|
داعش في ربوع بلوتو ..
مجيب العمري
الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 03:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما التقط مسبار الفضاء نيو هوريزاين صور كوكب بلوتو الخجول في احدى اعظم انتصارات الانسانية دوى التصفيق في قاعة عمليات وكالة الفضاء الامريكية تماما مثلما دوى تفجير انتحاري بربوع دولة العراق و الشام، تفجير حلال لا ريب فيه، فكلما صعد صاروخ إلى السماء ذات البروج قبل اليوم الموعود في مغرب الأرض لدى أمم الكفار من أهل الكتاب والمشركين و المغضوب عليهم من سكان جهنم، انتاب مشرق الأرض كريزات الذهان و الهلوسة الحادة و الدروشة طمعا في رحمة السماء عن العالم المتآمر عليهم، الحاسد المغرق في استنباط أفكار الإيقاع بخير أمة أخرجت للناس كم كان غبيا و حقيرا و مثيرا للاشمئزاز ان تدعي انك ربيب السماء تزين الارض بوجودك و تمارس اخصاء كل زينة البشر، ان من يدعي النبوة حقا لا يحتاج صكوكا و لا يحتاج متفجرات و لا احزمة ناسفة و لا سكاكين.
كلما صعد مسبار و اكتشف مصل، اجتمع سدنة المعبد وأقاموا مؤتمر الدعاء بالويل و الثبور و دعوات السهام الرامية، كيف لا و المشرقي أمضى مع السماوات عقدا عقاره الكره منتهاه نزول المسيح ابن مريم بنده ملاحقة المحبة و المحبين و الناجحين و المؤلفة قلوبهم. ان رؤية البشر في نصف العالم الفوقي و صور السماء و كوكب بلوتو و مسبار الناسا لأكثر سادية على أمم المشرق من مازوشيتها و حروبها و اقتتالها و احزمتها الناسفة و لطميات اضرحتهم انه اكثر شقاء و عذابا و قتلا لذواتهم من كل ما سبق. كل ما مر يوم على هذا العالم تساءلت أن كان على هذا الشرقي أن يتخلى عن خلطته السحرية وصفة العنجهية مقرونة بالجهل عليها بهارات الميغالومانيا و أسطورة الشمس و الوحش و الكسوف مع حرف لو التي نهوى رسمها في لوحات الشرط المقترن بالمجد التليد. هل بإمكان أحدهم أن يحمل مسؤولية الفشل وراء الفشل، الهزيمة وراء الهزيمة، لغير حرف الشرط لو، لو لم يكن مجدنا، لو لم يكن أجدادنا.. لو لم يكن.. وهم حرف الشرط لو لدى المشارقة. اليوم بعد أن اقترب المشركون الكفار أبناء القردة و الخنازير أحفاد المسخ من المخلدين في النار من المغضوب عليهم من كوكب بلوتو، سيخرج شيخنا ليعلن للعالم أن الكتاب المقدس كان يعلم ذلك وان السماء ارتأت إفشاء الحقيقة على يد غير المؤمنين و يدعو فلانا و علانا لتدبر أمور دينه و دنياه، لتعلن قناة الاخبار خبر ناسا و تتبعه مباشرة بخبر موت عشرين في سيارة مفخخة في أسواق الشرق.
لكن الناسا كاذبة و مسبار نيوهوريزاين صنع سماوي حلال، و يواصل رحلته ليحط على بلوتو مدججا بمقاتلي جند الشام و جبهة النصرة و كتائب المختار و جند الرب و فصائل داعش ، عندما هبط كل هؤلاء على الكوكب، زلزل ابو بكر البغدادي اركان الكوكب بتكبيره، لقد جاءكم بالذبح و الله يا سكان بلوتو، يا سكان الكوكب القزم يا معشر الكفرة و عباد الاوثان ، -لا احد كان يعلم بوجود الاوثان هناك - نزلت السيوف و المنجانيق و بنادق الكلاشينكوف و سيارات طويوتا على الارض المتجمدة ، و سار جند الله فيه يبحثون عن الكفار في الاركان.. -يبدو ان لا احد هنا .. اين الكفار ؟ لقد جئناهم بالذبح .. هكذا تمتم ابو عمر الشيشاني و هو يرتجف من البرد -سوف نجدهم بعون الله اخي، يقال و الله اعلم ان نساء بلوتو اجمل من نساء الارض، هكذا اخبرنا الخليفة .. اجابه ابو مصعب التونسي مر يوم بلوتو متباطئا و الجميع يبحث و يمشط في ارجاء الكوكب، اذا لا وجود لكفار و لا لحوريات .. سار هكذا الحال الى ان حضر يوم الجمعة و اذن البغدادي للصلاة و اختار ثوبه الماليزي الذي انتقاه لنفسه من غزوة اسواق حلب، لبس ساعة روليكس التي يحب و حذاء الجلد الفرنسي و صعد على المنبر و خطب في زمرته خطبة طويلة انهاها ب عباد الله انا جئناهم اليوم لنتم لهم دينهم و نهدي سبيلهم و نقوم دليلهم و لكنا لهم غير واجدون فماذا نحن فاعلون اصاب الملل جموع المقاتلين و كسد الحال و صدئت السيوف و توقف عداد الحسنات عن العمل , الى ان اتى يوم راى فيه ابو عمر صورة بلوتو على فيسبوك و ذلك القلب الذي خط على ظهره , حينها تذكر ان ابا مصعب التونسي قد حدثه عن حبيبة طفولته في الحي العتيق بمدينة تونس .. تذكر ان ذلك جرم لا يغفر و ذنب لا ينسى .. كيف لا و الرجل لم يعد يعلم من اين ياتي بالحسنات و يفوز بها منذ هبط على هذا الكوكب المهجور ممنيا نفسه بالنساء ذوات النهود و الثغور .. في لحظة استل سيفه و قطع راس زميله وسط التكبير.. مر لا مباليا و من ثمة احس بالنشوة لقد زرع نخلة في الجنة و اصاب حوريات و قصرا .. ابتسم منتشيا و لم ينس ان ياخذ لنفسه سيلفي مع راس الكافر النزق الذي صرح جهارا بحب احداهن منذ عشر سنوات ليضعها تغريدة على تويتر دولة الخلافة .. تذكر الجميع زلات اترابهم و خطاياهم.. دوى الرصاص الى ان انتهت الذخيرة و سقط الجميع الا البغدادي الذي بقي على ظهر المركبة، ثم ادار مفتاحها و قفل الى الارض على الاقل يوجد نساء هناك ..
#مجيب_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى روح سيلان اوزلاب
-
البوتاسيوم اكسير حياة في زمن داعش
-
ثورة المشرط التونسي, من فلسفة النضال الى خزي لاعقي احذية الن
...
-
الارهاب في تونس من وراء النظارة.. مجرمون ام ضحايا ؟
-
نبي الفصام.. شيزوفرينيا الثورة
-
فوضى ما بعد الثورة : الاطباء الداخليون في المستشفيات التونسي
...
-
ربيع الثورة ام كرب ما بعد الثورات .. مقاربة نفسية
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|