجوع القصيرة. وكنتيجة لهذه الإضرابات حصل الأسرى الشيوعيون على بعض من طلباتهم، ولكن كرد فعل لتشديد الحملة الجماهيرية ضد الحكم الأجنبي، غيرت حكومة الانتداب موقفها وألغت التسهيلات.




*الإضراب في 1935*


روت لوبيتش وصفت تنظيم الإضراب وتطوره في مقال في "زو هديرخ" بتاريخ 15/10/1975 وفي سيرتها الذاتية "اخترت حياة الكفاح" (1985).
في صيف 1935 القي القبض على مردخاي بيلتسكي ومحمود المغربي، اثنين من قيادة الحزب. وعلى عكس ما هو معتاد فقد أعتقلا في سجن القدس في غرفة صغيرة مع أسرى جنائيين. ومن اجل كسر معارضتهما لارتداء ملابس أسرى جنائيين – استعملوا ضدهم القوة المفرطة. وكرد فعل بدأ بقية الأسرى الشيوعيين في القدس في 15 تموز بإضراب جوع، وانضم إليه أسرى، رجالا ونساء في معتقلات عكا، الرملة، حيفا، وبيت لحم ويافا وأماكن أخرى.
والشيوعيون في أنحاء البلاد تضامنوا مع الإضراب واتخذوا وسائل تضامن واحتجاج، من اجل تجنيد الدعم الجماهيري لطلبات المضربين من اجل استعادة حقوقهم كأسرى سياسيين.
وعندما بدأ الأسبوع الثاني للإضراب، نظم الحزب مظاهرة في القدس في 24 تموز خلال ساعات النهار – حدث نادر في ظروف المطاردات والملاحقات السلطوية، ومشاركو الإضراب يهود وعرب، اجتمعوا قرب سينما تسيون وبدأوا بالمسيرة في شارع يافا.
أفراد الشرطة فرقوا المظاهرة بقسوة شديدة، من خلال استعمال السلاح الحي. ولكن أولئك الذين اعتقلوا – انضموا إلى الاضراب عن الطعام. وبعد ثلاثة أيام نظمت في تل أبيب مظاهرة مشابهة، والتي بدأت من منتزه الرصيف وسارت على طول شارع اللنبي ورفع المشاركون فيها الأعلام الحمراء ورغم ان المؤسسات الصهيونية وزعامة الهستدروت خرجوا ضد مضربي الجوع، إلا ان هؤلاء نالوا آذانا صاغية من جانب الأوساط الديمقراطية في فلسطين. وفي أعقاب أخبار بخصوص المضربين عن الطعام الذين أفرج عنهم من السجن بسبب وضعهم الخطير (مردخاي بيلتسكي وأسيرة باسم عسيسة) توجهت الجمعية لحقوق الإنسان والتي أقامها في تلك السنة الكاتب مردخاي أبي - شاؤول إلى المندوب السامي البريطاني وفي توجهها دعت الهيئة من اجل إعادة حقوق الأسرى التي حصلوا عليها بعد إضرابات جوع سابقة. وعلى هذا التوجه وقع أدباء وبعض الأكاديميين المعروفين، ومن بينهم البروفيسور هوغو برمان وففنهايم، مرغوت كلاوزنر، والمهندس رختر والفنانون حنة روبينا واهرون ماسكين، الكتاب انده فينكرفلد وا. شتاينمن والرسام رؤويفين.
استمرار الإضرابات والضغط الجماهيري في فلسطين واحتجاجات قدمت للسلطات في دول عديدة – أجبرت السلطات البريطانية للتراجع عن موقفها. وهكذا نشر المندوب السامي أمرًا، وبناء عليه أعطي للقضاة الحق بإعطاء "معاملة خاصة" للأسرى.
قيادة الحزب قدرت ان هذا الأمر انجاز حقيقي وبسبب تخوفها على حياة رفاقها المعتقلين طلبت إليهم التوقف عن الاضراب عن الطعام في اليوم الـ19 لإعلان الإضراب. وعمليًا بسبب الخوف من إعلان إضرابات جوع أخرى، أعاد البريطانيون للأسرى الشيوعيين حقوقهم كأسرى سياسيين.
الاضراب عن الطعام، والذي في تاريخ الحزب يوصف بـ "الكبير" ضرب مثالا في البطولة والتضحية. وبالإضافة إلى ذلك الدعم الجماهيري لطلبات مضربي الجوع كان وما زال عملا لافتًا في الحجم والأهمية في معركة الشيوعيين للدفاع عن حقوق الإنسان وضد الحكم الأجنبي.



#تمار_غوجانسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب سلامة نتنياهو
- كيف فشل بن غوريون في حملته ضد حزبنا الشيوعي؟
- كيف يسخّروننا جميعًا لبناء الهرم الرأسمالي
- لا تقولوا سيأتي يوم، اجلبوا هذا اليوم
- نهاية التمييز ونهاية الرأسمالية
- تميّز التوجّه الطبقي
- ليس النقاش بين الحزب الشيوعي والجبهة، إنه نقاش فكري داخل الح ...
- يجب اتباع التمييز المصحح تحديدا تجاه النساء العربيات بدل أن ...
- الجملة الفعلية الملائمة هي: رأسمال، حُكُم، واشنطن
- ألزرزور والغراب بين لبنان وإيران
- حذارِ: ألمرحلة الاولى في الحرب المخطط لها
- ثمن المعروف القومي الوهمي
- نظرة الاستعلاء بصيغة الولايات المتحدة الامريكية
- مسؤولية كل النساء لكي لا يعيدونا نحن النساء الى الوراء
- إخلاء من اجل الضم
- جرائم حرب بين حي الزيتون ورفح
- نتنياهو ووحش الفقر


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تمار غوجانسكي - قوة الإرادة أمام قسوة السلطة