مَأساةَ فِرعَونْ.... وَ مُغامَرَة جِبْرِيلْ

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 10:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

جاء في القرآن في سورة ( يونس 90) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين).
هذه آية صريحة تؤكد أن فرعون آمن ونطق بالشهادة أثناء غرقه. لكن الأحاديث تشير إلى عكس ذلك حيث حال جبريل بينه وبين النطق بالشهادة حتى لا تدركه رحمة الله وذلك بأن غطس جبريل في البحر الأحمر وجعل يحشو في فم الفرعون الطين والتراب حتى مات دون الشهادة. علما أن قاع البحر فيه رمل وليس الطين أو الحمأ.
سنن الترمذي -تفسير القرآن عن رسول الله – ومن سورة يونس :
حدثنا ‏ ‏محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد بن الحارث ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏أخبرني ‏ ‏عدي بن ثابت ‏ ‏وعطاء بن السائب ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏ذكر أحدهما ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه ذكر ‏ ‏أن ‏ ‏جبريل ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جعل ‏ ‏يدس ‏ ‏في ‏ ‏في ‏ ‏ فرعون ‏ ‏الطين خشية أن يقول لا إله إلا الله فيرحمه الله أو خشية أن يرحمه الله ‏ قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح غريب ‏ ‏من هذا الوجه.
والحديث صحيح وهذه روايات اخرى مصححة :
- قال لي جبريل : لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة !!!
الراوي: عبدالله بن عباس – خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 2015 .
- إن جبريل كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا اللهالراوي: عبدالله بن عباس – خلاصة الدرجة: إسناده صحيح – المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 4/16
- قال لي جبريل : لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة !!
الراوي: عبدالله بن عباس – خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: محمد جار الله الصعدي – المصدر: النوافح العطرة – الصفحة أو الرقم: 223 .
وجاء في تفسير امام المفسرين ابن جرير الطبري :
” حدثنا محمد بن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس . وعن عدي بن ثابت , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , قال : يرفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن جبرائيل كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله ” . ( جامع البيان – الطبري – يونس 90).
وجاء في تفسير ابن كثير:
ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله 1309 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال قال رسول الله لما قال فرعون آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل قال قال لي جبريل لو رأيتني وقد أخذت من حال البحر فدسسته في فيه مخافة أن تناله الرحمة ورواه الترمذي 3107 وبن جرير وبن أبي حاتم في تفاسيرهم من حديث حماد بن سلمة به وقال الترمذي حديث حسن وقال أبو داود الطيالسي 2618 حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله قال لي جبريل لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة وقد رواه أبو عيسى الترمذي أيضا 3108 وبن جرير أيضا من غير وجه عن شعبة به فذكر مثله وقال الترمذي حسن غريب صحيح ووقع في رواية عند بن جرير عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن عطاء وعدي عن سعيد عن بن عباس رفعه أحدهما فكأن الآخر لم يرفع فالله أعلم وقال بن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما أغرق الله فرعون أشار بأصبعه ورفع صوته ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) قال فخاف جبريل أن تسبق رحمة الله فيه غضبه فجعل يأخذ الحال بجناحيه فيضرب به وجهه فيرمسه وكذا رواه بن جرير عن سفيان بن وكيع عن أبي خالد به موقوفا وقد روي من حديث أبي هريرة أيضا فقال بن جرير حدثنا بن حميد حدثنا حكام عن عنبسة هو بن أبي سعيد عن كثير بن زاذان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله قال لي جبريل يا محمد لو رأيتني وأنا أغطه وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له يعني فرعون ، هذا قال بن معين لا أعرفه وقال أبو زرعة وأبو حاتم مجهول وباقي رجاله ثقات.

إذا كان قضاء الله وقدره أن لا ينجو فرعون ولا يؤمن فبماذا نبرر فعلة جبريل بدس الطين في فم فرعون؟ ولماذا قوله: (مخافة ان تدرك فرعون الرحمة). وثمة قول آخر مفاده أن  التوبة غير مقبولة في حالة فرعون. فلماذا والحالة هاته يقوم ملك عظيم كجبريل بدس الطين في فم فرعون مخافة أن تلحقه الرحمة؟
الإشكالية الثانية أن جبريل قام بعمل من وراء ربه ودون إذن منه بل وليعطل رحمته إذا نطق فرعون بالشهادة: لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة!!
المفروض جبريل هو من يتعذب فى النار وليس فرعون فيما اذا كانت شهادته ستنفذه من تنور الجحيم ،على فرعون الا يقف مكتوف الايدى امام الله، عليه ان يطالب يحقه!!
تخيلو منظر جبريل ممسك فرعون وفرعون يحاول ان يتملص من بين يديه ويقول اشهد ان لا وجبريل يدس الطين في فمه حتى لا يكمل الشهادة ،وفرعون يقول اتركني يا جبريل لخاطر الله اريد ان اشهد بالله
وصدق من قال ...عندما يعاني شخصٌ من أوهام يسمى ذلك بالجنون!! وعندما يعاني العديد من الناس اي ما يقارب مليار ونصف حسب ما يدعون من نفس الأوهام فيسمى ذلك بالاسلام!!!!...تحياتي

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات