أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لبنى حسن - آمالي السودا














المزيد.....

آمالي السودا


لبنى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1345 - 2005 / 10 / 12 - 10:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


أضحى الأعلام المصري المقروء مصدرا أساسيا لتعميق حالة البؤس و الإحباط التي تسود الشارع المصري فتحول تدريجيا من نشر الأخبار و طرح القضايا للتخصص في إقامة المأتم و الجنازات واحتراف تقليب المواجع على المصريين, فنجد بعض الصحف تكاد تخلو صفحاتها من خبر سار واحد فيشعر القارىء بمجرد الانتهاء من تصفحها أن حياته سوادها قاتم وحالك و لا أمل في الشفاء ، فكل الرموز شوهت و كل الناس أصبح مشكك في ذممهم و دوافعهم و وطنيتهم.

و نجد صحف أخرى - قومية- تركز على تصوير الحياة التي توفرها الحكومة الرشيدة على أنها رغده و سهلة وتبالغ في التأكيد على مظاهر النعيم الذي يتمتع به الشعب الحليم فتسفه من المشاكل و معاناة المواطن و كأن الحياة بقى لونها بمبي و كل شيء على ما يرام و المسئولين في بلدنا أخر تمام, و بالتأكيد أحسن من غيرهم, كما لا يفوتها تسخير جزء من صفحاتها للهجوم على كل من أختلف معها في الرأي أو التوجه أو حتى أسلوب التعاطي مع الأمور, فيقذف بأبشع الاتهامات و يصبح إما عميل و خائن أو منتفع و آثم, بل و تسترسل تلك الصحف في التهليل و الابتهاج بالتصريحات الوردية للسادة المسئولين بهدف تخدير القارىء المسكين, ولكنها في واقع الأمر استفزازية تزيده إحباطا وهما فلا يكاد ينفجر في الضحك من شدة شعوره بالاستخفاف بعقله ليجد نفسه على وشك البكاء من همه و النتيجة في النهاية إن الصحافة سواء مستقلة أو حزبية أو قومية أصبحت احد أهم العوامل التي تصيب المواطنين بالكآبة و باتت اقرب ما تكون لشخصية "آمالي السودا" التي جسدها ببراعة الفنان جميل راتب في مسلسل "أنا و هؤلاء" حيث يقدم شخصية " آمالي" و هو رجل مسن محبط و يائس و ناقم على الحياة يرى العالم من منظور أسود ضيق فيسعى لإشاعة الإحباط و الحزن و الملل و الضيق للتأثير على من حوله فيحث الآخرين على الانتحار و يدعو للجميع بما فيهم نفسه بالموت الذي لا يرى في سواه حل.


فبعد ان ظل المواطن المصري في الشهور الأخيرة يستقبل جرعات مركزة من الغم و النكد في شكل أخبار و تحليلات و مقالات محبطة تعكس ما يعيشه من واقع مرير, أجهز عليه بأخبار سلسة من الحوادث و الكوارث الطبيعية المأساوية كإعصار كاترينا و ريتا و محرقة بنى سويف و مذبحة الأوتستراد (طريق المطار) وموت الآلاف من الأرواح في زلزال باكستان, فازداد المواطن هما على همه.

و فجأة هبط علينا من السماء و دون أي تعب أو مجهود من أجهزة الدولة خبر فوز الدكتور محمد البرادعى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجائزة نوبل للسلام لتصبح النوبل الرابعة لأبناء مصر في اقل من ثلاثين عام و بدلا من الإسراع في إبراز الخبر و التركيز على الاحتفال و لو فقط من باب المشاركة لكونه في النهاية م صري يساهم فوزه بجائزة عالمية في رفع الروح المعنوية للشعب الذي تاهت في حياته أخبار أي مظاهر ايجابية, تم التعامل مع الأمر بنوع من التحفظ من قبل الأعلام الحكومي الذي أصيب بخيبة أمل حيث كان في قمة التأهب لاستقبال نبأ فوز سيدة مصر الأولى بتلك الجائزة بعد أن بذلت أجهزة الدولة كل غالي و ثمين من أموال الشعب في تلميعها و ترويجها عالميا على مدار السنوات القليلة الماضية من خلال الندوات و المؤتمرات و اللقاءات, فجاء خلو قائمة المرشحات من اسمها أصلا كالصاعقة فشكل صدمة و مفاجأة كبيرة للحكومة بالرغم إن كل طفل مصري كان يعرف استحالة هذا الأمر مسبقا, أما الصحف الغير حكومية فتمسك بعض كتابها بتقمص شخصية "آمالي السودا" ليعكسوا مدى احتقان المجتمع الذي صار معظم أفراده من هواة جلد الذات و مهاجمة الأخر لتفريغ شحنات الحقد و الكبت, فاستكثروا الفرحة و راحوا يشككون و يسفهون في الأمر و يرجعوا الفوز للحسابات و التوازنات السياسية بل و شرع البعض الأخر في اتهام الدكتور البرادعي صراحاً بالعمالة لأمريكا بل و تهنئته بالحصول على الثمن و كأن مجرد حدوث أي شيء سعيد أو ظهور بارقة أمل للشباب البائس تعد كارثة و جب التصدي لها و الإسراع في القضاء على بريقها و إخفاء لمعانها خشية إن يجد الشباب قدوة و مثل في زمن فقد فيه الأمل.



#لبنى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الغد صحية
- لو واحد فى المليون
- سعيد صالح...نحن نشكر الظروف
- كفاية حرام علينا
- أتخنقنا
- انتخبوا مبارك رجل الإنجازات الأول
- الأنتخابات الرئاسية و حيرة المواطن المصرى بين المشاركة و الم ...
- هنا مصر المحتلة
- القضاء على ارهاب الشرطة أولا
- عصير مرارة بالخوخ
- !احترس أمامك مخ..و بيفكر
- قانون مصادرة الحقوق السياسية
- !ابتسامة مصر.. ماتتنسيش
- كل خدعة وأنتم طيبين
- كبسولة أخبار(مصرية) بلا تعليق تحذير لمرضى الضغط
- انقلاب السحر على الساحر
- !ان اختلف معك احد انسفه
- حتى أنت يا....؟
- !مبروك جالك قلق
- النسكافية حلال و لا حرام؟


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لبنى حسن - آمالي السودا