أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد زهير - نبضات من السجل الدموي لسنوات الجمر بالمغرب - 2 -














المزيد.....

نبضات من السجل الدموي لسنوات الجمر بالمغرب - 2 -


احمد زهير

الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 09:35
المحور: حقوق الانسان
    


وقائع غير معتادة يرويها السيد عبد السلام الموفي المتقاعد بالمكتب الشريف للفوسفاط عن لحظات اعتقاله( 23 نونبر 1962 ) و تعذيبه ورميه بالسجن بدون وجه حق، وقضائه لفترة الاعتقال الاحتياطي و التي تقارب السنة، واهماله به الى حين قيامه باضراب عن الطعام امتد لازيد من 15 يوم.. وانتهاء بالصاق اسم انثوي ( فطومة ) بابنه، الذي انجب اثناء فترة اعتقاله..
التهمة الملصقة بالسيد عبد السلام تؤكد هشاشة بنية المخزن المغربي حينها، و تسرعه في الصاق التهم رغم غياب القرائن، كما يؤكد تسلط ادارة المكتب الشريف للفوسفاط و استغلالها لادنى حادث للانتقام من النقابيين ، و الذين كانوا حينها يحسب لهم الف حساب، و ليسوا كائنات ورقية كنقابيي هذا الزمن.
فعبد السلام اتهم بتخريب معدات كهربائية تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط اثناء اضراب 1962 مع العلم انه كان يقضي عطلته السنوية بعيدا عن مدينة اليوسفية ، ولم تشفع له الادلة التي يتوفر عليها ، و لا شهادة الشهود في افحام المحققين، بل على العكس، تعرض ( حسب تصريحه ) لتعذيب همجي لكي يعترف بتهمة لا الوقائع، و لا سيرورة الاحداث تؤكد ارتكابه لها..
تعود وقائع الاحداث حين استلم السيد عبد السلام الموفي رخصة اجازته السنوية، و التي انتظرها بفارغ الصبر، فأبناءه وزوجه سافروا الى البيضاء على امل ان يلحق بهم عاجلا، لذا ، لم يصدق انه سيتمكن اخيرا من اللحاق بهم، لذا،طارالى البيضاء على عجل.. تاركا مدينة الوسفية تغلي.. فاصدقائه في نقابة الاتحاد المغربي للشغل يضعون اللمسات الاخيرة لانجاز اضراب بقطاع المكتب الشريف لفوسفاط بناء على نداء من المكتب المركزي..
نجح الاضراب،و نجح السيد عبد السلام الموفي في قضاء عطلته السنوية، عاد وكله استعداد لاستئناف نشاطه النقابي، و متابعة كده في العمل بالمؤسسة، لكن على عكس ذلك، وجد قوات الدرك في انتظاره..
يحكي عبد السلام بكل اسى كيف تناوبوا على تعذيبه من دون أي استفسار.. وكيف مارسوا عليه طيلة يومين كل انواع الجلد و الفلقة و الطيارة من دون ان يكلفوا انفسهم " عناء " مخاطبته، ليرحلوه بعد ذلك الى مدينة مراكش.
يحاول السيد عبد السلام جاهدا ان يتذكر اصدقائه النقابيين الذين تم اعتقالهم في نفس الواقعة .. تحذث عن اسبحان الجندوغي و عن محمد الراشيدي ( النقابي الذي وسم التاريخ النضالي بمدينة اليوسفية وبالمنطقة ككل )، و عن ميريمي ( رفيق الراشيدي في التالق )، و عن محمد الشاوي ( المكنى بقصير ) وعن امبارك البوق ( متوفي )،و عن احمد العبدي ( متوفي ) ثم المانع ( من دوار القايد مسعود )..
يؤكد عبد السلام انه شعر بالاسى عندما اطلق سراح الجميع، ليبقى و حيدا بالمعتقل، لمجرد انه التقني الوحيد ( كهربائي ) بالمجموعة، و الآلات المخربة كهربائية..
توالت الايام والشهور من دون ان يستانف التحقيق.و نسي امره.. مما اضطره لخوض اضراب عن الطعام امتد 15 يوما، و لم يتراجع عن قراره الا عند تقديمه للمحاكمة، ليحكم عليه بسنة سجنا نافذا، وهي المدة التي قضاها في الاعتقال الاحتياطي ..
بعد ان قضى العقوبة عاد ليجد معركة اخرى بانتظاره، فقد تم الصاق اسم انثوي ( فطومة ) بابنه الذكر الذي راى النور اثناء فترةاعتقاله، حاول بشتى الطرق ان يغير الاسم ليتحقق من ان الامر مقصود، و لا يتعلق بخطا اداري.. لم يفلح الاب في تغيير الاسم، و عانى ( فطومة ) من ذلك، و غادر المؤسسة مضطرا، فزملائه بالمدرسة، و حتى المعلمون، بل حتى الجيران كانوا يتندرون باسمه، و يتسائلون عن جنسه بتهكم...
ضاع مستقبل الطفل نتيجة لذلك، و لم يتمكن من تغيير الاسم الا بعد فوات الاوان..
يؤكد عبد السلام في ختام حكايته / ماساته انه لن يسامح ابدا من تعدوا عليه، و غيروا مسرى حياته، مكررا براءته من كل ما نسب اليه، مستغربا من جرأة المخزن حينها، و من هول انتقامه و حبكه للمآمرات..
قدم السيد عبد السلام ملفه لدى هيأة الانصاف و المصالحة، و ينتظر انصافه و جبر الضرر الذي لحق به، و ان كان ما علق بالنفس و الجسد لن يزول ابدا..



#احمد_زهير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة لمسودة مشروع قانون الاحزاب
- نبضات من السجل الدموي لسنوات الجمر بالمغرب - 1 -
- غواتنامو اليوسفية، من اصطبل للبغال الي معتقل اداري
- حين يعيق المكتب الوطني للسكة الحديدية تنمية مدينة اليوسفية..
- الحقيقة الغائبة في ملف ميلود منظور المحكوم بالمؤبد ضمن مجموع ...
- تسوية ملف شركة ايكوز بمدينتي وادي زم و قصبة تادلة ( المغرب)
- مدينة اليوسفية تقتات من فضلاتها


المزيد.....




- ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
- كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول ...
- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد زهير - نبضات من السجل الدموي لسنوات الجمر بالمغرب - 2 -