|
هل يمكن دحر داعش والإرهاب
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 13:30
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ان ديمومة داعش والإرهاب ليست من قوتها ولكن بسبب الفرقة بين دول المنطقة وشعوبها وكذلك الفرقة بين دول العظمى وخاصة فلادمير بوتين قيصر روسيا الذي يعارض كل اتفاق غربي, ووجود رؤساء ضعفاء او متمسكون بكراسي الحكم رغم فشلهم في إدارة وتطوير دولهم. o أن حزب البعث في العراق وسوريا حول العراق وسوريا من دول رائدة في المنطقة الى وكر للإرهاب والمليشيات والجهلة يديرون الحكم وتنتشر الطائفية والمذهبية وقُسم الشعبين العراقي والسوري الى سادة وعبيد والى جماعتنا وجماعتهم. o أن وجود نظام عنصري طائفي في إيران سببَ في قتل الملايين في المنطقة وعدم استقرارها وحصار اقتصادي مؤلم على الشعب الإيراني يذكرنا بفترة التسعينيات في العراق، فتحولت إيران من دولة رائدة في المنطقة الى دولة منبوذة ومعقل للطائفية والعنصرية وداعمة للإرهاب ويعاني شعبها من شظف العيش. o يحكم الجزائر رجل مريض على حافة القبر، يتقاسم حاشيته والقوات المسلحة وحزب التحرير مراكز القوى والسطوة، فان مراكز القوى واتباعهم يعيشون في واد الرفاهية ويعيش الشعب الجزائري في واد الفقر والعوز، فيعاني الشعب الجزائري من الكثير والكثير فأوضاعهم المعيشية لا تتناسب مع دولة غنية كالجزائر، فاذا استغلت الثروات الطبيعية في الجزائر من الغاز والنفط والزراعة والمعادن بطريقة سليمة دون احتكارها لمراكز القوى واتباعهم فيمكن أن تتصدر الجزائر الدول المنطقة من ناحية الرفاه الاجتماعي، وان وفرة الكادر الجزائري المؤهل في معظم المجالات العمل وخاصة المغتربين في أوربا يمكنهم ان ينقلوا الجزائر الى مصاف الدول الأوربية. o يحكم السودان رجل تولى الحكم بانقلاب عسكري مدعوما بالمتاجرين بالإسلام، فقسمَ دولة السودان ويخوض معارك في اكثر من إقليم سوداني ودمر الاقتصاد السوداني واصبح أولوياته هو البقاء على كرسي الحكم، فهو ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية، فلم يتطور اقتصاد السودان ولم تتطور زراعتها في عهده الطويل لأكثر من 26 سنة ، فلو طورت الزراعة بطريقة صحية تحت مظلة الاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية فأن السودان تتحول الى سلة غذائية للشرق الأوسط تكفي بلدان الشرق الأوسط بمنتجاتها الزراعية والحيوانية ولكن كرسي الحكم بالنسبة لعمر البشير اهم من الوطن والشعب فنرى عدم الاستقرار في كل بقاع السودان. o أن التمديد ومحاولة التوريث غير دستورية لحسني المبارك وتفشي الفساد أدى الى بروز معارضة شعبية عارمة ضد التمديد والتوريث أدت الى خلعه والى عدم الاستقرار في مصر. o أن تمسك علي عبدالله صالح بالحكم ومحاولته توريث كرسي الحكم لأبنه احمد خلق الفوضى أدت الى مد نفوذ الإيراني الى اليمن وتحريف المذهب الزيدي الى مذهب حوثي خاضع لولي الفقيه في قم والى حرب أهلية خلفت الآف الضحايا والمهجرين وتدمير البنية التحتية القليلة التي كانت موجودة في اليمن. o أن منح الحبيب بورقية الحكم مدى الحياة جعل من تونس في ايام حكمه الأخيرة تدار من قبل حاشيته ويغير رؤساء الوزراء وفقا لعلاقة رئيس الوزراء بحاشيته، فظهر زين العابدين بن على ليزيح حبيب بورقية وحاشيته من الحكم لتتسلط زوجته وعائلتها على اقتصاد البلاد وتَفَشي الفساد والي ثورة الربيع العربي التي غيرت الأوضاع في معظم دول المنطقة. o حكم الجنرال محمد سياد بري الصومال لفترة 22 سنة بحكم دكتاتوري، فلم يبني مؤسسات الدولة بل دخل في معركة مع أثيوبيا حول إقليم اوغادين وتوسعت الحرب الى مواجهة مع الدول الاشتراكية الداعمة لأثيوبيا كاتحاد السوفيتي وكوبا فترك خلفه دولة بدون مؤسسات نتجت عنها الوضع الحالي المضطرب في الصومال.
