عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 16:58
المحور:
سيرة ذاتية
كان السنفاز سي التونسي في شارع سيدى سالم، يعتبر من أشهر صانعي وبائعي السفنز،في وسط مدينة بنغازي،حيث تشم رائحة السفنز، وانت قادم الى محله من سوق الظلام او ميدان الحداده او من ميدان البلدية..
كان الزبائن يترددون عليه، صباح كل يوم لتناول سفنز عادي أوسنفنز بالدحي، وكان المحل يزدحم عادة في ساعات الصباح الاولى وحتى ساعة الظهرية تقريبا ، وهي فترة الفطور للمارة والموظفين والعمال. منهم من يتناول السفنز واقفا في حجرة داخلية في المحل، ومنهم من يأخذ طلبه الى بيته او دكانه..
كان السنفاز التونسي رجل قصير القامة، يجلس القرفصاء (متربعا) على منضدة عالية، وجسمه من الاسفل مغطى بفوطة بيضاء، وكنا نحن صغارا نعتقد ان السنفاز كسيح ولايستطيع النهوض من مكانه، حتى صادف وان رأيته مع احد اصدقائي واقفا على رجليه، يخرج من بيت يقع مباشرة مقابل محل السنفاز، يجرعدد من شوالات الدقيق، لزوم الشغل..
وكان السنفاز التونسي يضع امامه مباشرة مقلاة مليئة بزيت ودرجة حرارة عالية، والى جانبه آناء بلاستيك كبير ملئ بالعجينة، يلتقط منها قرصة صغيرة وبحركة فنية يقذفها الى المقلاة، مع لسعة من الزيت الساخن في بعض المرات، ثم يحركها بتل " سيخ" حديدي حتى تنضج، ليقوم مساعده بغرس الفطيرة الدائرية (السفنز الجاهز) بواسطة تل ( سيخ حديدي) ويضعه في ليان ليصفى.. ويكون جاهزا للف في ورق وتقديمه للزبائن الذين ينتظرون بلهفة( عطيني اربع سفنزات يرحم ولديك، انا عطيني عشر سفنز واربع زلابية وست مخاريق، سكدني بس من فضلك، يا عمي عطيني اثنين بالدحي وستة عادي "من غير دحي"، وهكذا.. ليذهب به الزبون الى بيته ساخنا طاجزا، تنتظره امه لتقول له" سلمك جياب...عليك حجاب"..
كان الطلب على السفنز، يزداد في مناسبات الافراح، والمأتم، والعطلات، خاصة عطلة يوم الجمعة.. وكذلك في شهر رمضان المبارك، حيث كان السفنز العادي او بالدحي، يقدم للضيوف في الفترة التي تعقب صلاة التراويح،مصحوبا بالزلابيا والمخاريق لتحلية ريق الضيوف، مع طويسات الشاهي الاخضر، للتخفيف من شدة وطأة الزيت الذي يدخل في أساس صناعة السفنز...
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