أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!














المزيد.....

الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 18:13
المحور: المجتمع المدني
    


إن مسألة التنوير والتنمية في العالمين العربي والإسلامي ما زال يعاني الكثير من الإشكاليات الثقافية والفكرية وخاصةً بعد فشل التجربتين القومية واليسارية من تقديم بعض الحلول للمشكلات الحضارية في منطقة الشرق أوسط وبروز التيار السلفي التكفيري الديني كتعويض نفسي ومجتمعي و"حل فاشي متطرف" عن مجموع التيارات الوطنية السابقة. وبالتالي الدخول في نفق التطرف والإرهاب وذلك بعد خطف الثورات العربية من قبل الإسلام الراديكالي المتطرف وحاضرةً معها كل تاريخها الدموي العنفي مدعومةً ببعض النصوص القرآنية روحاً ومعنى وتأويلاً فقهياً تكفر الآخر وتدعو إلى التشدد والتطرف وإلغاء كل من لا يوافق "سرير بروكروست"؛ باتراً لكل المكونات الثقافية المجتمعية _طائفةً وقومية_ بحيث يكون "الدين لله" والوطن لتلك الجماعات المتشددة السلفية الإرهابية.

وبالتالي وداخل هذا النفق الظلامي التكفيري، فإن أسئلة الثقافة والتنوير تجعل المراكز البحثية والدراسية ومفكري وصانعي القرار الثقافي والسياسي في الأمة والمنطقة يبحثون عن الأسباب والكوامن والفواعل الفكرية والمجتمعية التي أودت بالمنطقة إلى هذا النفق الظلامي التكفيري، بعد أن كانت مرحلة الخمسينيات وإلى ما قبل نهاية القرن بقليل مفعمة بالعمل الثقافي والسياسي لكل من التيارين القومي واليساري العربي وأيضاً البحث عن بعض الأجوبة ولما تعرضت تلك التجربتين للإنتكاسات الكبيرة في بنيانها وهيكلياتها بحيث أودت بها وبمؤسساتها ومعها مجتمعاتها إلى الإنهيار وتلك التصدعات العميقة؛ فهل كانت نتيجة العامل الخارجي وإنحسار الفكر اليساري في العالم عموماً وخاصةً بعد فشل التجربة الشيوعية في ما كانت تسمى بالبلدان الإشتراكية، أم أن العلة والسبب هو داخلي كامن في ثقافة وتجربة المنطقة نفسها حيث الفكر الديني والإسلام السياسي القائم على تراث من الحقد والكراهية والتطرف المذهبي الديني.

بالتأكيد إن المشكلة لها أسبابها المتعددة والمختلفة؛ منها الخارجية والمتعلقة بإنحسار الفكر اليسار والتي فشلت في تقديم البديل السياسي عما كانت تصفه بالإمبريالية العالمية المتوحشة حيث رأينا تحول "ديكتاتورية البروليتارية" والتي جاءت للرد على "توحش" الرأسمالية العالمية لتتحول هي نفسه إلى (وحش وغول) تفتك بالمجتمع والحريات العامة والفردية لصالح "رموز" إستبدادية ديكتاتورية بائسة، أعادت للأذهان ديكتاتور روما _نيرون_ وحيث مراودة الأحلام والخيال فى إعادة بناء بلدانهم من جديد، كما حلم بها ذاك الإمبراطور الأصغر من أن يعيد بناء مدينة روما وهو يستلذ بحرقها .. وبالتالي كانت الكارثة والنهاية، إن كان على الصعيد المجتمعي وبنيان الدولة الوطنية أو حتى للديكتاتور ونظم الحكم المستبدة نفسه؛ حيث كانت ثورات ما عرفت بالربيع العربي والدخول في مرحلة الفوضى. وهكذا وبرغم كل ما سبق، لكن بقناعتي إن العامل الداخلي وإشكاليات العلاقة مع الثراث والتاريخ والتأسيس للمستقبل على أساس الهروب من الحاضر _إن كان للمستقبل؛ المشروع القومي اليساري أو إلى الماضي؛ التيار الراديكالي الديني السلفي_ كان أهم سبباً في الأزمة والكوارث التي نعاني منها في المنطقة.

