أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - عِنْدَما كُنْتُ عَائِشَة 1















المزيد.....

عِنْدَما كُنْتُ عَائِشَة 1


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقالتنا هذه توجب علينا ان نشير الى ان الحكاية منقولة عن اختنا الملحدة الصغيرة..التي ارتأت ان تتقمص شخصية ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها، لتقص علينا بعض اهم الاحداث في حياتها كارملة لم تتجاوز الثامنة عشر بعد وحكم عليها بعدم الارتباط برجل مجددا كي لا تحبل وتفضح بعضا من اسرار سيرة البطل وقصة صحن الكُفيت الشهيرة...وهذا بعض مما جاء على لسانها وتحديداً يوم الخميس السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة 35 هجرية...ولنتابع الحكاية من البداية وربما ليس الى النهاية
" " يا معشر المسلمين , هذا جلباب رسول الله لم يبل , و قد أبلى عثماناً سنته ! "
صرخت في ذاك الجمع الكبير الذي كان يستمع لخطبة عثمان .
و تعالت الاصوات , " انها أم المؤمنين" " يا قوم , هي ذي عائشة زوج النبي محمد (ص) "
أرعبني ذاك الحشد , رغم علمي المسبق بالنتيجة , إلا أن صدري لم يعد يحتمل ضربات قلبي المتسارعة , وأنا أنظر إلى تلك الوجوه المحتقنة , إلى تلك العيون التي تتأجج ناراً , و إلى تلك السيوف التي استلت من غمادها .
عليّ أن أحافظ على رباطة جأشي , فأنا عائشة هنا , عائشة , دوري ليس صغيراً في هذه المرحلة أبداً .
انتبهت إلى يداي اللتان كانتا ترصان على ذلك الجلباب , وتكاد تمزقه من شدة وقوة القبضة .
أخفضت يداي , وأرخيتهما , منتظرة رد فعل عثمان , الذي بدا عليه الارتباك الشديد , وهو يهمس في أذن أحد رجاله .
تراجع درجة إلى الوراء , أخذت يده تلعب بروية بتلك اللحية السوداء الكثيفة التي تدلت منه . كان ينظر اليّ بطرف عينه متوعداً .
ثم رفع يده مطالباً ذاك التكتل الذي لم يهدأ بالسكون .
" نعم إنها عائشة ام المؤمنين , لا أقول إلا ربّ اصرف عني كيدهنّ , إن كيدهنّ عظيم . "
قاطعته قائلة :
" إنه كيد صنعته لنفسك يا بن عفان , خصصت بيت مال المسلمين لنفسك , و أطلقت ايدي بني أمية على اموال المسلمين , و تركت أمة محمد في ضيق وعسر , قطع الله عنك بركات السماء , و حرمك خيرات الأرض , و لولا أنك تصلي الخمس لنحروك كما تنحر الإبل "
أحسست بحنجرتي ترتفع لتخرج من مكانها و أنا أصرخ في عثمان و في تلك الطائفة الكبيرة من المسلمين , الذين هاجوا مرة أخرى .
شعرت بالقوة , لم أشعر بالقوة كما في تلك اللحظات أبداً , بالرغم من أنفاسي كانت تتقطع , وأنا أرى تلك الجموع المترامية . تلك الجموع المنومة , الخائبة , التي سيضحك عليها كثيراً .
أعرف هذا الرجل الذي يقترب مني , نعم , نعم .. إنه .... طلحة
" نصرك الله يا أم المؤمنين , فقد أحسنت قولاً , سأشد رحالي لملاقاة الزبير, فإن سالأ عني محمد ( بن ابي بكر) , قولي أني مع الزبير "
لم اكن في وضع يسمح لي بتوديعه او الرد عليه , فقد كنت أراقب وجه عثمان الذي احمرّ غضباً , وعيناه اللتان كانتا تبعثان بالشرار مباشرة الى عيني , رفع سبابته مشيراً إلي وهو يقول :
" ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط , كانتا تحت عبدين من عبادنا الصالحين , فخانتاهما , فلم يغنينا عنهما من الله شيئاً , وقيل ادخلا النار مع الداخلين "
لا يا عثمان لا , كنت أتمنى أن لا تنطقها , لكنك فعل و انتهى الأمر ... انتهى أمرك ..
" اقتلوا نعثلاً ... فقد كفر "
رفعت قبضتي المشدودة عالياً و أنا أردد بصوت عال ذاك القول الشهير المنسوب لي .
