أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - محكمة لتاريخ النفط .. في العراق الحديث














المزيد.....


محكمة لتاريخ النفط .. في العراق الحديث


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 14:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


محكمة لتاريخ النفط .. في العراق الحديث

بعض الأحلام بسيطة جداً .. وقابلة للتحقّق .. مثلاً : تأسيس محكمة لتاريخ النفط في العراق الحديث .
محكمة نضعُ في اقفاصها ، ونحاكم من خلالها ، كلّ الأشخاص الماديّين والمعنويّين ، الذين تعاقبوا على ادارة العائدات النفطية ، بحيث تتم مساءلتهم ومحاسبتهم عم كلّ بِنْسٍ وسَنْتٍ وفِلسٍ قاموا بأنفاقه منها .. منذُ أن تدفقّتْ أولُّ قطرة نفطٍ فوق تراب العراق ( في عام 1927 ) وإلى هذه اللحظة .
تأسيس محكمة لتاريخ النفط في العراق الحديث . ليس هنا .. بل في بلاد اخرى تحترم نفسها ، وتحترم قضايا ، وموضوعات ، وانشغالات ، كهذه . محكمة يُنجِزُ أوراقَ التحقيق فيها ، لا سياسيين لصوص ، ولا ملوك طوائف ، ولا تجّار حروب .. بل باحثين ومهنيّين ومهتمّين بهذا الشأن .. يؤمنون بأنّ هذه القضيّة هي جزء من همّهم الشخصي ، ووظيفتهم المعرفية ، وجهدهم الأكاديمي ، وتعبهم النبيل ، المنزّه عن أيّة غاية مُلتبِسة ، أو هدفٍ نفعيّ ، أو تخادُمٍ مصلحيّ .
إنّ " المجرمين " بحقّ العراق ، هم ليسوا فقط ، أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب ، أو جرائم إبادة ، أو جرائم ضد الأنسانيّة .. بل هُم اولئك الذين استخدموا الريع النفطي لإنتاج ، وإعادة انتاج ، الطغاة واللصوص والقتَلَة ، الذين اوغلوا بمالنا ودمنا ، وانتهكوا كرامتنا ، وهتَكوا اعراضنا ، وفرّطوا بأرضنا ومواردنا ، وأضاعوا علينا مائة عام من التنمية والرفاه والتحضّر .
هؤلاء هم من ينبغي وضعهم في " الأقفاص " ، وتوجيه التُهَم إليهم بأثرٍ رجعيّ . تُهَم الخراب الطويل الأجل التي لا تسقطُ بالتقادم ، ولا يطويها نسيان التواطؤ مع الذين أهدَروا فُرص الحُلم بعيشٍ أفضل ، في هذا البلد المتخم بالخيرات والإمكانات والمواهب .
إنّ كلّ جذور خرابنا الراهن ، قد تمتْ سقايتها ورعايتها ، عن طريقِ إنفاقٍ حكوميٍّ أرعنٍ ، ويفتقرُ الى الكفاءة والإنضباط والحساب الإقتصاديّ السليم .
إنّ " أرشيف " الأنفاق العام ( لكلّ سنتٍ وبنسٍ وفلسٍ ودينارٍ ودولارٍ ) من موازنات العراق " الباذخة " .. لم يتلَفْ أو يندَثِرْ بعد .
أمّا ما يمنحُ " الحصانة " من المساءلة ، و يمنعُ السَوْقِ إلى المحاكم ، فهو إدراكُ اولئكَ الذين ارتكبوا جرائم الهَدر ، بأنّ لا أحد يمتلك الجرأة الآنَ على تقليبِ الدفاتر ، والقيود ، والمواجع ، في هذا البلد المقهور ، المغلوب على أمره . وهكذا فقد ترك هؤلاء اللصوص " المبتدئون " كلّ شيءٍ على حاله ، لأنّهم لا يعرفون أنّ لـ " البيانات الماليّة " ذاكرةٌ عصيّةٌ على النخر ، وشفرةٌ غير قابلةٍ للكسر .
