|
أطباء بلا حقوق ومهندسون ضد الحراسة
سعيد ابوطالب
الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 15:23
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
مقال قديم بعد ان تفككت مهندسون ضد الحراسة ووصل احد فصائلها وهو تيار القوميين متحالفا مع الأحزاب السياسية المعادية للإخوان ومع رجالات الدولة الى نقابة المهندسين ، واليوم يبدو فى الأفق أزمة شديدة قد تؤثر تأثيرا سلبيا على أطباء بلا حقوق ، بعد تحالفه مع بعض الشخصيات التى عليها غبار ، وتسبب فى نجاحهم معه ، ليكتشف انهم ضد توجهاته وبالتالى ضد توجهات الأطباء. أطباء بلا حقوق لم تكن حركة نخبة ولم تنشغل بهموم السياسيين قدر اهتمامها بمطالب الأطباء والمجتمع. وكان هذا المنحى سر قوتها لكنه قد يكون أيضا سر إنهيارها. الإنتخابات القادمة فى شهر أكتوبر ستحمل الإجابة. أطباء بلا حقوق ومهندسون ضد الحراسة :دراسة مقارنة يستهدف المقال المقارنة بين تشكيلين مهنيين من تشكيلات الطبقة الوسطى الغير رسمية -إن صح التعبير – محاولة رصد التمايزات فى حركة الفئتين "المهندسون والأطباء" وهما فئتان من أهم فئات هذه الطبقة. النشأة: نشأت جماعة "مهندسون ضد الحراسة" بعد غزو العراق وصمت مجلس الحراسة او جماعة التسيير عن هذا الغزو وغياب رد فعلها تماما،مقارنة بالنقابات الاخرى كالأطباء والمحامين والصحفيين،مما دفع نخب المهندسين-خاصة اليساريون ممن سموا فى السبعينات بالمهندسون المصريون- إلى التحرك والمطالبة بعقد مؤتمر بنقابتهم ورفض مطلبهم فتوجهوا لنقابة المحامين،وطالبوا فى مؤتمرهم-وشاركهم المهندسون الاسلاميون- برفع الحراسة وعمل إنتخابات وعودة الحياة الطبيعية للنقابة. ثم وجهوا الدعوة للمهندسين القوميين لمشاركتهم جماعة ضد الحراسة. انشىء المهندسون المستقلون فى مسار العمل المشترك ليميزوا أنفسهم عن باقى النخب المسيسة. أما "أطباء بلا حقوق" إرتبطت نشأتها بتخاذل مجلس النقابة المكون من الإخوان ود:حمدى السيد عن تفعيل المطالبة بالكادر والمقرة من عام 88 وهى مطالبة متكررة دون جدوى حتى صارت ملحة بعد إقرار كادر للمعلمين وتصاعد الاحتجاجات من فئات أخرى مطالبة بتحسين أحوال المعيشة ونجح معظمها فى تحقيق جزء لا بأس به من المطالب بعد إضرابات واعتصامات. الظروف الداخلية والخارجية: بداية مهندسون ضد الحراسة فى 2003 ،وبداية أطباء بلا حقوق فى 2007. سقطت بغداد لتضاف العراق الى فلسطين ،وتشدد كفاية من مناداتها بسقوط مبارك وأسرته ويخرج القضاة الى صفوف المعارضة القوية للتخريبات الدستورية ولاتتمخض الفترة عن نجاحات للقوى التقدمية بل العكس،وتحاول مهندسون ضد الحراسة استخدام كافة الوسائل لاستعادة النقابة المسلوبة،فتنوع من وسائلها من نضال قانونى وجمع توقيعات واحتشاد وعقد جمعية عمومية طارئة حضرها 15000 مهندس وغيرها من الوسائل،ولكن الصورة تبدو كأسطورة سيزيف الذى يصعد الجبل حاملا صخرته،فيهبط كل خطوة يصعدها،رغم ان وزارة نظيف بها مهندسون" نظيف ورشيد وسامح فهمى ويونس ومحمود ابوزيد والمغربى ومنصور وماجد جورج وزهير جرانة والمصيلحى وهانى هلال والجمل" الا انهم يستحقون عرض امر طردهم من نقابة المهندسين مع لجنة التسيير على أول جمعية عمومية بعد إستعادة النقابة. أما أطباء بلا حقوق فظهرت بعد ان كفت الاحتجاجات الديمقراطية والقومية وبزغت احتجاجات الخبز والمياه والصرف الصحى والاجور ومستوى المعيشة المتدنى،وبعد نجاح قوى اجتماعية فى تحقيق مطالبها عن طريق احتجاجات وصلت للإضراب والاعتصام بالشوارع،قوى إجتماعية ذات قيادات بعضها ينتمى للحزب الوطنى وبعضها يستعطف حسنى مبارك للنظر الى مشاكلهم بعين العطف. نجحت أطباء بلا حقوق فى توصيل قضية الكادر للإعلام ولعموم الاطباء وأبدت تعاونا مع مجلس النقابة دون المهادنة ونقده حين الخطأ فوصلت الى جموع الأطباء الا أنها لم تستطع ان تلزم مجلس النقابة بتنفيذ قرار الجمعية العمومية بالإضراب،ونفذت إعتصاما بالنقابة لمدة أسبوع،ورغم عدم تحقيق مطالبها-حتى الآن-التى هى مطالب الأطباء،إلا أنها اكتسبت مصداقية لدى الجميع وتحاول الوزارة والنقابة سحب البساط من