ثم توقف الزمن بالنسبة لي , لم أعد أشعر يقيناً بما يحدث حولي , أخذ الجمل الذي أعتليه بالترنح , فأحسست بالغثيان و الدوار بدوري , الدنيا تلف و تدور , كدت أقع لولا أن الرجال المرافقين لي أسندوني , أحدهم قاد الجمل مبتعداً عن تلك الحشود التي هجمت على عثمان تريد النيل منه ..
استعدت توازني شيئاً فشيئاً , أخذت أقلب المكان بناظري , إلى أين اتجه الآن ؟ على الأغلب نحو مسكني .
تفحصت يداي اللتان كانتا فارغتان , أين هو جلباب محمد ؟!! نظرت حولي بقلق , أيعقل أنه سقط حينما رفعت يداي و أنا أطالب بقتل نعثل ( عثمان ) .
و يبدو ان أحد الرجال ممن يرافقونني , قد انتبه إلى أنني توترت و أنا ابحث عن شيء ما .
" لا تقلقي يا أم المؤمنين , جلباب رسول الله معي "
و بحركة سريعة و انتشلته من بين يديه , دون أن أنبس ببنت شفة .
طال الطريق , و الشمس حارقة , وما من شيء يروح عن نفسك في تلك الصحراء , كنت أتصبب عرقاً , من الحرّ , و من تلك المصيبة التي اقترفتها حديثاً .
و بينما أنا أعيد في ذاكرتي منظر عثمان و الحشود تهجم عليه , توقف الجمل أخيراً , أمام بيت عائشة ... بيتي .
ساعدني ذات الرجل الحامل الجلباب على النزول .
" أتأمرنا أم المؤمنين بشيء ؟؟ "
سهوت قليلاً , و أنا أفكر ما كان يجب أن أفعل الآن ؟
" ابعث اليّ بأخي محمد "
دخلت البيت هائمة الوجه , ضائعة , لطالما اردت أن أغير هذا التاريخ , ولكن هاأنا أعيشه من جديد , وأحافظ عليه .
لم أرى أمامي , رميت الجلباب اللعين أرضاً , كنت متعبة , اتجهت نحو الفراش و ارتميت عليه , لأستعيد كل ما حدث معي منذ زواجي بمحمد حتى الآن , أحسست بتعب مضاعف , الألم ينخر في عظامي .
تجلّست ملقية براسي بين يدي , و أنا أفكر بما سيحدث غداً , فاليوم لا شيء مقارنة بغد و الذي بعده .
" السلام عليك "
رفعت رأسي بصعوبة , إنه محمد , عدت براسي إلى مكانه محتضناً بين يدي .
" و عليك السلام يا محمد , ها أنت ذي , كل شيء جرى كما خططنا , الشعب هاج "
" بالطبع سيهيج , فأنت أم المؤمنين يا عائشة , المهم ان لا نتوقف الآن , علينا ان نعيد الخلافة الى التيميين , وسأنتقم منه بعد كتابه إلى مصر"
" ماذا تريد الآن؟"
" الكتب التي سنرسلها باسمك الى البلاد , ألم تحضريها وغلامك بعد ؟ "
" بلى "
نهضت و الوجع يعتصر راسي . متجهة صوب الباب
" يا غلام .. أحضر لي الكتب التي جهزناها , بسرعة .. "
أغمضت عيناي مسندة رأسي على طرف الباب و أنا أنتظر الغلام
" ها هي الكتب يا ام المؤمنين "
أمسكت بها , كانت ثقيلة , التفت نحو محمد
" تفضل , انسخها كما خططت , هي جاهزة "
" هل أنت بخير ؟ "
" نعم , قليل من التعب فقط "
" لا شر عليك , لا شر عليك , أستودعك الله "
كانت هذه هي المرة الأخيرة التي أرى فيها محمد قبل أن نظهر على عليّ .
كنت بائسة لأن كل شيء سيتكرر , و إن لعبت بقوانين التاريخ , ستعيدني آلة الزمن إلى عام 2015 .
أرسلت تلك الكتب التي تستحرض المسلمين على قتال عثمان الى البلاد الإسلامية . استجاب لها مالك الأشتر من الكوفة في ألف رجل , و ابن أبي حذيفة من مصر في اربعمئة رجل . يحاصرون عثمان ليلاً نهاراً , و كان يقوم على امرهم طلحة في ذاك الوقت , ويصلي بالمسلمين ايضاً طوال الأربعين ليلة . كان قد منع الطعام والشراب من أن يدخلا إلى عثمان , فخالفه علي الذي بعث لعثمان بثلاثة قرب مملوءة بالماء , كما بعث بابنيه الحسن والحسين لكي يقوما على باب عثمان فيحميانه من القتل .
