حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 13:45
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
_ماذا أريد من الحياة؟
_ماذا أريد من حياتي؟
_ماذا تريد الحياة مني؟
هي أسئلة مختلفة بشكل نوعي.
بقليل من التأني والتركيز تتضح التوجهات الثلاثة
* * *
ماذا أريد من الحياة. سؤال الطفولة الضروري والمشروع والجميل أيضا.
في لحظة ما (اللحظة الحاسمة), يجب أن يتوقف.
تغيير الاتجاه ضرورة.
ما أجمل أن تكون تلك اللحظة خلال فترة الشباب_ لكن هيهات.
مع تقدمنا في العمر, يتحول السؤال الذي صار مكرورا, إلى فكرة ثابتة, عادة قهرية,...مع كل ذلك يتحول إلى جشع لا يرحم, سأم. يدمر حياة صاحبه ويفسدها.
كل يوم أسوأ من سابقه.
معادلة الشقاء: البارحة أفضل من اليوم, واليوم أفضل من الغد.
* * *
ماذا تريد الحياة مني. يتعذر على الانسان أن يصحو على هذا السؤال_ بدون كارثة شخصية. وهذا جيد إن أحدثت الصحو. بل رائع.
البعض تزيدهم الكوارث جشعا وقسوة وعنفا.
القرن العشرين قدم نماذج غاندي ومانديلا مقابل هتلر وستالين.
والقرن الحالي يبدو عربيا بمزيج اسلامي.
قد يكون القادم أعظم.
سؤال ما الذي تريده الحياة مني؟
لا أعرف جوابا لهذا السؤال, بوضوح وصفاء كتابة فيكتور فرانكل البحث عن المعنى_ الانسان يحتاج إلى المعنى.
* * *
أنت ماذا تريد_ ين من حياتك؟
أتفهم ارتباكك, إنه السؤال الأصعب. وأغلبنا يكرر الجواب الموروث والجاهز سلفا: الكبت, أو الحل بالانكار.
ماذا أريد من حياتي؟
يفترض السؤال مقدرة تخيلية, لا يمكن حيازتها دون طريق طويل من التربية الذاتية الأخلاقية_الجمالية. بعدها, يمكن تخيل الحياة من خارجها.
وإدراك حقيقة الموت الشخصي. وتحمل ذلك. وتقبله برضا_ وسرور! ربما.
بتعبير أوضح, وعبر الاستعانة بلغة التحليل النفسي, المقدرة على تخيل حياة المرء من خارجها, تلي, سيرورة تحول اللاشعور إلى أنا واعية وشعورية.
والانتقال من حياة الضبابية والخدر واللاوعي إلى حياة الصحو والارادة الحرة والحب.
_ نقيض الكبت الشعور الآني والمرهف بالألم, مع إدراك التناقض والمشاعر المزعجة مع بقية الاحساسات المتنوعة بسهولة مثل عملية التنفس.
_نقيض الاسقاط الوعي التام بالمسؤولية الشخصية, عن الماضي وعن التوقع, والأهم الوعي بالمسؤولية الشخصية عن مشاعر الآخرين تجاهنا_ تجاهك.
* * *
هذا كلام بيننا. مباشر. من القلب إلى القلب.
بدون وسائط وبدون بلاغة, بدون لغة ما أمكن ذلك.
كمن يمشي في حقل محروث, متنبه لضرورة الخطوة التالية.
ومتنبه أيضا للأذى والضرر الذي لا يمكن تجنبه مع كل خطوة.
بيننا أقل من مسافة ذراع
أتخيلك قبالتي على الكرسي
وأقدم لك الكأس الذي أختاره لنفسي
ماذا تريد_ين من حياتك؟
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