|
حماس:مواجهه الاحتلال ام استهداف السلطه
محمد بهلول
الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 01:08
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ الانقلاب الدموي الانقسامي في قطاع غزه قبل ثماني سنوات ،فشلت كل محاولات راب الصدع و اتفاقات المصالحه المتكرره لانها كانت دائما محاولات توفيق ما بين المصالح السلطويه و اقتسام الحصص النفوذيه ،و لم تقرب الا مره واحده الى جوهر الاجماع السياسي الوطني الفلسطيني والذي يتحمل الطرفان الانقساميان و ان بنسب متفاوته مساله الخروج عنه و بلوره موقف سياسي خاص بكل طرف المره الوحيده كانت في الحوارات الشامله في القاهره و التي انتجت وثيقه الوفاق الوطني (الاسرى)التي بقيت و لا زالت مجرد وثيقه للتاريخ و مركونه في ادراج اصحاب القرار. الاتفاقات من من مكه و القاهره و صنعاء و...و...الى اتفاق الشاطىء في غزه كانت اتفاقات اضطرار فرضتها المصالح الفئويه و الضغوطات الاقليميه ،لذلك ما ان تنتهي المفاعيل سرعان ما ينهار الاتفاق الذي لم يصمد اكثرهم حصانه و تفاؤل يضعه شهور. السلطه من جهتها بقيت مصره على خيار المفاوضات و الالتزام بالشرعيه الدوليه مع ابقاء الباب مفتوحا _بحسب تصريحات اعلاميه و على اعلى المستويات اي الرئيس _كما الوقائع الميدانيه_امام تنوع الخيارات بما في ذلك خيار المقاومه ةو وقف التنسيق الامني وصولا الى حل السلطه ،و ابقاؤها جميعا غب الطلب و تبدل الظروف و استثمارها كاوراق قوة بيد المفاوض الفلسطيني. عوامل داخليه فلسطينيه و خارجيه اقليميه و دوليه لعبت تاثيرا كبيرا على اصرار السلطه على خيار المفاوضات،رغم انحسار الاحتضان الشعبي ،لعل ابرزها الحفاظ على حياديه الموقف الفلسطيني و عدم انخراطه السياسي و الزج بطاقاته الشعبيه في صراع و تناحر المحاور الاقليميه و امتداداتها الدوليه. كما البلاده الواضحه للعيان في مواقف الدول العربيه التي ابقت مبادرتها للسلام مجرد اعلان نيات منزوع من وسائل التاثير و الضغط و القوة الوافره لدى العرب،الا ان المتابع يلحظ ان تعامل النظام الرسمي العربي مع الحاله الفلسطينيه كان ايضا في سياق بازار سوق الاستثمار و التوظيف في معادله التناحر الاقليمي،سيما بعد ان حولت ايران الى العدو الاساسي. هنا تحول العامل الاسرائيلي و ان بطريقه غير مباشره الى عامل استثمار قوي لا يمكن الضغط عليه في معادله التقاء المصالح ما بين الاسرائيليين و الاعتدال العربيلماجهه النفوذ الايراني. السلطه الفلسطينيه واقعيا تحولت من حاله انتظار الاحتضان و الدعم العربي الى موقع المتلقي للتاثير المعاكس.الاحتضان العربي و الاقليمي الجامع من طرفي التناحر القليمي لحالات الانقسام و التمرد على الساحه الفلسطينيه و ان بعناوين مختلفه اكثر من ان تعد و تحصى. السلطه الفلسطينيه و منذ بدايه القرن الحالي ،تعرضت الى اوسع حمله حصار و ابتزاز مركبه اسرائيليه و دوليه ،عربيه و اقليميه و ان كانت احيانا غير معلنه و مغلفه بمواقف احتضان اعلاميه ،كانت امام خيار حمايه الوحده الشعبيه و الجغرافيه الفلسطينيه و ان بحدودها الدنيا،و الحفاظ على القضيه الوطنيه و ان بهامشيه ملحوظه،او خيار الانخراط في لعبه المحاور و قوننه الانقسام و الشطب الشامل للطموحات و التطلعات الوطنيه. اما الطرف الاخر اي حماس انخرطت و منذ البدايه بفعل خلفياتها العقائديه و انتمائها الاخواني في لعبه المحاور الاقليميه (للتذكير الاخوان المسلمون في فلسطين لم ينخرطوا في الحركه الوطنيه المعاصره بل كانوا في طرف الانتقاد و العداء حين لم يكن الاعتراف باسرائيل مطروحا و خيار المفاوضات بعيدا)و ان تبدلت الخيارات و تنوعت المواقف بحسب المعطيات بطريقه ملفته. اثرت حركه حماس منذ البدايه التمايز و الانقسام و الاولويات الاقليميه و الاخوانيه (الانتقال السريع من المحور الايراني منذ بدايه الربيع العربي كان بفعل الخلفيه العقائديه و الانتماء الاخواني و ليس على قاعده التطلعات الوطنيه الفلسطينيه و خيار المقاومه كما تؤكد التجربه و الوقائع و المنطق) خيار المقامه كان و ما يزال خيار استخدامي لتعزيز الحضور السلطوي و النفوذي في الحاله الفلسطينيه و تدعيم الحاضن الاقليمي و هو الذي اوصل الى الانقسام الذى لم يقتصر على خيارات سياسيه بل و له تجسيده المادي و الجغرافي. ان فشل تجربه الوحده و الانسجام و تنوع الخيارات ما بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني في اطار سياسه تبادل الادوار تتحملها حماس منذ انقلابها الشهير في غزه ،فتزاوج خيار المقاومه و السلطه كما تدل التجارب التاريخيه هو خيار انتحاري بالمعنى الوطني مما يعطي الانطباع و التاكيد على ان استخدام هذا الخيار هو للوصول الى السلطه و استجابه لعوامل اقليميه و اخوانيه تزاوج السلطه و المقاومه خيار اقليمي...