أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال رفعت - الحيوان المتذاكى !!














المزيد.....

الحيوان المتذاكى !!


جمال رفعت

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 00:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما كان الإنسان دائم الفرار من الحقيقة ، الحقيقة دائمآ تجعله يشعر بعجزه و محدوديته و قصور معرفته ، فيقوم بكبريائه كرد فعل بتزييف الحقائق ، حقيقته و حقيقة ما حوله ، الحقيقة التي يجهلها .
بمجرد إنتصاب هذا الحيوان علي قائمتيه و بدأ الغرور يملئه ، شعو بالتميز و الأفضلية عن غيره من بقية الحيوانات و الكائنات الاخري ، شعور لم يؤيده او يسانده الواقع ، فتعرض هذا الحيوان المتذاكي حديثآ ، للتصادم مع حقيقته التي تقيده و لا مفر منها ، فهو كائن محدود وقتي لا شئ يميزه عن ما حوله من كائنات. فكانت تلك الصدمة النفسية ، قيود المفر الوحيد منها هو تجاهلها و خلق حقائق وهمية تساعده في إكتساب قيمته و قيمة وجوده ، فتميزه عن غيره ببعض الذكاء ، و سيره علي قدمين و تحرير يديه لا يمكن ان يضيع هباءً .
احتفظ هذا الحيوان المتذاكي بطبيعته الغريزية التي لا مفر منها بالطبع و لكنه حاول تحديث إجتماعيته بإجتماعية جديدة بها افكار جديدة تتناسب مع مكانته الجديدة .
كانت خطوات شبه عشوائية و لكن لم يكن ليحدث غيرها !! فهو الحيوان الاول الذي بادر بإتخاذ تلك الخطوات الخطيرة .
حرر يديه
سار علي قدميه
شعر بالتميز
تعرض للاصطدام بواقع جامد لا يرحم لا يغير من نفسه لأجل غيره كما انه يهدد وجوده في اي لحظة
اختلق اجتماعيات جديدة لنوعه
بدأ ينظر بتعالي علي اقرانه من الحيوانات كما انه قد اتخذها طعام له و عقد معاهدة سلام مع بنو جنسه
صنع الاخلاقيات التي تميزه عن البقية تنظم الحياة وسط تلك الجماعات التي كونها
و اخيرآ بعد صراع و عمل شاق بدأ بالجلوس ليأخذ قسط من الراحة و بدأ ينظر لأعلي .
بدأ الحيوان المتذاكي يفكر فيما هو ابعد و اخطر ، ماذا يوجد هناك في الاعلي !! من اين اتت تلك كل الاجسام المنيرة هناك !! و ما سبب الاختلاف بين هناك و هنا !! و من اوجد كل هذا !!!
و بدأ يتذكر ايضآ اقربائه الذين لم يعدون يتحركون مثله و اصبحوا كالحجارة الساكنة لا يتحركون و لا يتنفسون و لا يصيحون كما كانوا ، ففهم انه موت !! فتسائل لماذا يموتون !! و ماذا بعد الموت !!
و هل هناك خارج تلك البقعة من الارض اخرون يتسائلون مثله الان !! و هل حصلوا علي الاجوبة !! ام انه الوحيد العاقل في ذلك العالم !!
مسكين هذا الحيوان ، خرج من رحم الارض ليواجه كل ذلك بمفرده . يطرح اسئلة لم يعد في مقدرته ان يسكتها و في المقابل لم يستطع ان يجد اي اجابة لأسئلته تلك ليريح وجدانه .
فقرر ان يجيب ببدائية عن الاسئلة ، بدأ يتخيل و يمنطق خياله ، فصنع بمخيلته كائن أعلي خلق كل ما يراه من حوله سواء في الارض او السماء ، قرر ان يعطي حياته الوقتية معاني عديدة ، رفض فكرة الفناء فصنع حياة اخري بعد الموت ليظل خالد و لو بصورة و بطبيعة اخري ، صنع مفاهيم جديدة كالخير و الشر كما انه صنع جنة و نار لمحاسبة فاعل الشر و مجازاة صانع الخير ..
كل ما فعله الانسان منذ وجوده و و بزوغ وعيه كانت مجرد محاولات لا تعكس قوته بقدر ما تعكس ضعفه و حيرته من عبثية اتت به و وجود يشقيه و نهاية حتمية ستقضي علي كل ما فعله و ما سيفعله من تطور بيولوجي و حضاري و علمي .



#جمال_رفعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصر او الشهادة !!
- المعرفة قادمة لا محال !!
- الدين و الإرهاب وجهان لعملة واحدة !!
- الارهاب فكر قبل ان يكون فعل !!
- لادينية الناصرى !!
- مجتمع محافظ ام مجتمع حافظ !!
- كنيسة الجهل و التجهيل !!
- الحكومة مصدره لينا الطرشه !!
- المسيحيون و الوجه الملائكى !!
- يصنعون الإرهاب ، و يتسألون ، من أين أتى ؟!
- العلم و الدين و الالحاد !!
- من أنت ؟!
- نظرة على الوضع السياسي فى مصر .


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال رفعت - الحيوان المتذاكى !!