من الأمثلة القليلة أعلاه يمكن لإي مطلع أن يستنتج بأن ما نعانيه اليوم من عدم الاستقرار وتمدد الإرهاب في كل ركن في منطقتنا ناتج من قبولنا للطغاة الذي عبدوا كراسي الحكم والمتاجرون في الدين والسياسية والجهلة والفاسدون أن يديروا الحكم في بلداننا، وما زال عملية التمديد والتوريث هي الأولوية لمن يتولون الحكم، وقد كلف حملة محاولة التمديد لنوري المالكي ضياع الموصل والأنبار و 1700 مجند ضحاياه في معسكر اسباكير، فكوفئ على فشله وجريمته باختياره نائبا لرئيس الجمهورية، فهل تتعظ الشعوب ويحسنون اختيار ممثليهم لإدارة بلدانهم، أن واجبات رؤساء الدول خدمة شعوبهم والدفاع عن أراضيهم وكرامتهم وليست التحكم بهم وبأرواحهم وبمقدراتهم وبثرواتهم وإضاعة ثلث أراضي الدولة وأخذ نسائهم سبايا.
والسؤال هل يمكن دحر داعش ودحر الإرهاب؟ o بإمكان قوى التحالف دحر داعش والقضاء على الإرهاب ولكن المشكلة بالداعمين للإرهاب من الدول المنطقة المتحالفة مع التحالف المناهض لداعش حيث وفرو للحركات المسلحة المتطرفة المناهضي الحكم في مصر وسوريا وليبيا الدعم المادي والإعلامي، أن دعم هذه الدول للحركات المسلحة المتطرفة والإرهابية في مصر وسوريا وليبيا تجعل من عملية دحر الدواعش والإرهاب كمساومة سياسية على النفوذ السياسي في المنطقة اكثر منها حملة عسكرية لدحر الدواعش والإرهاب. o أن التجربة العراقية في محاربة داعش أثبتت فشلها لإنها تلونت بصبغة طائفية بامتياز وان جرائم الحشد الشعبي في تطهير المذهبي في محافظة الديالى وفي تكريت وفي ضواحي بغداد قسمت الشعب العراقي الى موالي للأحزاب الشيعية السياسية ومليشياتها او يصنف كإرهابي يحتاج الى ضامن لدخول عاصمته بغداد. فأن المليشيات المسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة ولا يستطيع حتى وزير الداخلية ورئيس الحكومة من بسط نفوذهما عليها. o لا امل من اوباما في شن حملة جدية للقضاء على داعش وهو يحاول جهده أن يبقى بعيدا عن تبني اية حملة عسكرية فيما تبقى من ولايته الرئاسية. o لو قررت الإدارة الأمريكية إنهاء داعش فيمكن للولايات المتحدة من قيادة حملة برية من كل القوى الحرة والزحف من الأردن على سوريا لخلاصها من داعش ومن السفاح بشار الأسد ودفع قوات حزب الله الى داخل الحدود اللبنانية خلال اسبوع واحد والى هزيمة داعش في العراق والقضاء على أحلام السلطان اردوغان في السيطرة على كوردستان سوريا. o وبنفس الطريقة يمكن الزحف على ليبيا من مصر او تونس لخلاصها من الدواعش والفرق المسلحة وإعادة توحيدها تحت قيادة سياسية وحكومة واحدة، وكذلك زحف قوات الأفريقية مدعومة بالتحالف الدولي على نيجريا لخلاصها من بوكو الحرام.
