أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دروست عزت - التربية والسلوك... وعاءا الفهم وتقويم الإنسان وليس الحجاب














المزيد.....

التربية والسلوك... وعاءا الفهم وتقويم الإنسان وليس الحجاب


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




التعري للتعري هو تخلف بالتأكيد ولا خلاف فيه .. والتعري الذي لا يسيء لأحدٍ ويكون بنظر الغير على إنه تعرٍ غير لائق ولأسبابٍ إختلقوها هم بإسم الدّين بحجة ضبط مجتمعاتهم المتخلفة إجتماعياً وفكرياً والتي تشوبها الشك والغيرة وعدم الثقة ببعضهم .. و تقودهم شهواتهم قبل عقولهم في عالمهم ولا شيء آخر غيرها .. ويتحججون بالشرع ويطبّلون ويزمّرون ليلاً ونهاراً بالحرام والحلال ..
ومن ثم يفرضون ويضعون الحجاب حاجزاً بين النفوس المريضة وبين ضحايا المكان والزمان متناسين الضمير وإحترام الآخر والفقر والحاجة وحالات التسّول والتسيّب والرّشاوى في المجتمع .. ويتمسكون بالحجاب حتى يرضون أنفسهم ويؤتمنون على ما بين أيديهم من أناثهم كمُمتلكاتٍ مسخرةٍ لهم وبحجج واهية غير منطقية وغير منضبطة فيهم والحديث حول إثارة الشهوات والمشاعر والشيطان ثالثهم .. وكل هذا فقط ليبرروا للحجاب وتقييد الأنثى وعزلها عن الآخرين بقوانينهم الذكورية و المرتكبة بحقها وهي ضعيفة مغبونة, والتي لاقت الويلات منذ القديم وحتى الآن في أكثر المجتمعات الإسلامية وفي العالم أجمع .
فالحجاب وشكله بحد ذاته ليس تخلفاً في نظر العارفين والمثقفين بل هو دلالة على ما أوتي به من أجله, والذي هو أمرٌ وضع لكبحٌ شهوة الرجال المتخلفين في المجتمع, ولمنعهم من إثارة الشهوة والرغبة .. وآخِذين الغريزة قبل العقل مبداً في الحجاب ,وكأن البشر قطعانٌ لا قيم لديهم ولا قوانين ولا حتى تربية .. ويبقى الشك وتبقى الريبة في كل حركة وعلاقة بين الذكر والأنثى في مجتمع الحجاب ..
وهنا يجب أن ننطلق من السبب الذي وضع الحجاب من أجله وليس شكله وطبيعة لبسه .. وقد تكون صاحبته ذكية ومثقفة وتدير أكبر مراكز ودول .. أما سببه هو بالتأكيد أمرٌ يعني التخلف عند شرح أسبابه التي وضع الحجاب من أجله .. فالتربية والسلوك هما وعاءا الوعي الأساسيان للإنسان وحجابا للعقل في الإلتزام وفهم الأمور والتي بهما يبتعد الشخص عن الفساد وعدم الإنضباط . لأن التربية الصحيحة هي البوصلة الحقيقية لعقل الإنسان وليست القوانين الرغبوية لدى القوي ليفرضها على الضعيف بالحجج والترهيب والترغيب ..
حقيقة الحجاب وغايته هو حجاب العقل وتقيده وعزله حتى لا يتحرك إلا في مساحة ضيّقة ومسير بكنترول شريعتهم, وليست الغاية منه هو حجاب الشكل والشعر بسبب الإغراء والإثارة, فلا ضرر من الحجاب عندما يرتبط بالرغبة من صاحبته في تغيير شكلها وهندامها حسب الوضع الذي فيه ونوعية العمل والمكان و يكون له أسبابه بإختيارٍ حرٍ وليس للأسباب التي يدّعونها هم ويختلقونها ..
فالحجاب عند مجتمعاتنا هو رمز التّخلّف الفكري والأخلاقي بالتأكيد, ويضرّ بالوضع الإقتصادي والإجتماعي والثقافي بين الناس حسب المكان والأقوام ومستوى فهمهم للمجتمع وعلاقاته وقوانينه .. كوننا أخذنا الدّين عادة وليس فكراً مقنعاً مادمنا ورثناه عن أهلنا ومن سبقوهم, ونرى جُلهم من يتمسكون به هم تجار الفساد والفتن والمال والشهوات .. وهنا لا نقصد الكل .
ونستطيع أن نقول بأنّ التعرّي الذي يضرّ بالمجتمع بتصرفاته , والحجاب الذي يضرّ بالعقل والفكر والتّعامل مع الآخر هما واحد ولا فرق بين أضرارهما ..
ولكن هنا علينا أن نقول بأنّه يجب أن تُحلّ المشاكل و أن تتغير المفاهيم حسب تقدم المجتمع بالفكر والوعي .. ولا يحق لأحدٍ أن يهين أو يلغي الآخر بسبب معتقداته مادام الشكل لا يضر بأحدٍ سواء أ كان تعرياً أم حجاباً مادامت هي حرية الأختيار .. فكل منهما يرمزا لواقعٍ وتربيةٍ معينةٍ وإلتزامات لفكرٍ ما بحسب تطور تلك المجتمعات ..
فالحجاب هو رمز يهدف للفكر الدّيني في الشرق الأوسط والدول الأخرى التي تتواجد فيها المسلمين , والفكر الديني هو من يجعل الناس تأخذ المواقف منه ومن الحجاب لتشدده ولعدم فهمه للواقع وتغيراته ومستوى الوعي وينطلق من شريعةٍ ترفض الفكر الأخر وتتشبذ بفكره وكأنه مطلق .
وفرضُ الحجاب عن طريق الفكر الديني دون أن يقتنع الناس به منطلقين من نظرة أحادية الجانب دون أي أعتبار لفكر الآخرين بحجة الكتاب والأحاديث التي يؤلوونها حسب إمكانياتهم العقلية ومنافعهم الشخصية ومساحة سيطرتهم .. في حين تراهم يتمسكنون في مكان ما .. وإن تمكّنوا يصبحون طغاةً في مكانٍ آخر .. وهذا لا يجوز مادام هو في خدمة الله بحسب ما يزعمون ..
فمنذ ظهور الدين والحجاب مفروض على من يعتنق الدين لضبط المجتمع .. ولكن المجتمعات التي فيها الحجاب هي أكثر من تتعرض للفساد ولإنحلال الأخلاق والسلوك .. وهذا ليس إتهاماً وليست إهانة لأحدٍ , بل علينا أن نقرّ بالحقيقة ونناقشها لضبط المجتمع من خلال التفسير المنطقي للحجاب والتعري ويكون بنيانهما على أساس الأخلاق والسلوك ..
وهذا الموقف ليس برد فعلٍ شخصي .. بل هو لإبداء الرأي والنقاش حول ما نناقشه نحن بشكل يليق بالقلم وأصحابه ..
ويجب أن يعالج هذا الأمر .. لأن الحجاب مسألة يجب أن نناقشه بيننا حتى يأخذ حجمه الحقيقي بدون إضرارٍ بالفكر والعلاقة بين الإنسان والإنسان ( انثى وذكر ) في المجتمع, وأن لا يكون السبب في تجميد نصف مجتمعنا بحجة الحرام والحلال .. في حين أولاد الحرام يحللون لأنفسهم حرام الآخرين بالحلال, ويحرّمون ما يحلّ للاخرين بالحرام .. ومعاً نحو الحقيقة
دروست عزت / بوخوم / ألمانية
13/7/2015



