أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شهاب احمد الفضلي - العلاقة بين مفهومي الستراتيج والتكتيك















المزيد.....

العلاقة بين مفهومي الستراتيج والتكتيك


شهاب احمد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1ـ الأصول التاريخية ـ الستراتيج ـ التكتيك :ـ
يؤكد علم الأجتماع على أن الحروب ماهي الآظاهرات اجتماعية يجب التوقف لدراستها في أسبابها وأثارها والوظائف التي تتمخض عنها . كونها حدث غير عادي في حياة البشرية بوجه عام. كما كانت الحروب وفي لحظات عدة أنقطاعات في التكوين الحضاري يؤدي الى أنبثاق وظهور حضارات جديدة وموت أخرى ، مؤكدة ولادة تاريخ جديد لعله قطعاً تاريخ معركة كونه الأبرز في حدوث الانقطاعات الكبيرة في حياة الأمم والشعوب . وعلى الرغم مما يصاحب الحروب من خسائر هائلة “ مادية وبشرية “ ومصائب تبعث على الدهشة والذهول لشدتها الا أنها مازالت واحدة من الممارسات في حياة الأنسانية . يقول برودون “ مامن قاريء في حاجة الى أن يقال له ماهي الحرب من الوجهة الطبيعية والاختيارية ، فالناس جميعاً يملكون عنها فكرة ما، طائفة منهم لأنهم شهودها ، والاخرون لأن لهم علاقات كثيرة بها ، وعدد لابأس به لأنه خاض غمارها “ [ ص3 ـ هذه هي الحرب ـ بوتول ] ـ وللأهمية الفائقة لما يترتب على تلك الحروب وتعلق ذلك بمصائر الامم، كان لابد من تناول أهم مرتكزاتها وكيفية التعامل معها بشكل جدي ، فالحرب كما يقول ماركس “ تنشبه من الوجهة الاقتصادية قذف الأمة بجزء من رأسمالها في البحر “ وأهم ما تتميز به نظريات الأمن القومي للأمم مفهومان أثرنا بحثهما : الستراتيج والتكتيك .
أـ التكتيك” التعبئة “: هو فن القيادة في ميدان الحرب ـ كذلك يستخدم في السياسة بمعنى الأسلوب الذي يختاره السياسي أو الحزب للوصول الى هدف معين هو جزء من العام في السياسة لذا يجب التفريق بين التكتيك السياسي الذي يكون محدوداً بمعركة سياسية معينة والأستراتيجية السياسية ، التي هي التوجه العام للأهداف . كما يراعى في التكتيك السياسي كما في المعركة التوقيت والأسلوب المناسب في الهجوم والمباغة ..أنسحاب وتراجع .. الخ ـ على أن يكون تحقيق هذا الهدف الجزئي مما لا يتعارض والهدف الستراتيجي العام مثل التحريض على الأضراب لتحسين أجور العمل يعتبر هدفاًتكتيكياً محدوداً . ولكن الأنضواء في حركة أوحزب سياسي يعتبر هدفاً ستراتيجياً.
