أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التقشف.. مسؤولية من؟؟














المزيد.....

التقشف.. مسؤولية من؟؟


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 11:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بكثير من الارتياح, استقبلت الاوساط السياسية والشعبية الانباء التي تتحدث عن جاهزية صندوق النقد الدولي لتقديم قرض الى العراق بقيمة 350 مليون دولار بموجب برنامج التمويل السريع لمساعدته في جهود اعادة اعمار المناطق المحررة ومعالجة الآثار الاقتصادية المترتبة عن زيادة الانفاق الدفاعي بسبب العمليات العسكرية ضد العصابات الارهابية التي تنتهك امن وامان العراقيين وتستنزف مقدراتهم و آمالهم بالتنمية والرخاء. ولدعم جهوده للتأقلم مع الانخفاض العالمي في أسعار النفط.
وقد نستطيع ان نحيل ذلك الارتياح والترحيب الى الرسالة المعنوية الهامة التي يقدمها هذا القرض للعراق من خلال التأكيد على وقوف المجتمع الدولي الى جانبه في تصديه لعصابات الشر والظلام وتفهم الصعوبات التي يعانيها من تداعيات هذه الحرب على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
ولكننا لا نستطيع ان نتجاهل الاسئلة الكثيرة التي قد تراود الجميع حول امكانية الانفاق الرشيد لهذا القرض وغيره من الموارد التي من الممكن ان يحصل عليها العراق من عائداته او من خلال التعاون مع المجتمع الدولي, او مدى الفائدة من مثل هذه القروض في ظل غياب الحكمة والتخطيط الستراتيجي السليم لادارة اقتصاد البلد بما يحقق المنفعة القصوى المرجوة.
فعلى الرغم من ان التقشف لم يعد خيارا مرحليا لدى الحكومة بل يفترض ان يكون شعارا واسلوب وآليات عمل لمؤسسات الدولة الانتاجية والخدمية, ومع ان هذا الوضع العضال هو الدافع الرئيس وراء الدعوات المستمرة الى استنباط الوسائل المفضية الى زيادة معدلات الإنتاج وترشيد الإنفاق العام للحدود التي يقتصر فيه الأمر على تمويل الضرورات فقط , ولكن الكثير من هذا الكلام قد لا يجد له المواطن صدىً في العديد من المؤسسات , وخصوصا في منتهياتها, والتي لا تزال تتصرف باريحية في الانفاق على موارد بعيدة عن خدمة المواطن ولكنها قريبة الى قلب المسؤول, خاصة معضلة الايفادات المستمرة بشكل مثير للأسئلة - والريبة- في مؤتمرات سياحية او برامج تدريبية عديمة الفائدة والجدوى وكأن المسألة لا تعنيهم على الإطلاق.‏
ان المطلوب من مؤسسات الدولة -ونجرؤ ان نقول قياداتها بشكل خاص- ادراك المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تحويل الترشيد وضبط الانفاق الى نهج عام مدعوم بما يلزم من قرارات وسياسات ناظمة لهذا الترشيد, لما لذلك من اهمية في تخليق وعي عام بالمشاركة والتكافل بين المواطن والمسؤول لضرورة مثل هذا الادراك في تسليك العديد من القرارات الصعبة التي قد تفرضها الحمية الاقتصادية الاجبارية التي نعاني منها كمجتمع وكدولة, وتدفع المواطن الى التفاعل البناء مع ما يتلمسه من تقنين واضح في الشحيح المتاح من الخدمات - وحتى الوعود- والتي يتحملها الشعب صابرا محتسبا قانعا بانها الضريبة التي يقدمها دعما للجهد الوطني العام في هذه الظروف.
فمن نافل القول ان المهارة اللافتة للعديد من العناوين الرسمية في ابتكار نواحي متناسلة من نواحي الانفاق- ناهيك عن الاستغلال السياسي من قبل نفس العناوين - لها بالغ الاثر في فشل الحكومة في تحشيد الشعب حول خططها التقشفية وهو ما يتجلى في التراجع عن العديد من الخطوات الاصلاحية, حتى الترقيعية منها, التي تحاول الحكومة من خلالها تعظيم موارد الدولة واستدراج السبل الكفيلة للوفاء بالالتزامات المالية وتمويل الضروريات والحد المطلوب لادامة الجهد الامني وتوفير الخدمات والمواد والسلع الضرورية لحاجات المواطن.
كما ان تسابق العديد من الرموز السياسية المتصدية للعمل الحكومي بالمطالبة بمحاصصة القروض الدولية بادعاء اطلاق مشاريع لم تنفع معها ميزانياتنا المليارية الغابرة, والتي تبدأ روتينيا بسفر المسؤول وحاشيته -للاطلاع الميداني- على المشاريع المماثلة المتناثرة في بلدان العالم, قد يشي بافتقار المسؤول للنظرة السليمة لمعطيات الواقع بامكاناته ومشكلاته وقيوده وتعقيداته, وتفهم حواكمه وابعاده, ومتطلبات الحياة فيه, وحجم تحدياته ونوعيتها.
اننا نتطلع من المؤسسة الرسمية ان تشارك الشعب معاناته من خلال الانضباط والترشيد والمزيد من الشفافية والوضوح في التعامل مع الوضع الاقتصادي والمالي لبلادنا حتى نمنع المزايدات الخاطئة والتحليلات المغلوطة التي قد تترك آثارها السلبية على السوق المحلية وحركة الاستثمارات والاموال فيها وهي بيئة كلنا نعلم انها - كمثيلاتها في العراق- سهلة التهشم والاضطراب.
ان الاستمرار في هذه الممارسات الاقرب الى السفه الاقتصادي قد تكون من اكثر المعوقات التي تقف في وجه تحقيق الهدف الاعلى في اخراج العراق من عنق الزجاجة التي تزيدها هذه التفلتات احكاما على رقبة الوطن المستباح, ولن تنتج الا الى تعطيل عجلة التنمية -ان لم يكن شدها الى الوراء- حتى يتاح لتجار الحروب والأزمات جني المزيد من الأرباح ومضاعفة رصيدهم على حساب الوطن والمواطن.‏ وعندها ستكون مسألة وقت لا غير ليتحول مشروع القرض الموعود من كونه نهاية المطاف الى راس قاطرة يجر معه العديد من القروض التي لن تنتهي الا بارتهان العراق ومقدراته في مشاريع دوامية من الفشل والفساد.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاصفة الباكستانية
- قوات عربية مشتركة..للنسيان
- تاريخ من الخديعة
- اغلبية سياسية..أم توافق ؟
- في ذكراه (الميمونة)
- مبادرة الرئيس
- السياسة السعودية في مواجهة الباب المغلق
- الشعوب تكتب ايامها
- الارهاب والسيادة الوطنية..ابو انس نموذجاً
- الاعتذار لا يستحقه الا الاقوياء
- تقارب معلن ومخاوف مخفية
- توثيق مهمل..ذاكرة زائفة
- حوادث لا نحب ان نتذكرها
- الشعب ضد قوى الاسلام السياسي
- حرب الميادين..فتنة في الافق
- انقلاب..ام تصحيح
- واقع جديد ..اي واقع؟؟
- مصر في عين العاصفة
- بين اردوغان وتقسيم
- الى اين نحن ذاهبون ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التقشف.. مسؤولية من؟؟