أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - بداية النهاية














المزيد.....

بداية النهاية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 10:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إنتهى العرس ، وبان أن العروس لم تكن بكرا. لقد كشف الغطاء أخيرا وبانت الحقائق التي طالما حاولت الأطراف منع تسربها وفاحت الرائحة النتنة وملأت الدنيا. فبعد مساومات لتقاسم الموروث من نظام الطاغية ، والإتفاق على حصر القسمة بينهم وحرمان الآخرين ، وصلت الفئات المتحالفة ظاهريا والمختلفة باطنيا إلى نقطة مفترق الطرق فليس لدى أي طرف الإستعداد للتنازل عن ما كسبه ولا الكف عن المطالبة بالمزيد .

لقد كان المبدأ الذي ساد عملية تقاسم الورثة على الأساس الطائفي والقومي ، وتبخيس دور القوى الوطنية والقومية الأخرى هو السبب في تنامي شعور عدم الثقة بالنظام الجديد وبالتالي العزلة التي نتجت عنها مما دفع الكثير من المخلصين إلى اليأس والتحوّل عنه إلى جانب المقاومة وتأييدها أو حتى الإنخراط فيها حتى بلغت ما بلغت من قوة . فالنظام قد فشل فشلا ذريعا في تقديم ضمانات الأمن والإستقرار ، وفشل في مكافحة البطالة والذي زاد الطين بلّة تسريح القوات المسلحة ومننتسبي بعض الوزارات الأخرى ، وفشل في مكافحة إرتفاع الأسعار إلى مستويات تحرم الكثير من إمكانيات توفير أسباب المعيشة ، بالإضافة إلى سوء الإدارة وتفشي ظاهرة إستغلال أموال الدولة للمنفعة الشخصية و الإختلاسات والرشاوى في الإدارات الحكومية وعلى الخصوص في المستويات العليا منها ، وبروز ظاهرة الميليشيات التي لا تضبطها قوانين الدولة وتقوم بإبتزاز خلق الله سواء ماديا أو سياسيا أو الإعتداء على المحرمات والحقوق مما دفع الناس إلى المقارنة بين نظام الطاغية المباد وبين النظام الجديد .

إن الخلاف الذي طفح على سطح السياسة العراقية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ، إنما يعود لأسباب ثانوية ليست لها علاقة بمصلحة الشعب الضرورية الآنية ، وإنّ إصرار كل طرف على موقفه متأتّ من مبدأ لوي الذراع الذي يمارسه كل طرف على إعتقاد أنه في أقوى موقع سياسي بالإستناد على الإعتبارات التي أفرزتها إنتخابات كانون الثاني 2005 وإيمان كل طرف بأن أية إنتخابات قادمة لن تعطيه موقعا مماثلا أو أفضل منه . إنّ أقلّ ما توصف به هذه السياسة هي قصر النظر. فالمفروض بالأحزاب والقوى السياسية أن تعمل ضمن الجماهير وكسب ثقتها ليس لهذا اليوم فحسب بل للتأريخ الذي سيمتد إلى المستقبل ، وليس بالأسلوب الإنتهازي وممارسة لوي الذراع .

يذكر في الحكم القديمة ، وهي عبر عن تجارب الحكماء ، أن قوما ما كانوا بذوي معرفة ولد لهم طفل ذكر ، ولجهلهم إستأصلوا أجهزته التناسلية بإعتبارها زائدة . هكذا حال جماعتنا ، فكم نصحنا أن إعتصموا بالخطاب السياسي الذي وحّدكم ، وسيروا على المبادئ التي إتفقتم عليها ووقعتم على وثيقة قانون إدارة الدولة المؤقت . أمّا وقد خالفتم العهد وأدرتم ظهوركم لذلك الميثاق ولحلفائكم الذين وقعوا معكم على ذلك الخطاب السياسي فإن سيركم قد أدى إلى ما آل إليه من حال في العراق ، وأصبحتم لا تملكون رصيدا حقيقيا في قلوب الناس إلاّ النفر الذين يتبعونكم معصوبي الأعين في ظل دعاياتكم الطائفية والقومية ، وأنتم غافلون أن هذا الوضع لا يدوم طويلا إذ لا بدّ أن يأتي اليوم الذي ينكشف لهؤلاء زيف دعاواكم ، فثوبوا إلى رشدكم وعودوا عن غيّكم وتداركوا ما تبقى من أمل للعودة إلى الشعب وكسب ثقته بالعمل على تحقيق آماله في فرض الأمن والإستقرار وتوفير أسباب المعيشة الكريمة والإعتراف له بأنه هو السيد وأنتم مهمتكم خدمته لا قهره .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب خالد
- الشيئ بالشيئ يذكر
- بناء العراق الجديد
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني
- مدى تساوق المصالح المتناقضة


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - بداية النهاية