أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لماذا أكتب في -نصف الدنيا-؟














المزيد.....

لماذا أكتب في -نصف الدنيا-؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"قضمةٌ من تفاحة حمراء، أورثت حواءَ إثم البشرية النبيل. فتأكد الإنسانُ أنه إنسانٌ. يُجرّب ويخطئ ويدفع ثمن تجربته وخطأه. لولا قضة التفاحة التاريخية، ما كان هذا العالم. الذي يحمل الشقاءَ ويحملُ الفرح. يحمل التجربة، ويحمل التعلّم، ويحمل التصويب. شكرًا على الخطأ النبيل الذي صنع عالمنا المحيّر."
***

--
اليومَ، تُتمُّ "نصفُ الدنيا" عامها الخامس والعشرين. شابّةٌ حسناء في شرخ الصبا والجمال. تحمل في يُمناها سلّةَ خوص بها بعضُ الثمر، وفي يسراها تمسك بثمرة تفاح حمراء شهيةً، لتقضم قضمتها الأولى.
في مثل هذه الأيام الرمضانية الجميلة قبل عامين، انضممتُ إلى سرب الطيور المغرّدة على أغصان شجرة "نصف الدنيا".

كان رمضانَ الأول بعد براء مصرَ من الخنجر الإخواني الذي انغرس في خصرها عامًا مظلمًا تعسًا. وكان عليّ أن أفي بوعدي للجميلة "أمل فوزي"، رئيس تحرير "نصف الدنيا" والكاتبة الصحفية رفيعة القلم صاحبة المشروع التنويري المحترم. قبل ثلاث سنوات، كانت قد شرّفتني بحديث تليفوني لتسألني أن أنضمّ لكُتّاب المجلة بمقال أسبوعي. وكان عهد الإخوان الحزين. وكنتُ في حرب ضروس مع الإخوان شأن كل كتّاب مصر التنويريين، فكان عليّ أُرجئ الاستجابة إلى لحظة جلاء الإخوان عن مصر، حتى أكتبَ عن الفرح/ المرأة، بفرح. وكان الجلاء في 2013، فكان الفرحُ، وكان البرُّ بالوعد، وكانت صفحتي هذه التي أسعد فيها بلقائكم مرّة كل أسبوع.
كانت "نصف الدنيا" دائمًا هي العروس التي تحمل سمات الصَّبية المصرية الذكية، الشقية، الأنيقة، المثقفة. منذ مولدها عام 1990، كنّا نحرص، نحن فتيات مصر وطالبات جامعاتها، على اقتنائها كل أسبوع لنقرأ أعمدة كُتابها ونتعرف على نبض المرأة المصرية، همومها ومشاكلها وأحلامها ونجاحاتها، فكأنما نقرأ أحلامنا لنكرّسها ونُصرُّ على تحقيقها، ونمرُّ بأصابعنا على مكامن أوجاعها، فنعالجها وتبرأ أوجاعُنا. كنّا "نسرق" من صفحاتها موديلات الفساتين الأنيقة التي تعود بنا إلى زمن "الشياكة" المصرية قبل سبعينيات القرن الماضي، فنعرف أن توقنا للأناقة فِطرةٌ مصرية أصيلة تمتد لآلاف السنين، حين علّمت ملكاتُ مصر وسيداتُها سيداتِ العالم فنونَ الأزياء والعطور والحُليّ وصناعة الجمال والفن الرفيع، وحين نتعبُ من السفر الطويل في عمق التاريخ، نعود للأمس القريب، حيث أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، حين كانت أميراتُ العالم وملكاتُها يجئن إلى مصر ليشترين أحدث خطوط الموضة من محلات مصر الأنيقة. وربما أُسرّ بسرٍّ خاص لقارئاتي في "نصف الدنيا"، أن اسم "الدلع" الخاص بي، استلهمه والدي، رحمه الله، من خبر مكتوب بالصفحة الأولى لجريدة الأهرام يقول: “الأميرة الإيرانية فافي تزور القاهرة لشراء بعض الملابس الجديدة من محلات شيكوريل.” قرأ أبي هذا الخبر في صباه الأول، فقرر إن تزوج ورزقه الله بطفلة أن يسمّيها "فافي". وحين حللتُ ضيفةً على هذا العالم، أصرّت أمي أن أحمل اسمَ والدتها "فاطمة هانم"، وأصرّ أبي على الاسم الذي أحبّه منذ صباه. فكان قرارهما أن يكون اسمي بشهادة الميلاد كما شاءت أمي، ويكون اسمي المعتمد رسميًّا من قِبل العائلة والأصدقاء والجيران، ما شاء أبي.
أتذكّرُ الآن فقرة من مقالي الأول بالمجلة وعنوانه: "عزيزتي نصف الدنيا"، أعربتُ فيه عن فرحي بالانضمام لعصافير المجلة الغرّيدة: “وأشعر بالفرح على عدة مستويات. بدايةً، لأن "المرأة"، هي الكائنُ الذي يحتلُّ في وجداني قيمةً شديدة الخصوصية. ليس لكوني امرأةً، بل لأنها هي المرأةُ، ذلك المخلوق الراقي الذي حباها اللهُ بمزايا روحية وذهنية وبيولوجية، تجعل منها الإنسانَ "الأرقى" فوق الأرض. وأوقنُ أنني لو كنتُ رجلاً، ما اختلفتْ نظرتي ولا تباين رأيي عمّا أقول الآن. لأن رأيي نابعٌ من عقلي وطريقة إنصاتي إلى العالم، لا من أنوثتي أو نوعي الذي اختاره الله لي.... كذلك يملأُني الفرحُ أن أفتح نافذتي هذه، التي سأطلُّ عليكم عبرها مرّةً كل أسبوع، في هذه اللحظة الزمنية الفارقة. لحظة العهد الجديد، التي استرددنا فيها مصرَ من طواغيتَ أخفقوا في حب مصر، وأخفقوا في احترام وتقدير هذا الشعب العظيم: شعب مصر.”
تحية احترام للمثقفة الجميلة "أمل فوزي" التي صنعت قفزة نوعية لهذه المجلة العريقة. وتحية احترام لكل الكوكبة المحترمة التي تُخرج لنا هذا الكتاب الأسبوعي الثري. ولنصف الدنيا أقول: كل ربع قرن، وأنت أجمل وأبهى وأكثر إشراقًا وثراءً.


فاطمة ناعوت
مجلة نصف الدنيا



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرضاوي يفخّخ المصريين بالريموت كونترول
- أصعبُ وظيفة في العالم
- شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط
- السراب
- وسيم السيسي... سُرَّ من رآك
- في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون
- فانوس رمضان
- درجة الإملاء: صفر
- -الحرف-... في المصري اليوم
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء
- رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي
- سلطان القاسمي... أحدُ أبناء مصر
- ليس بوسعي إلا السباحة ضد التيار
- قبل أن تُحبَّ صحفية
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!
- بعضٌ من الحلم لا يفسدُ العالم


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لماذا أكتب في -نصف الدنيا-؟