إلا أن أخي محمد بن أبي بكر , تمكن من الدخول هو واثنان من اصحابه , ودخلوا على عثمان , و قتله أحد منهم , ويختلف حتى الآن فيمن قتله وفي كيفية قتله .
دفن عثمان في حش كوكب ( مقبرة يهودية ) و لم يصلى عليه , و لم يلحد بلبن .
بل .. ولم يشهد جنازته إلا ثلاثة , مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه , و ابنته التي كادت أن ترجم لأنها ناحت عليه ..
ولا أدري ما الذي جعلني انا عائشة ام المؤمنين انقلب هذا الانقلاب العجيب حيث تحول عثمان الخليفه لدي مظلوماً فناديت عندما سمعت بقتله ( ليت السماء اطبقت على الارض والله لقد قتل عثمان مظلوماً!!! ؟
كان كل شيء على ما يرام .. كنت أعتقد أن كل شيء يجري لصالحنا .. قتل عثمان, فلتؤخذ البيعة الآن لطلحة .. كان هذا ما تريده عائشة .. ما تريده شخصيتي أنا هنا .. لم أكن أتوقع ما حدث ,لم أكن أتوقع ... علي
سمعت بخبر بيعة علي و أنا بمكة , لم أصدق , لم نقتل عثماناً لنربّع علياً .
" تعسوا , تعسوا ! لا يريدون الأمر في تيم أبداً , جهز الهودج يا غلام , فنحن ماضون إلى المدينة " نعم ... إلى المدينة , كنت انوي التأكد من الخبر , خصوصاً و أن أحداً من جماعتي الذين أثق بهم ( كطلحة ...) ليس بمكة .. كنت ما زلت آمل أن أن يكذّب الخبر بطريقة ما .. أن يكون مجرد لخبطة , أو إشاعة .. قد يكون أحد ما دسّ الأمر خصيصاً كي يزعجني .. كل شيء وارد
ركبت الجمل , شددت الرحال نحو المدينة , وصلنا إلى سرف .. فصادفت هناك عبد بن ام كلاب ( عبد ام سلمة) ..
- السلام عليك يا ابن ام كلاب ؟؟
- و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته ..
قالها باشمئزاز , و كأنه أجبر على رد السلام ..
- مهيم ؟؟
- قتلوا عثمان
- ثم ماذا صنعوا ؟
- أخذها أهل المدينة بالاجماع , فجازت بهم الأمور إلى "خير مجاز" ...... اجتمعوا على عليّ بن أبي طالب .
تلذّذ و هو ينقل لي الخبر والتمعت عيناه , أما أنا فلم أتمالك نفسي :
- و الله , ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك .. قتل والله عثماناً مظلوماً ! والله لأطلبن بدمه
- و لم ؟؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت , و قد كنت تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر !
- إنهم استتابوه ثم قتلوه , و قد قلت وقالوا , وقولي الأخير خير من قولي الأوّل
زفر زفرة قوية ,ضاقت عينيه , ثم قال وهو يلوح بيده :
يتبع رجاءا...مع تحياتي.



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بَيْنَ الجَنَةِ وَالنَارِ
- وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى.....؟؟؟
- الغزو و الجهاد... وجهان لعملة واحدة!!
- الاقصاء..وضياع المؤمن المسلم!!
- جِبرِيل...... الوَحيُّ ألأمِين
- وا إسلاماه!!.... أيُهُمْ يَعْنِي؟؟......فَهُمْ كُثْرُ!!
- الشَيّطانُ صَباحاً...... وجِبْرِيلْ مَساءاً !!!!
- لِماذا يَغضِبونْ..لِماذا يَنْتَقِمُونْ..مَتى يَعْقِلُونْ ؟؟؟
- رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
- -وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ-
- بالفَصلِ الأخير ....إنجَلَتْ كُلَ الأمُورْ
- -الطِبْ النَبَوي الشَرِيفْ-
- أ..ل..م....هَلْ مِنْ مُعِينْ!!
- -خَطَواتٌ ضَرُورِيه في طَرِيقِكَ الى النجومِية-
- -لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ-
- -الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ-
- -الصادِقَ الأمينْ بَينَ الشَكِ واليَقينْ-
- مُجالَسَة الله للمُؤمِنين يَوّمَ القيامَة!!!
- لَيسَ كَمِثلِهِ شَيئ...فأدخُلُ على رَبي في داره !!
- خالَتُنا أُمُ جَميل في الجَنة !!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - عِنْدَما كُنْتُ عَائِشَة 1