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشوش الفكري وعدم التميز بين السياسة و الحزبية
- لذكرى مجزرة الأرمن
- في رحاب الدكتاتور
- الجزء السابع: الإلحاد وإتهامه بالكفر(عصر موسى)
- و ماذا عن وجهه الآخر. ..؟
- الجزء السادس الإلحاد وإتهامه بالكفر :
- الجزء الخامس ....... الإلحاد وأتهامه بالكفر
- الإلحاد وإتهامه بالكفر..... الجزء الرابع
- الإلحاد وإتهامه بالكفر الجزء الثالث :
- الإلحاد وإتهامه بالكفر. ....الجزء الثاني
- الإلحاد وإتهامه بالكفر...الجزء الأول
- في رحاب الدين و السياسة
- المرأة والدين ونفاق ما يقال عنها من رجال الدين ...
- جدية العمل
- لعبة الدول وخبثها في قتل الأرواح .....
- إلى متى الغفلة .....؟
- من يعرف قيمة الوقت هو فقط من يعمل بالجد .....
- عقلانية التفكير وصواب الفكر في فهم الواقع المفروض
- من المسؤل عن العقوبات البالية التي يعاقب الأبرياء بها عند ال ...
- الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دروست عزت - التربية والسلوك... وعاءا الفهم وتقويم الإنسان وليس الحجاب