فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 17:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس هناك من شك بأن الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الامريکية ترفع عقيرتها دائما بالدفاع عن المسائل المتعلقة بحقوق الانسان و تصر على تصنيف الدول على أساس مدى إلتزامها بمبادئ حقوق الانسان، والذي يبدو واضحا أن لهذه الدول موقف واضح و صريح بشأن قيام النظام الديني المتطرف في إيران بإنتهاکات مستمرة و ممنهجة لحقوق الانسان و إصرارها على رفض المطالب الدولية بشأن تحسين حقوق الانسان في إيران و ليس تجاهل ذلك وانما رفضه جملة و تفصيلا.
المفاوضات النووية الجارية في فينا، والتي قطعت أشواطا مهمة في طريق التوصل للإتفاق النهائي، من أهمها إتفاق جنيف المرحلي و إتفاق لوزان، واللذين يعتبران من وجهة نظر المعنيين بالشأن الايراني بمثابة خطوتين تراجعيتين من جانب النظام الايراني، رافقتها و ترافقها مسألة أخرى ملفتة للنظر، وهي إرتفاع و تصاعد حملات الاعدامات من جهة، و إزدياد مشابه له في مجال إنتهاکات حقوق الانسان في مختلف المجالات ولاسيما حقوق المرأة، ولعل النسبة التصاعدية للإعدامات و الانتهاکات الفظيعة لحقوق الانسان في إيران و التي رافقت التقدم الحذر و البطئ للمفاوضات خلال العامين الماضيين بصورة خاصة.
مع مايقال عن قرب التوصل لإتفاق نووي مع طهران، فإنه و تزامنا مع ذلك، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن السلطات نفذت حكم الإعدام ضد1900 شخص منذ استلام روحاني السلطة، وقد أعدم 570 منهم خلال النصف الأول من هذا العام، أي منذ بداية يناير حتى نهاية يونيو الماضيين، وبحسب ماجاء في هذا التقرير، فإن هذا الرقم يعني أن معدل 3 أشخاص يوميا تم إعدامهم خلال 6 أشهر في مختلف السجون الإيرانية.
ويأتي هذا في وقت تشهد فيه إيران أيضا إستمرار العقوبات الوحشية ضد المرأة برجمها و بتر أصابعها(کما حدث قبل أيام)، والاصرار على منعها من الحضور في الملاعب الرياضية الى جانب إستمرار القوانين و الاجراءات التعسفية بشأن منع التجمعات و حجب المواقع و التشديد على الانترنت و هذا مايبين و بشکل واضح أن ليس هنالك من أية نية من أجل تحسين الاوضاع المرتبطة بحقوق الانسان في إيران وانما وعلى العکس من ذلك تماما فإن الامور تشهد تصعيدا مضطردا مرتبطا بتقدم المفاوضات، مما يعني أن نوايا النظام تجاه مسألة حقوق الانسان في إيران على حالها العدواني و ان الذي يجب التساٶ-;-ل عنه هنا هو؛ هل ستضحي الدول الغربية بمبادئ حقوق الانسان في إيران من أجل تحقيق إتفاق مشبوه مع النظام الديني المتطرف في إيران، کما أشارت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الى ذلك و طالبت بالعمل من أجل الحيلولة دون ذلك، ويقينا فإن الايام القادمة ستثبت ماستٶ-;-ول الامور إليه من هذه الناحية و تکشف الحقيقة الناصعة.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