تبادل الادوار ما بين السلطه و المقاومه هو خيار وطني و يحمي التطلعات الوطنيه. المواجهه ما بين السلطه و حماس دائما حاضره تتسع دائرتها كثيرا و تخبوا احيانا و تتخذ من المنابر الاعلاميه و الغرف المغلقه مكانا لتتجاوزه في معظم الاحيان الى الميادين الشعبيه و الجغرافيات الفلسطينيه المتنوعه. الاعتقالات في الضفه في ظل حكومه و قوانين و ان طبقت بانتقائيه مدانه،لكن ماذا عن اعتقالات غزه و تفجيراتها و خنق الحريات السياسيه و الاجتماعيه و جبي الضرائب بطرق غير قانونيه و التي تتم في ظل اعراف سلطه الامر الواقع حتى مع تشكيل حكومه الوفاق الوطني ترجمه لاتفاق الشاطىء. الاتجاه دوما لدى حركه حماس لتفارق الخيارات و زياده حده التناقضات بديلا عن الوحده و التفاهم مع المكونات الداخليه و هي التي لم تسع يوما لتشكيل تحالف عريض بوجه خيار المفاوضات لو كان الامر كذلك،فاستهداف السلطه ليس لتصحيح الخيار و ارشاده وصولا الى توحيد الجهود بل لانتزاع السلطه و تغيير البوصله من التطلعات الوطنيه الى الخيارات العقائديه و الاقليميه الاوسع. ما تنتقده لدى السلطه تمارسه على ارض الواقع ،المفاوضات من خيار محارب الى خيار مقبول و ممارس و من تنسيق امنى معلن مع السلطه الى تنسيق تحت الطاوله مع حماس ومن ممارسه سلطه قانونيه و شرعيه في الضفه الى سلطه امر واقع في غزه. بديلا عن نظريه الشعب المقاوم في وجه الاحتلال و الاستيطان تمارس سياسه تعدد الشعوب و انتقائيه الخيارات و تبدلها المتسارع و تعدديه الاشكال و الاساليب و تنافرها في ان ،لان الاساس ليس مواجهه الاحتلال بل السلطه و النفوذ.
#محمد_بهلول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حماس و لعبه الهروب الى الامام
-
شيطنه المخيمات الفلسطينيه و التشكيك بشرعيه تمثيل منظمه التحر
...
-
المنطقه و عاصفه ما قبل الهدوء
-
القوى المتطرفه:استخدام من الاخرين الى استخدام الاخرين
-
فصائل المنظمه و فتح خارج سباق استطلاع السلاح.
-
لبنان و دوره المفقود تجاه سياسات الانروا
-
فخ العسل الاسراوروبي لاصطياد حماس ...اراحه اسرائيل و اشعال ا
...
-
المنطقه ما بين التسويه و الانفجار
-
الأنروا: أزمة ثقة مع اللاجئين
-
تقرير الامم المتحده للتحقيق بشان عدوان غزه .................
...
-
الفصائل أيضاً... لا تريد الحقوق المدنيه و الانسانيه الحقوق ا
...
-
نتنياهو فاز واسرائيل خسرت
-
هل من خيار سوى تدويل قضية الحقوق المدنية والانسانية أمام الل
...
-
نتنياهو خاسراً ولو جاء رئيساً للوزراء
-
المركزي الفلسطيني... والانتخابات الاسرائيلية
-
أبو مازن: رجل ثورة بثوب رجل الدّولة
-
القائمة العربية في الانتخابات الاسرائيلية: من الاعتراض.... ا
...
-
نعم، الفلسطينيّون معنيّون بالإنتخابات الإسرائيليّة
-
لماذا تورطون حماس في أحداث مخيم عين الحلوة
-
ادانت منظمة التحرير الارهاب في مصر ، لماذا لا تدينه حماس!! ا
...
المزيد.....
-
إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب
...
-
الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال
...
-
الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف
...
-
الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم
...
-
الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها أغام بيرغر تلتقي والديها
-
-حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م
...
-
-الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
-
ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا
...
-
خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في
...
-
الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|