أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - الاتفاق النووي نمط جديد في التفكير الدبلوماسي .....














المزيد.....

الاتفاق النووي نمط جديد في التفكير الدبلوماسي .....


مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدبلوماسية الحديثة لا تعترف بقانون محدّد مقنّن؛ حتى لو أثبتته ألوف التجارب، فهي لا تخضع لقانون الفعل، وردّة الفعل، ففيها لكلّ فعلٍ فعلٌ آخر يضاهيه قوّةً، أو ينقصه، أو يوازيه، أو لكلّ فعل عدم فعل بحسب قدرات الطرف الآخر، وبحسب طبيعة القضايا المفاوض عليها، والشروط التي تتضمنها .
وهي كذلك لا تخضع لقانون الذرة في طرفيها السالب، والموجب؛ كي تستمر إلكتروناتها ملتصقة بنواتها، فالدبلوماسية قد تستوجب طرفين سالبين، أو موجبين، أو سالب، وموجب كما في قانون الذرة، وللسبب المذكور آنفاً .
.
إذن فالدبلوماسية الحديثة لا يمكن حدّها بتعريف جامع مانع، ولا يمكن وضع قوانين ثابتة لها، فهي تقتحم كلّ القوانين، وتستوجب استعمال الوسائل كافّة، وهي تبتغي من وراء ذلك جلب المصالح، ودفع المفاسد، والحفاظ على المكتسبات، لكن أيضاً بحسب طبيعة القضايا المختلف فيها ..
.
والمتابع للمفاوضات النووية حول الملف النووي الإيراني؛ يجد أنّها دامت طويلاً بين حوار، وانفصال، ومقاطعات، وعقوبات؛ لكنّنا نجد الطرف الإيراني تنوعت أساليبه في الردّ عليها، وفي كلّ مرحلةٍ من مراحل هذه المفاوضات تزّج إيران بعقول جديدة؛ لتدير هذه المفاوضات، وقد يجد المتابع أنّ إيران قد خسرت قدراً كبيراً من قدرتها النووية التي انتجتها عبر سنين طوال؛ لكن من الطرف الآخر، فقد كسبت إيران قدراً كبيراً فضلاً عن المجال الاقتصادي، مكانةً دولية أكبر؛ ممّا دعا ذلك إلى استفزاز اسرائيل التي أبدت مخاوفها من هذا الاتفاق، وكذلك صنوها السعودية .
.
لا أستطيع أنْ أخفي عجبي بفكر أوباما الدبلوماسي الذي تحدّى الكونغرس، والدول الحليفة لأمريكا المعارضة لهذا الاتفاق؛ إذ قال سمعت كلاماً كثيراً في نقد هذا الاتفاق؛ لكنّني لم أسمع حلولاً بديلة، وتساءل من الكونغرس ما هو البديل غير بديل الحرب التي لا تعلم نتائجها في وقتٍ تجهل أمريكا قدرات إيران العسكرية، وهذه القناعة الجديدة في الفكر العالمي هو مكسب آخر يضاف إلى مكتسبات إيران على مستوى الساحة الدولية العالمية .
.
نستنتج من كلامه إنّ هذه المفاوضات قد وصلت إلى مفترق طريقين إمّا طريق الحرب، أو طريق الاتفاق النووي؛ لذلك كان طريق الاتفاق النووي أيسر طريق في وقتٍ المنطقة تلتهب بنيران حروب داخلية، أذرعها خارجية، فلو اختير طريق الحرب قد تمتد تلك الأذرع لها، فتتعدد أطرافها؛ وبذلك ستكون مجهولة النتائج كما أفصح عن ذلك أوباما، وفي جوابه هذا قد ألقم الكونغرس، وإسرائيل، والدول المعارضة حجراً .
.
أثبتت إيران إنّ نظام ولاية الفقيه ليس نظاماً دكتاتورياً كما صوّره المعادين لهذا النظام، بل هو نظام ينبع من فكر إسلامي يحاول الحفاظ على مصالح المسلمين، ولا يتقاطع مع الفكر السياسي الدبلوماسي الحديث، بل يتحاور، ويتفاوض معه من مصدر قوّة، وبتصوري يمثّل هذا النظام ضمانة للشعب من الدكتاتورية، فهو يراقب منظومة الحكم، ويصوّب مكامن الخطأ، والشطط .
.
وبذلك تكون إيران قد خطت خطوة كبيرة في الدبلوماسية العالمية، وأجبرت أمريكا على تغيير رؤيتها اتجاه الملف النووي الإيراني التي دامت سنين طويلة .



#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست المشكلة في الألف دينار يا وزير .... !! .
- نفطكم للجميع، ونفطي لي ...!!!
- ((ويكيليكس، وحرارة الصيف القائظ (ج4) .... !!!) .
- نصدّق مَنْ المركز، أو الإقليم .... !!!! .
- المربع الأول من منظور سياسي .
- ((ويكيليكس .... وسقوط الموصل (ج3) ....؟؟؟...!!!)) .
- ((ويكيليكس فضح المخططات، والعقول (ج2) ....!!!!)) .
- ((ويكيليكس بين قيمة المحتوى، والغايات (ج1) ...!!!)) .
- مَنْ يستجدِي لا يُعطِي ...!!! .
- (( القابليةُ للاستعمارِ )) قراءة في أثر الصراع على الأمّة .
- ((مصلحة لا مصالحة)) . غيابٌ مقصودٌ للإصلاحِ السّياسِي فِي ال ...
- (( أُسسُ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الدينيّةِ)) . السّ ...
- ((ما بين مسعودكراد، وستالينغراد)) .
- ((أسرار، وأسوار حول، وفي سقوط الموصل)) . نظرة على سير تحقيقا ...


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - الاتفاق النووي نمط جديد في التفكير الدبلوماسي .....