هيثم بن محمد شطورو
الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 03:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتـني الله بالبشر كثيرا، بل أكثر مما نـتخيل، بل ربما بشكل لا يمكننا تصوره في مدى اعـتـنائه بسعادة البشر. فصيام رمضان قـلب للعادة في الحياة العادية و ضرب للسأم و شقاؤه في الصيام يعقبه فرح الإفطار فيه و في العيد.معركة جماعية ضد السأم و روتينية الحياة مع إيقاد الروح و إعلائها على المادة و تحكم العقل في الأديم، ثم استرخاء الإفطار و سعادة طفولية.
انه الله العـزيز العـظيم الذي لا نـدرك سر خلقه، و لكن من الواضح انه في سعادة عارمة لخلقه الإنسان. ما الإنسان إلا عـقـل من التراب أو عـقـل في المادة منها و فيها و عليها. تجربة ربانية عـظيمة في إحلال العقل في الطبـيعة لذلك قال "كرمنا بني آدم"..
و صحيح أن الله قال خلقـنا لنعبده و لكننا لا يمكن أن ندرك فعلا ما معنى أن نعبده. هناك التـفسير الجاهز الذي يعلمه الجميع و لكنه أكثر التـفاسير قصورا عن إدراك الحقيقة. و في النهاية لا يمكن أبدا أن يكون الله قد هيأ الجحيم للإنسان و إنما النعيم. النعيم للجميع برغم رفضنا لهذا الأمر بحكم تمنياتـنا لمن لم نقـدر على رد ظلمهم في جحيم الآخرة. لكن الله فوق جميع تصوراتـنا و فوق خيرنا و شرنا و هو الذي ألهم النفـس فجورها و تقواها، و ما نعتبره شرا هو ضروري لتحريك الروح و إيقاده جذوتها. و مثلما قال "هيغل" عن الحرب كضرورة لحياة الروح فان كل شر هو ضروري لحياة الروح. فلو لم يكن الشر لما كان الخير.
و هكذا قدر الإنسان الرقص على الأرجوحة التي أعدها له الله، الذي يبتغي تطور العقل في التاريخ. العقل الإنساني الالاهي في الطبيعة.
#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