أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - -كهفنة- القضية الأمازيعية (-Guettoisation de l’Amazghe-)














المزيد.....

-كهفنة- القضية الأمازيعية (-Guettoisation de l’Amazghe-)


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصدد ما لحق تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، من تأخير وتماطل، وما تقدمه بعض مؤسسات الدولة، خاصة التنفيذية، من مشاريع ومخططات مستقبلية دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية والأخذ بعين الاعتبار بها في تفعيل مختلف القوانين التنظيمية الأخرى المرتبطة بها؛ يمكن أن نسرد أسبابا كثيرة منسوبة لأطراف معنية بالقضية الأمازيغية خارج الحركة الأمازيغية، ولو أن الجميع أصبح يصرح الآن بأن "الأمازيغية ملك لكل المغاربة"؛ لكن النقد السليم هو الذي يبدأ بالنقد الذاتي.
انطلاقا من هذا الاقتناع، يمكن اختصار القول في أن الحركة الأمازيغية، خاصة منها الجمعوية، قد أصبحت خاضعة للتشرذم.
ومما أصبح يُجَدِّر هذا التشرذم هو ما أصبحت بعض عناصرها تكيله من إتهامات مجانية لبعضها البعض؛ وما لا تمل من توجيه، لبعضها البعض، من تخوين وسب وشتم؛ وما آلت إليه من عدم الانصات لبعضهم البعض. حيث بقدر ما تتناسل جمعيات جديدة، تضيف للتشرذم الحاصل شرخا جديدا لعدم خلق قنوات تواصل بينها وبين الجمعيات الموجودة؛ بقدر ما تتزايد الإطارات ذات الطابع التنسيقي للحركة الأمازيغية انقساما وتدخل في صراعات متباينة الخلفيات والمقاصد التي لا تزيد الانقسام إلا تشرذما مُعَمَّقا وإلى نوع من "كهفنة" (Guettoisation) القضية الأمازيغية.
إضافة إلى هذا الواقع التنظيمي، أصبحت تهيمن في الساحة العمومية خطابات بسيطة: لا تتسم لا بالعمق الثقافي ولا بالوضوح السياسي المفيد في العلاقة بين الحركة الأمازيغية وبين الأحزاب السياسية وبينها وبين مؤسسات الدولة (الملكية والتنفيذية والتشريعية) وبينها وبين تنظيمات المجتمع المدني الحقوقية والثقافية والتنموية الأخرى.
إن الحركة الأمازيغية، أكثر من أي وقت مضى، في أمس الحاجة إلى إعادة الحوار الهادئ فيما بينها، من أجل ترصيد وتحصين المكتسبات ومن أجل تشكيل قوة اقتراحية في ما يتعلق بتأهيل الأمازيغية لغة وثقافة لكي تقوم بدورها كلغة رسمية للبلاد، ولإبراز الدور الإيجابي الذي ستقوم به على مستوى التنمية، وكذا القيمة المضافة التي ستكرسها على مستوى الأمن الثقافي والسلم الاجتماعي. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لا مناص لها من أن تعيد النظر، وبهدوء، في ما أدى إلى هذا التشرذم تنظيميا وتصورا ومشروعا؛ بدءا بالحوار الهادئ حول العلاقة بين "الثقافي والسياسي" و"بين السياسي والتنموي" وبين "الثقافي والتنموي" من وجهة نظر الحركة الأمازيغية. وذلك لأنه يلاحظ أن شعار: "الأمازيغية ملك لكل المغاربة" بدأ يستغله كثير من خصوم الأمازيغية للإجهاز على مكتسبات الأمازيغية ولعرقلة تفعيل ترسيمها، كما يستعمله أؤلئك الخصوم لوأد محاولات الاستجابة لما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب.
وأخيرا وليس آخرا، لا يمكن أيضا أن ننكر أن ما تحقق للأمازيغية من مكاسب ورصيد ثقافي وسياسي، يعود إلى ما قامت به الحركة الأمازيغية مند أزيد من أربعة عقود، وإلى ما أنجزته مجموعة من الباحثين في مختلف التخصصات ومن مختلف مواقع البحث الثقافي والأكاديمي. واليوم ينبغي علينا أيضا تشجيع ما تقوم به بعض المؤسسات المعنية بالنهوض بالثقافة الأمازيغية كالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وما أنجزه من بحوث تهم الأمازيغية، كما وكيفا، وذلك في فترة وجيزة لم تقم بها حتى مؤسسات الدولة منذ بداية الاستقلال إلى خطاب أجدير. كما أن المؤسسات الجامعية، بفضل