أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..














المزيد.....


خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-يعمل الكثير من المسلمين وبشتى الطرق والوسائل على نشر دينهم بين الناس في كل مكان، بالدعوة تارة وبالحرب تارة أخرى..حسب الظروف..
يعتبرون حروبهم للآخرين فتوحات أمر الله بها لهداية العالمين إلى الطريق المستقيم وذلك بإخراجهم من ظلمات الجاهلية وإدخالهم نور الإسلام.. يعرضون مجموعة من الآيات والأحاديث ، يتخلون ،وهم يوظفونها لتبرير حروبهم تلك، عن ملابساتها السياسية والاجتماعية والثقافية التي حتمت وجودها بدءً ، أويعطونها فهوما مقصودة تجعلها من تلك المبررات، مثل الآية (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) ، والحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري ومسلم ...يستعينون أيضا بأقوال الفقهاء المتزمتين الذين يهيمنون اليوم على ذهنيات الناس ويتحكمون بشكل كبير في تفكيرهم وسلوكهم وفي مجمل المواقف التي يتبنونها، كما يستعينون بفهوم المفسرين القدامى والمحدثين من الأصوليين المتشددين..
هكذا يصير الله عندهم داعيا إلى فرض دينه على الآخرين بالقوة، فإن أبى الآخرون الدخول في الإسلام يقترحون عليهم دفع الجزية ، فإن هم رفضوا دفع الجزية لا يجدون أمامهم إلا الحرب..في الحرب تلك يُقتل الكثير من الناس..تُرمل الكثير من النساء..يُيتم الكثير من الأطفال..تُثكل الكثير من الأمهات..ويُصاب الكثير الكثير بمختلف العاهات..ويُروَّع الجميع..أيضا يتم أسر المنهزمين..يصيرون عبيدا..نساؤهم وبناتهم يصرن جاريات....هل يعقل ذلك؟..
إذا كان الله يريد من أولئك المحارَبين دخول دينه ، فليلهمهم الدخول فيه ويجعلهم من ثمة مسلمين..وكفاه شر القتال..أليس هو القائل: (إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء)؟..أليس هو القائل: ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)؟..أليس هو القائل أيضا: ( ولو شاء الله لهداكم أجمعين) وكذلك (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ؟..
واقع الحال أن صراع المصالح وعقلية الريع ونزعة البداوة القبلية وحروبها وعوامل أخرى هي من تحكم في الإسلام وسيره نحو الوجهة التي سار فيها..واقع الحال نفسه يقول بأنه لم يكن في المقدور غير ذلك..الناس نتاج ظروفهم وثقافاتهم ومصالحهم ، نتاج مختلف التحديات التي تواجههم داخليا وخارجيا..نتاج آلامهم وأحلامهم أيضا..
لماذا لا يغير مسلمو اليوم من نظرتهم إلى الحياة؟..لماذا لا يغيرون من طريقة تعاملهم مع الآخرين؟..لماذا لا يكفون عن الادعاء بأنهم مالكو الحقيقة المطلقة؟ ..لماذا لا يتوقفون عن الادعاء بأنهم أفضل الناس في الوجود وأنهم على الحق فيما يقولون وما يفعلون وغيرهم على الباطل ؟..لماذا لا يتواضعون ويدركون بأن الأفضلية لا تكون بالادعاء والوهم، بل تكون بالعمل المثمر المفيد للناس ؟..لماذا لا ينهجون طريقا تتماشى والعصر، وتتفاعل مع متغيرات الواقع وما وصلت إليه البشرية فيه في مختلف مناحي الحياة؟
-الكثير من مسلمي اليوم يعملون وبشتى الطرق والوسائل على نشر دينهم..وفي كل مكان أيضا..ينصِّبون أنفسهم هداة للبشرية في هذا العصر..يرون غير المسلمين كفارا سائرين في طريق التيه والضلال هم ملزمون بهدايتهم إلى الطريق المستقيم..يرون إخوانهم المسلمين الذين لا يتوافقون معهم في الفهم والسلوك أناسا متغرنبين قد ابتعدوا عن دين الله وعليهم بإرجاعهم إلى حاضرته..يبنون المساجد في كل دول العالم ، مدنه وقراه،حيث يتواجدون كجماعات مهاجرة مقيمة هناك..يوزعون على الناس مصاحفهم ويدعونهم إلى الدخول في دينهم فرادى وجماعات..يفرحون كثيرا ويكبرون ويحمدون الله إذا نجحوا في إدخال شخص ما إلى دينهم..يتحدثون عن ذلك في مساجدهم وإذاعاتهم وقنواتهم المرئية وفي صحفهم ومجالسهم العامة والخاصة..وفي الشبكات الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية أيضا..
-في المقابل..يرون غزو الآخرين لهم حروبا ظالمة تجب مقاومتها..يرون أنها حروب لا هدف لها سوى القضاء على دينهم وعرقلة مسيرته..يرون كذلك فعل الآخرين على نشر ثقافاتهم غزوا ثقافيا يهدف إلى محاربة دينهم وإبعادهم عنه ، لذا تجب مقاومته بالتصدي له ومحاربته..
هكذا يجد مسلمو اليوم أنفسهم أعداء دائمين لكل المخالفين لهم في الدين..هكذا يفقدون التفاعل مع الآخرين..هكذا يتيهون في عزلتهم ويتشبثون أكثر بماضيهم وبفهومهم المتخلفة لدينهم..هكذا يترسخون في التخلف والعجز واليأس..هكذا يفقدون الحياة، يكرهونها ويحبون الممات.. هكذا يصيرون يتقاتلون من أجل السماء وينسون الأرض وما فيها من خيرات..هكذا يوجهون أيديهم إلى الأعلى أدعية تتواصل، بدل توجيهها إلى الأرض لزرع الحياة..
- الحرب مرفوضة من أي طرف كان، مهما كانت المبررات..فقط، تقبل إذا كانت دفاعا عن حقوق الناس وحرياتهم وأوطانهم.. مادون ذلك هي شر لابد من محاربته من كل الجهات.. التفاعل مع الآخرين المخالفين وثقافاتهم أمر لابد منه..لا يمكن للمنغلق على ذاته أن ينخرط في العصر فاعلا مؤثرا..لا يمكنه أن يطور فهمه لواقعه وواقع غيره..لا يمكنه ان يعي وجوده ويعرف أين هي مصالحه الحقيقة وكيف ينتظم للوصول إليها ونيلها.. لا يمكنه أن يبدع فكرا وعلما وفنا يجعله مالكا وجوده وقادرا على ان يضيف ما هو جميل ومفيد لهذه الحياة..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 3
- مجتمع القطيع
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة
- نعمة
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم
- بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..
- بين منظومتنا التربوية ومنظومتنا الدينية
- عاصفة الأخضر حامينا إلى أين؟
- بعيدة محطة القطار
- أيها الماضي الضابح، إرحل
- احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا
- لاهوية لي إلا الإنسان
- فأس الصمت تحفر قلبه
- البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟
- أضرحة تفتح فاه الصحراء
- من انا؟
- كيف يستعيد الوفاءَ إنسانُ حاضرنا العربي؟
- الموت
- احجار الغيم..صهيل النار


المزيد.....




- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...
- فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..