السؤال هل هناك جدية من قبل المتسلطين على إدارة الدولة العراقية والسورية في دحر داعش؟ لا اظن ذلك، فان داعش يخدم نظام السفاح بشار الأسد اكثر من دعم النظام الإيراني وحزب الله لنظامه، وفي العراق اذا دحر داعش فان المليشيات العراقية ستعود الى الشوارع عاطلون عن العمل وتفقد قياداتها السطوة والقدرة على ابتزاز حكومة حيدر العبادي.
كلمة أخيرة: o لقد كشفت تسريبات ويكيليكس التي تخص وزارة الخارجية السعودية بأن عددا من قادة التيار السني السياسي العراقي يعملون كمخبرين سريين للسعودية، فلو كشفت مراسلات وزارة الخارجية للنظام الإيراني فكم مخبر سري وعميل من القيادات السياسية للتيار الشيعي والأحزاب الشيعية تُكشف عن عمالتهم للنظام الإيراني، فمنهم من لا يستحي في كشف عن عمالته جهرا للنظام الإيراني فهم يتفاخرون لعمالتهم لولاية الفقيه (بدعة الخميني) والعمل تحت قيادة المندوب السامي الإيراني قاسم سليماني. o كلنا سادة وشيعة: لقد جاء في القران الكريم في سورة الصافات. بسم الله الرحمن الرحيم “وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)" اي ذرية نبي نوح وفي نفس السورة الآية الكريمة "وإن من شيعته لإبراهيم" (الصافات 83) وبما أن نبي إبراهيم من مدينة أور العراقية فأن أهل العراق كلهم سادة ومن شيعة أنبياء نوح وإبراهيم ومحمد، اي أن كل أهل العراق من جماعة محافظ بغداد وليس من الجماعة الأخرى! فبهذا يمكن أن نسامح كل من يرمي البراميل المتفجرة إيرانية الصنع والقنابل على المدنيين في فلوجة والرمادي لأنهم جميعهم من جماعتنا من شيعة نبي إبراهيم. o صرح رئيس الاستخبارات والأمن القومي الأمريكي السابق مايكل هايدن بان الحرب ضد داعش ستستمر ما بين 20 و30 سنة، أن ما صرح به هايدن هو استراتيجية أمريكية لبقاء داعش في المنطقة كي لا تتفرغ المنطقة للبناء والتصنيع، فإذا استقرت الأوضاع في الشرق الأوسط فلمن تبيع امريكا أسلحتها وصناعتها وقد فقدت دول أسواق شرق أسيا وأصبحت إمريكا هي مستوردة للبضائع المصنعة في أسيا وحتى أن طائراتها وصواريخها وحواسيبها الإلكترونية تحتوي على نسبة كبيرة من مكونات منتجة في شرق اسيا، وبنفس الاستراتيجية أبقت الغرب دول افريقيا متخلفة عن الدول الصناعية لحاجتها للسوق الأفريقية لمنتجاتها واستثماراتها وألا ستنقلب الأية وتصبح أسواق الغرب معتمدة على زراعة أفريقيا ولا تستطيع أن تنافس البضائع الأفريقية والأسيوية، اي معنى آخر انهيار اقتصادي غربي.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأطراف الثلاثة الرئيسية من اليمنيين خاسرون
-
أين دولة العراق
-
التمديد والتوريث وباء الرؤساء في الدول المتخلفة
-
العراق بعد داعش
-
ماذا لو سقط النظام الإيراني
-
مقارنة بين إيران وإسرائيل وعدم الاستقرار في المنطقة
-
الاستعمار الإيراني للمنطقة
-
كيف تحل الأزمة اليمنية جذريا وسلميا
-
أكاذيب والنفاق السياسي
-
خوارج اليمن
-
توقعات سياسية لعام 2015
-
أن القضاء على التطهير المذهبي بيد المرجعية الدينية في النجف
...
-
هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب
-
فشل حكم الأغلبية للأحزاب الشيعية السياسية في العراق
-
لعنة الله على نوري المالكي
-
ثلاثة أقاليم او 18 إقليما
-
الى عبدة الكراسي البرلمانية والحكم
-
العنف لغة الجبناء والجهلة وضعاف النفوس
-
هل المالكي قائد كرزماتي أم عميل ينفذ استراتيجية إيرانية في ا
...
-
هل يدرك قادة الأحزاب العراقية نتائج تأخير إزاحة نوري المالكي
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|