كفاءات أكاديمية، تساهم اليوم في إنجاز كثير من البحوث العلمية والأكاديمية في مختلف المجالات وعلى مستوى الإجازة والماستير والدكتوراة. لا ينبغي أن ننسى أيضا جمعيات تهتم بنشر ما يتمخض عن أنشطتها العلمية والأكاديمية وأخرى تناضل من أجل نشر إبداعات الجيل الناشئ والواعد مستقبلا. كما ينبغي الاعتراف بالدعم والمساندة التي قامت بها هيئات سياسية ومنظمات حقوقية وجمعيات ثقافية في فترات كان مطلب ترسيم الأمازيغية من سابع المستحيلات. وفي إطار ثقافة الاعتراف هذه، ينبغي أيضا استحضار دور حركة 20 فبراير في الدفع بهذه المطالب إلى مستوى الشأن العام واستحضار خطاب 9 مارس 2011 الذي كان بمثابة الاستجابة لمنتظرات الحركة الأمازيغية في ما يخص وضع الأمازيغية لغة وثقافة وهوية؛ هذا الاعتراف الرسمي الذي توج بالترسيم الدستوري المشروط بقوانين تنظيمية لا زالت لم تعرف طريقها للتفعيل بعد أربع سنوات من ترسيمها في الدستور، بالرغم من أنها كانت من بين القوانين التنظيمية الخمسة الأولى التي ينبغي المصادقة عليها. وفي هذا الإطار نتمنى أن لا يكون ملف الأمازيغية من بين الملفات التي يتم التفاوض عليها من أجل خلق توازنات بين مختلف مواقع السلطة في البلاد، إذا كانت بالفعل ملكا لكل المغاربة.
الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل شمولية العمل الثقافي الأمازيغي
- محمد شفيق: -إن زمن الشجاعة الجسمانية قد انتهى وجاء زمن الشجا ...
- قراءة في مسار الحركة الثقافية الأمازيغية (1)
- الأمازيغية بين الوساطة النضالية والثقافية (تكريما للأستاذ إب ...
- الأمازيغية بين سراب ... وشاطئ الأمان ...
- درس العلوم الإنسانية ومن هو أحق بالتكريم ؟
- لا ديمقراطية في مغرب المستقبل بدون أمازيغية ممأسسة (حوار مع ...
- آفاق ورهان الفاعل الأمازيغي بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 20 ...
- من أطباق السنة الأمازيغية: أكلة -تاكَلاّ- (Tagwlla) (جد الرخ ...
- الاحتفال بالسنة الأمازيغية له بعدان: تقويمي واحتفالي
- على آثار الجذور الثقافية والتاريخية للسنة الأمازيغية احتفالا ...
- وضعية الأمازيغية بعد 13 سنة، من خطاب أجدير وإحداث المعهد الم ...
- التلفزة والخدمة العمومية (القنوات التلفزية الوطنية المغربية ...
- مناضل خلف الواجهة المرئية (شهادة في حق المناضل إبراهيم أقديم ...
- المرحوم الحسين عبد المالك أوسادن صاحب -دار الندوة الأمازيغية ...
- تاريخية مطالبة الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بدستر ...
- -الهوية الأمازيغية- في ضوء دستور فاتح يوليوز 2011: أية آفاق ...
- دسترة الأمازيغية: المطالب، الترسيم، التحديات والآفاق (لمحة ت ...
- -أسطورة ؤنامير- بين -طّالب-، -أنضّام- و-رّايس- (قراءة في ثلا ...
- إعمال الطابع الرسمي للأمازيغية


المزيد.....




- هجمات داغستان.. السلطات الروسية تُعلن ارتفاع حصيلة القتلى
- مصور يوثق حفرة عميقة وخطرة للغاية بجبال المسمى بالسعودية.. م ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- لجأ لشركة -غير مرخصة-.. شاب مصري يصف لـCNN وفاة والده المسن ...
- بعد هجوم قوات كييف الإرهابي على سيفاستوبول.. موسكو تستدعي سف ...
- Foreign Policy: الوجود الأمريكي تراجع بشكل خطير في القطب الش ...
- بوتين يوقع قانونا يسهّل آليات حجب المواقع المحظورة في روسيا ...
- اليونان.. وفاة واختفاء عدة سياح بسبب الطقس الحار -غير المعتا ...
- نتنياهو: المعارك -العنيفة- ضد حماس في رفح -على وشك الانتهاء- ...
- إسرائيل تلوح باستخدام أسلحة غير معهودة ضد لبنان وسط مخاوف من ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - -كهفنة- القضية الأمازيعية (-Guettoisation de l’Amazghe-)