وبإيهامنا بأنّهم " أقوياء " .. تناوبَتْ فيالق الأنذال على " نهبنا " في مراحل انحطاطنا المتعاقبة والسريعة ، والقصيرة الأجل . وهكذا اختلفت الأسماءُ والنُظُمُ والعقائد ، بينما ظلّ تقرير مصائرناً رهناً بأشدّ القوى ظلاميّةً ، وبطشاً ، وتخلّفاً ، في هذا العالم .
وعندما تنتهي " المرافعة " ، وتُرفعُ الأقلام ، وتجِفُّ المصاحف ، وتَبْرَدُ سنوات الجمر .. ربما سنكونُ قد وضعنا اقدامنا على الطريق الصحيح نحو تحقيق شيءٍ من الأنصاف للضحايا .. وشيءٍ من القصاص العادل لمن أصبحوا ، على حين غفلة ، ولاة أمرنا لقرنٍ كاملٍ من الموت والظُلمة والعبث .
عندما تنتهي " المرافعة " .. سنقرأ اسماءهم واحداً واحداً .
بعضهم .. سنعيدُ اليهم اعتبارهم .. ونُشيدُ بما عملوا و أنجزَوا .. ونصحّحُ لهُم غُبن التاريخ .. وظُلمَ الوقائع الكاذبة .
وبعضهم .. سنُلْحِقُ بهم العار .. بكل الوسائل الممكنة .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُصبة سبارتكوس .. في قيصريّة حنَش
- يمعودين شنو السالفة .. إنتو وين ؟
- كيف يكونُ العراقيُّ سعيداً .. في العراق
- عندما تتلف المعاملات .. لا معنى للعبادات
- النظام التعليمي في العراق ، وقرار - العبور - لطلبة المجموعة ...
- خام برنت .. المُبارَك
- عن الجنودُ الصائمين .. في تلك الحرب البعيدة
- العراقُ الذي .. لا يشبهُ شيئاً
- الأسكندر الذي يبكي .. على حافّة العالم
- عندما يمرُّ وجهُكِ بي
- الفتى العاشق .. الذاهب إلى الحرب
- أبو نؤاس ، ومدفع الأفطار .. تحت جسر الجمهوريّة
- إمامُ الجامع .. و رمضان .. و برشلونة
- الحدّ الأدنى من اللغة
- الليلة الكبيرة .. التي نحنُ فيها الآن
- جاسميّة أمّ الكَيمر .. والدولار .. وقانون تناقص الغلّة
- صورة شخصيّة
- عصرُ النبوّاتِ .. ولّى
- مطرقة الرئيس أوباما .. والمشاكل التي ليست مسامير
- تمثالٌ .. لأمّي


المزيد.....




- انخفاض أسعار النفط.. برميل -برنت- عند أدنى مستوى منذ مطلع ين ...
- اقتصاد السعودية ينمو 1.3% في 2024 بدعم القطاع غير النفطي
- استطلاع.. شركات ألمانيا تبحث خفض الوظائف في ظل التحديات الاق ...
- تراجع احتياطيات تونس من النقد الأجنبي إلى 7.3 مليارات دولار ...
- تويوتا تبيع 10.8 ملايين مركبة في 2024 وتواصل قيادة مصنّعي ال ...
- -حلم الصحراء-..أول قطار فائق الفخامة في الشرق الأوسط سيتألق ...
- ارتفاع أسعار الذهب بعد قرار الفيدرالي الأمريكي
- المغرب يطلق 20 مشروعا استثماريا بقيمة 1.73 مليار دولار
- العثور على عناصر أساسية للحياة على كويكب -بينو-
- خلافات النفط تعيد إشعال الأزمة بين بغداد وأربيل


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - محكمة لتاريخ النفط .. في العراق الحديث