أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوناب كمال - عودة الإله جانوس من بوابة إسطنبول














المزيد.....

عودة الإله جانوس من بوابة إسطنبول


بوناب كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على غرار ما كانت عليه العاصمة الإمبريالية " إسطنبول" المجاورة لكل من أوروبا و آسيا، فـ " العثمانية الجديدة" Neo - Ottomanism تتسم بازدواجية الوجه تماما مثلما كان الإله الروماني " جانوس" Le dieu romain Janus وجه للشرق والآخر يتجه ناحية الغرب.
تقوم العثمانية الجديدة على مبدأ " علمانية أقل تشددا في الداخل ودبلوماسية أكثر انفتاحا في الخارج" ، إذ أدرك قادة حزب العدالة والتنمية ، أكثر من غيرهم، أن التطرف العلماني الكمالي قد حجب الموهبة الجغرافية لتركيا، وعلى قول المؤرخ أرنولد توينبي Arnold Toynbee أن " تركيا تشبه غرابا أسود، طلى نفسه باللون الأبيض إعجابا ببياض اللقلق، فما عاد لقلقا وما أصبح يشبه الغربان" وحسب " محمد آركون" أن العلمانية الأتاتوركية ذهبت بعيدا في جرأتها كونها اخترقت نسيج الدين بجرأة وسماجة دون اكتراث للنتائج والمخاطر، لكنها في النهاية ، دائما حسب آركون ، لم تكن إلا " كاريكاتيرا للعلمنة" بدليل العودة العنيفة إلى الدين بدءا من عام 1940، كما أكد " سمير أمين" أن العلمانية لم تتجذر في المجتمع التركي واتخذت شكلا بدائيا يكاد يكون مرادفا لمعاداة الدين، إذ أن الدين والقومية وُجدا في الحالة التركية كنقيضين.
إن عودة تركيا للانغماس في محيطها الإقليمي وإعادة بعث علاقاتها مع العالم العربي لم يَحُل دون تسارع خطاها لكسب رهان عضوية الاتحاد الأوروبي وبناء دولة معصرنة وفق النمط الغربي، وهو ما أدخل تركيا في مفارقة سياسية فريدة من نوعها، حيث أن النخبة العلمانية الكمالية أضحت أقرب الفرقاء السياسيين المدافع عن موقف رفض العضوية، إلى حد اعتبار عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي بمثابة نهاية للأتاتوركية وانتحارا للدولة القومية التي سعى مصطفى كمال لتأسيسها قبل ثمانين سنة.
إن الحديث عن التحولات في منطلقات وتجليات كوجيتو العقل السياسي التركي يقود إلى قول مصطفى كمال أتاتورك " فبدلا من زيادة الضغوط لدى أعداءنا بملاحقتنا أهدافا مثالية لن نقدر أبدا على تحقيقها، لنتمسك بأحكام العقل ولنعرف حدودنا" إن ما يقصده أتاتورك بـ " الحدود" هو الإمكانات والقدرات التي تفرض منطقا أو التزاما للتحرك في نطاق محدود، لذلك كان سعي الأتراك الدؤوب في ما مضى هو الاستفادة بأكبر قدر ممكن من منظمة حلف شمال الأطلسي NATO ، أين يمكن تشبيه الأمر كمن يضطلع بـ " عصر ليمونة" ليستخلص منها كل ما تحتويه، فمن خلال أموال هذه المنظمة تم بناء مطارات ومؤسسات واتصالات ومد أنابيب وقود، بالمقابل أوكلت تركيا زمام جيشها إلى هذه المنظمة حيث تملك ثاني أكبر قوة عسكرية بين دول الناتو.
كثيرا ما مارست تركيا تجاه الدول العربية سياسة قوامها التوتر والضغط، كما حدث عام 1957 عندما حشدت قواتها العسكرية على الحدود السورية الشمالية، وتكررت هذه المواقف أثناء تأجير قاعدة " إنجيليريك" التركية لنقل القوات الأمريكية إلى لبنان، وكذلك وقفت تركيا إلى جانب فرنسا ضد الجزائر في الأمم المتحدة عام 1958.
راجعت تركيا علاقاتها المتعثرة مع العالم العربي اعتمادا على نظريات " العمق الإستراتيجي" " سياسة تعدد الأبعاد" " دبلوماسية تصفير النزاعات أو دبلوماسية اللامشكلة" " الدبلوماسية الاستباقية" و " القوة الناعمة" وكلها آليات ساهم في بلورتها بشكل كبير البروفيسور أحمد دافوت أوغلو Ahmet Davutoglu ، إلا أن تطورات الوضع في المنطقة ، وخصوصا في سوريا، جعل الدور التركي محل رهان كبير، فيبدو أن علاقة الود بين إسطنبول وحارس أبواب السماء الإله جانوس قد تحطمت على بوابة دمشق.



#بوناب_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة البشرية والسياسة: بين اليمين واليسار
- مبدأ حسن الجوار الإيجابي في السياسة الخارجية الجزائرية
- عثمان بن عفان وكتاب الأمير ل - مكيافيلي-
- الثيموس والفايسبوك Thymos and Facebook
- كردستان: بوليفيا الشرق، صداقة الجبال وعشق الحرب
- ماذا عن سنغافورة يا فوكوياما!
- علاقة السلطة بالمعرفة في أوروبا: من الصدام إلى الاحتواء
- أسباب بقاء الممالك الخليجية من منظور كريستوفر دافيدسون
- التدخل الإنساني: إعادة تسويق لنظرية الحرب العادلة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوناب كمال - عودة الإله جانوس من بوابة إسطنبول