ب ـ الستراتيج “ السوق” :ـ في القرن الخامس قبل الميلاد جرت أولى المحاولات لتدوين وتنظيم المعلومات عن الخبرات والتجارب العسكرية ووضع المفكرون أنذاك الشرقيون مثل “ كونفشيوس “ و” صن تسو” و” ووتزو” القوانين الخاصة بحتمية الوحدة بين القائد والامة والعوامل المؤثرة مثل الزمن والجغرافية والعبقرية. بعدها ظهرت في كل من روما واليونان أولى المؤلفات العسكرية التي بحثت ولأول مرة قضايا الاستراتيجية “السوق” واستخدمت كلمة استراتيجية المأخوذة من عبارة “استراتيجوس” الاغريقية وتعني القائد اصطلاحاً وعليه فإن الاستراتيجية تعني فن أو علم القيادة العامة في الحرب أي استخدام كل التدابير لاحراز نصر. كذلك فالاستراتيجية لا تقتصر على كسب معركة بل هي خطة عامة تعمل على تهشيم الروح المعنوية للعدو وتخريب بناه التحتية “مراكز الانتاج الحربي والمدني” وتعويق خططه من خلال تدمير شبكة مواصلاته اذ من المعلوم ان الحرب الشاملة تستلزم تعاون كل القطاعات وجعلها أدوات ساندة للمعركة وليس الصنوف فقط. ان أقدم من بحث ذلك هو المفكر الصيني الكبير “صن تسو” في القرن الخامس قبل الميلاد ويعد ما كتبه في بحوثه الثلاث عشر في “فن الحرب” أروع ما كتب كذلك يعد الكسندر من القرن الثالث ق.م قائداً مثيراً للاعجاب وواحداً من الحالمين الكبار في انشاء امبراطورية عالمية، أيضاً هانيبال القرن الثاني ق.م وخصمه سيبو ولا يستثنى من ذلك يوليوس قيصر القرن الاول ق.م بعدها أصيب الفكر السوقي “الستراتيج” بالجمود حتى ظهور الفتوحات الاسلامية وبروز بعض المواهب ولكنها لم ترق إلى وضع قواعد ومبادئ حرب بل كانت على شكل وصايا تفيد في وضع أسس وقواعد عامة وسامية وفق متطلبات الظرف والموقف. ثم بعد ذلك الحروب الصليبية وما افرزته واجتياحات المغول وصولاً إلى القرن السادس عشر وظهور “مكيافيلي” (1469ـ1519) حيث أثارت آرائه جدلاً كثيراً في كتابية “فن الحرب” و “الامير” ومن كبار الستراتيجيون كذلك يعد “فردريك الكبير” و “نابليون” و “جوميني” الذي درس الحرب بطريقة منهجية ولكن الأشهر في هذا المجال هو الالماني “كلاوزفيتز” كونه نظر إليها من زاوية مختلفة تماماً معتبراً ان “الحرب تكملة للسياسة ولكن بإستخدام وسائل أخرى.. وعلق لينين على ذلك بأن جعل هذا القول قاعدة نظرية لمعنى كل حرب” . (تمهيد إلى السوق ـ اندريه يوفر)
ان أهم القواعد التي تضمنتها نظرية “كلاوزفيتر” هي
أـ هدف الحرب الحقيقي : تدمير قوات العدو في ميدان المعركة.. وقد تبين فيما بعد خطأ هذا الهدف في الستراتيج الحديث.
ب ـ ان الحرب ليست شيئاً آخر غير استمرار سياسة الدولة بوسائط أخرى. (دارة الحرب ـ الجنرال ج ل س فوللر) . أي أن العلاقة ولا شك بين الحكومات والأمم سياسياً تؤدي إلى الحرب حيث يقول “ان تعلق الحرب بالسياسة يجعلها تأخذ بالضرورة صفتها، فإذا كانت السياسة عظيمة وقوية كانت الحرب كذلك وقد تبلغ في بعض الحالات ذروتها حيث تأخذ شكلها المطلق “ .[ دارة الحرب ـ فولر ]. وكذلك يقول “ عندما تتطلب السياسة من الحرب ما لاتستطيع تقديمه ، يكون عملها مخالفاً لمفاهيمها ومقوماتها “. [ دارة الحرب ـ فولر ].
ح ـ الدفاع الشكل الأقوى للحرب : وهذا يؤكد ميله وتفضيله للدفاع على الهجوم سيما في المراحل الاولى للحرب .
د ـ أكتشاف مراكز الثقل للعدو وتوجيه الضربة لها : الأحداث أضطراب في الرأي العام الشعبي للحصول على نتائج حاسمة تؤدي الى أنهيار معنوياته .