وهكذا فإن كل من التيار القومي اليساري والديني السلفي لم يقدما حلول واقعية لمجتمعاتنا حيث الأول هرب إلى الشعارات والبرامج والأفكار المستوردة وذلك دون مراعاة للواقع والخصوصية الثقافية المجتمعية للمنطقة، بينما يحاول الآخر أن يجر ويشد المجتمع بحركة تقهقرية رجعية للماضي حيث "الرسالة والخلافة" وذلك دون مراعاة للواقع الثقافي والإجتماعي والفارق الحضاري بين واقع اليوم والأمس وذلك على الرغم من إنها قد لاقت بعض، بل ربما الكثير من الرواج والقبول بين شرائح مجتمعية مهمشة طائفياً وسياسياً وذلك في عدد من البلدان العربية والإسلامية والتي لها أسبابها الثقافية والسياسية والإقتصادية في قبول الفكر الديني السلفي المتشدد حيث التهميش والفقر والتخلف والإستبداد الطائفي المذهبي وبالتالي فإن الإنسان الشرقي في واقع مجتمعاتنا ودولنا كان _وما زال_ مهمشاً مغيباً عن البرامج السياسية والثقافية لهذه المنظومات والتيارات وذلك لصالح المجتمعي القطيعي "المكون"؛ إن كان دينياً طائفياً أو قومياً إثنياً وأخيراً حزبياً سياسياً حيث لا قيمة للإنسان والفرد داخل المجموع العام، فالمسلمون ينادون بأن "يد الله مع الجماعة" واليساريون كانوا يرفعون شعار "المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة".

وبالتالي فقد كان الإنسان الفرد مغيباً لدى التيارين؛ (الإسلامي واليساري) لصالح المجموع العام وأعتقد أن هذه هي جوهر الإشكالية في أزمة الفكرين وذلك بعدم قدرتيهما على تقديم مشروع ثقافي وطني حضاري ومدني حيث يكون الإنسان هو جوهر وغاية المشروع وليس "النص المقدس" _الآيات القرآنية أو الشعارات اليسارية_ وبالتالي ولكي تتحرر مجتمعاتنا حقيقةً من عبأ المشاريع الطوباوية و"اليسار الطفولي" أو من المشاريع الرجعية والإسلام السياسي الراديكالي فإنه على النخب الثقافية والسياسية العمل على مشروع مدني ديمقراطي حضاري يكون الإنسان فيه هو الغاية والهدف لتحقيق حريته وكرامته وسعادته وفي ذلك يقول الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت: إن "الإيمان بالحرية الفردية وقيمتها وأهميتها هو الذي يحرر مجتمعاتنا". وهكذا ودون ذاك "الإيمان" بحرية وكرامة الإنسان لا يمكن لمجتمعاتنا أن تحقق التنمية والتطور الحضاري المدني الديمقراطي؛ حيث من يفدي بالإنسان _من أصحاب المشاريع والتيارات والأحزاب والجماعات السياسية والدينية_ وذلك في سبيل ولغايات وأجندات سياسية، دينية، قومية، حزبية فإنه سوف يبقي الإنسان عبداً لمشاريعه المختلفة.

وأخيراً يمكننا القول: إن المجتمعات العبودية لا تبني الديمقراطية والحريات حيث الإنسان العبد لا يعرف معنى الحرية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لإسلام .. والعنف!! الحلقة التاسعة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثامنة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السابعة: بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السادسة _ تتمة مرحلة الجسر أو الإ ...
- قراءة .. في قضية التمديد الرئاسي.
- سوريا .. وتعدد المسارات والخيارات!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الخامسة _ مرحلة الجسر أو الإنتقال
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الرابعة _ تتمة بدايات الرسالة
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثالثة _ بدايات الرسالة
- الانتخابات البرلمانية
- صراع على السلطة أم اختلافٌ في الرؤى والبرامج
- القيادة.. هل هي سلطة أم مسؤولية؟
- لوثة الكتابة
- زمن الإنقلابات
- حزب العمال الكردستاني بين -دار السلم والحرب-
- المخاض والولادة(بعد 11 سبتمبر)
- الأوطان أم الأوثان
- الخطاب العربي والقضية الكردية- 7
- حوار مع الكاتب الكردي بير رستم
- قراءة في منهاج البارتي


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!