تحت أقدام أطباء بلا حقوق. حركة النخبة وحركة الجماهير: تميزت مهندسون ضد الحراسة بكونها حركة نخبة مسيسة فى الأساس ونخبة الطبقى الوسطى هاجسها الوطنى والقومى والسياسى والدينى يشكل جل اهتمامها،وجمهورها يرقبها فاغرا فاهه غير مبال بانقساماتها او إختلافاتها،يبدى إهتماما محدودا بشعاراتها،ولإنها حركة نخبة،فهى معزولة نسبيا يمثل الغلبة فيها التيار الذى يمتلك قدرا من الجماهيرية وهو التيار الإسلامى الذى يعتبر نفسه الممثل الشرعى لمجلس النقابة قبل الحراسة متناسيا المخالفات المالية التى أدت لفرض الحراسة وكذا سيطرته وإحكام قبضته على النقابة حتى فرضت عليها الحراسة،وتعجز باقى التيارات عن صياغة برنامج نقابى مطلبى يحرك جموع المهندسين الخامدة،والتى قد لاتهتم برفع الحراسة الا بعد إحساسها وإدراكها للفوائد "النفعية"لرفع الحراسة،و يعتبر وضع المهندسين فى المنظومة السياسية والاجتماعية السائدة عائقا يشكل صعوبة فى وضع البرنامج المرجو،فغياب التصنيع وانتشار الخصخصة فتت المهندسين وغيب تأثير مهندسى قطاع الأعمال وشكل وضعا أكثر تعقيدا،ويشكل أيضا عدم حرفية المهندس مقارنة بالطبيب صعوبة تواجه الإضراب على سبيل المثال،فالمهندس وسط منظومة تجعل عمله بيده محدودا وكذا عمله اليومى،على عكس الطبيب. أطباء بلا حقوق بدأت –بعد محاولات غير ناجحة مع النخبة- فى التوجه الى الجمهور ،وبمطلب واحد محدد وهو الكادر،ليجد آذانا صاغية والتفافا من جموع الأطباء،متجاهلة مطالب أخرى هامة أيضا ،لكنها ركزت على الأهم متوجهة لمجلس نقابتها المسيطر عليه من الإخوان والنقيب المنتمى لحزب الحكومة،ومعبرة وفقط عن مطلب نقابى مهنى يخص الأطباء بكل توجهاتهم ،وكانت استجابة الاطباء –على مختلف توجهاتهم – جيدة. جماهيرية أطباء بلا حقوق دفع مجلس النقابة الى تبنى مطالبها ولغتها،وان حاول عزلها والحد من انتشارها،وان بحث عن أساليب "بمبى" لمجابهة الدولة،كاسرا الإضراب المقرر من الجمعية العمومية،وباحثا عن سلالم يتراقص عليها ليخدع الجميع. من يعلق الجرس؟ عجزت مهندسون ضد الحراسة وفى القلب منها المهندسون الديمقراطيون عن انجاز برنامج مطلبى ،رغم زحام وكثافة النخبة المسيسة وهذا لايقلل من الجهد المبذول من جماعة ضد الحراسة ،وكان لغياب تنظيم نقابى للمهندسين اثر كبير فى إضعاف حركتهم،فى حين نجحت أطباء بلا حقوق فى انجاز شعارها الأوحد الجامع المانع،رغم قلة-نكاد نقول انعدام- الكادر المسيس. لم تنزلق أطباء بلا حقوق لفخ الإختلاف مع مجلس النقابة،رغم طرح البعض لعدم إمكانية التعاون مع الإخوان،لأنها أستوعبت درس فرض الحراسة على النقابات المهنية ونتائجه الماثلة أمام الأعين فى تجربة المهندسين. لم ينجح التشكيلان المذكوران فى تحقيق أهدافهما المعلنة حتى الآن،فلندع الأيام القادمة تحكم على التجربتين،إلا اننى أعتقد ان أطباء بلا حقوق إقتربت أكثر من جماهيرية العمل والتأثير
#سعيد_ابوطالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المهدى
-
تقرير سياسى لحزب العيش والحرية تحت التاسيس المصرى
-
قراءة جديدة : فى الحاجة الى استراتيجية اشتراكية جديدة
-
تنظيم الحزب والعمل الجماهيرى
-
اليسار والنقابات المهنية
-
اليهود والمسلمون
-
مصر إناء يغلى على النار
-
زيارة السيدة العجوز
-
الطبقة الوسطى بين التهميش والهجرة
-
تمزيق سترة قديمة
-
مصر بين الوحدة الوطنية والفتن الطائفية
-
الاقباط بين الاندماج والجيتو
-
السيد النبى
المزيد.....
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
-
مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من
...
-
السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
-
سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
-
طريقة التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل
...
-
2nd Day of Works of the 4th World Working Youth Congress
-
Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th
...
-
الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم
...
-
رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|