هـ العامل المعنوي والبناء الفكري “ العقائدي “ “ أن المفهوم التاريخي للاستراتيجيةهو فن القيادة ـ أي الخطة العامة التي توضع لأحراز هدف معين يدخل فيه مفهوم القوة وهما المادي والمعنوي “. [محاضرة ـ د.صالح ياسر ـ جدل العلاقة بين الأستراتيجية والتكتيك ]. لم يعد مفهوم الستراتيج والتكتيك وقفاً على فقهاءومنظري الجيوش فقط، بل أصبح الستراتيج عاماً ليشمل كل أنشطة وفعاليات المجتمع للعلاقة الجدلية القائمة بين أي هدف ونتائجه وما يترتب عليه هناك أهداف طويلة الأمد وأخرى أنية ولتحقيقها يمكن “ أستخدام كل مامناح من القوى ، ذلك أن الحرب هي أمتداد للسياسة ولكن بوسائل أخرى كما يقول لينين وترتكز على قواعد لابد من مراعاتها وهي :
أـ مركزة الجهود التوظيف الأمكانات كاملة للهدف .
ب ـ تكوين قوى ضد قوى .
ح ـ نجاح الحرب في أحراز النصر أو تجنب الهزيمة “ [ محاضرة ـ د. صالح ياسر ]” وهذا يؤكد أن أختيار الأسلوب ليس القصد منه الأقتصار على الجانب العسكري فكلنا يعرف تاماً ان الحرب اليوم شاملة أي أنها تأخذ كل المجالات ، ليس العسكري منها فحسب بل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي كما في الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي . تأكيداً لشمولية الستراتيج “السوق” في طرح جدلية العلاقة والترابط بين السياسة والستراتيج “السوق” وفهم المجال الحقيقي لنشاطهما وأن لايفهم من الستراتيج “ ان يكون عقيدة منفردة محددة ، أنه أسلوب تفكير غايته تنسيق الحوادث وترتيبها حسب نظام أسبقية ومن ثم أختيار مسلك العمل الأبعد أثراً. سيكون هناك ستراتيج “ سوق “ خاص يناسب كل موقف وأن أي ستراتيج معين قد يكون أفضل مايمكن في مواقف معينة وأسوأ مما يمكن أدراكه في مواقف أخرى “] ص8 ـ أندرية يوفر ـ ...... الى السوق ].
وإذا كان لابد للحرب أن تكون قدراً فليس هذا راجع الى مانريد فما أعتقده أنها تخضع في جوهوها لإرادتنا في الصراع والاستحواذ والمصالح الطبقية “ فالنقص القاتل في الرأسمالية وعدم كفاية الأستهلاك . يمكن تصحيحه بشكل كامل بواسطة الحرب “ . [ص8ـ الماركسية والحروب الامبريالية ـ هيرمان شكر] لايمكن للامبريالية أن تستمر في العيش دون يؤر متوترة فالحرب تزيد الطلب على الاستهلاك وهي بذلك تحافظ على مستوى التشغيل وتسرع التقدم التكنيكي وهذا مايساعد على رفع مستوى الحياة . أن الفهم الامبريالي للحرب كونها نشاطاً يسدي أكبر المساهمات في أبقاء تلك الأنظمة التي أعتادت على سرقة جهد الكادحين من عمال وفلاحون وكسبة وشغيلة فكر. أن فكرة اللآ حرب يجب أن يعاد صوغها ضمن خطوط ثقافية كونية عامة ، وهي مسؤولية الإنسانية للتخلص من أهم شكل أوجده الصراع الطبقي منذ نشأته الاولى فالسلطة “ الدولة “ المتمثلة بالقوة أستخدمت لحسم الصراعات في المجتمعات والحفاظ على مصالح الطبقة المسيطرة وايديولوجيتها “ البنيه الفوقية “. أن أسلوب الانتاج المؤلف من علاقات الانتاج وقوى الانتاج يؤلف البناء التحتي والفوقي للمجتمع وأن القيم السائدة هي قيم الطبقة المسيطرة في مجال الانتاج المادي وكونها تسيطر على الأنتاج المادي ـ أي البناء التحتي فهي كذلك تسيطر على وسائل الانتاج الروحي “ البناء الفوقي “ مثل الكنيسة والطباعة المدرسية ووسائل الدعاية ونشر الأفكار … الخ. أما الذين لايملكون وسائل أنتاج مادي فأنهم لن يكونوا قادرين على أنتاج وسائل أنتاج روحي . أن هذه المفردات خاضعة للطبقة المسيطرة...



#شهاب_احمد_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شهاب احمد الفضلي - العلاقة بين مفهومي الستراتيج والتكتيك