أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - الخطاب الطائفي .. وأثره السلبي في المصالحة














المزيد.....

الخطاب الطائفي .. وأثره السلبي في المصالحة


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 14:46
المحور: المجتمع المدني
    


قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " . أنظر أخي القارئ الكريم إلى هذا الخطاب القرآني الراقي المتحضر ، حيث قرن سبحانه وتعالى الدعوة إلى دينه الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة ، لأنه سبحانه عليم بخفايا النفوس ويعلم في سابق علمه أن الإنسان حريص على فرض قناعاته ووجهة نظره على الآخرين ، إن لم يكن بالحجة والإقناع والدليل المنطقي فإنه يلجأ إلى القوة أحيانا إن لم يردعه رادع من خلق أو مبدأ أو دين، لهذه العلة أمر رب العزة عباده الذين يتصدون إلى هذه المهمة الجسيمة الخطرة أي مهمة الدعوة إلى الله أمر الدعاة أن يتخذوا الحكمة والعقل والإقناع أدوات لعملهم وتزين الحكمة بالموعظة والكلمة الطيبة التي تخلو من التجريح والتسقيط والتشويه ، فالدعوة إلى دين الله تستدعي أول ما تستدعي دخول المسلم إلى روضة التحابب والتسامح لا التباغض والثأر والعداوة والأحقاد ، لكننا اليوم في هذا الزمن الشاذ في أحداثه وناسه ومعتقداته، قد شهدنا آراء وأفعالا متطرفة من أناس ادعوا الإسلام وهم في أبعد مكان عن أن يكونوا جزءا من هذا الدين الحنيف المعتدل حيث السماحة والدعوة الى المحبة والرحمة والألفة والعدل ، فمن ناحية نرى داعش الإرهابي يمارس أقسى وحشية قد تخطر على بال فالقتل الوحشي الذي لا يمت لجنس الإنسان بصلة لا من قريب ولا من بعيد، من حرق الضحية حيا على مرأى من العالم أجمع إذ ينشر تسجيلا عن حادثة الإعدام على مواقع التواصل الاجتماعي بوحشية سادية شيطانية لا تخطر على بال مجرم عادي ، أو إغراقه مجموعة من الأسرى في قفص حديدي ، أو تفجيره مجموعة من المحكومين بالمواد المتفجرة ليعطي انطباعا عن الإسلام يسيء إليه أيما إساءة ، وبغض النظر عن جرم هؤلاء المعدومين إن كانوا قد أجرموا حقا ، فلا يوجد في الشريعة الإسلامية نص يشرع لقتل من هذا النوع فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال " إذا قتلتم فأحسنوا القتلة " ولم ير المسلمون على مدى تاريخ الإسلام مع كثرة الدخلاء عليه في تأريخه حقبة كحقبة هؤلاء الأوباش الذين يحلمون بتأسيس دولة الخلافة ، أي خلافة هذه التي تبنى على الظلم والقسوة والوحشية ؟ نعم لقد قاتل رسول الله في سبيل نشر دعوته لكنه لم يغدر بأحد قط ، ولم يمثل بأحد بل لم يسيء إلى أسير قط وكان يشدد في كل وصاياه على جيوشه التي كانت يبعثها على أمور عدة تدل على الرحمة والعقلانية والاعتدال ، لا تقتلوا هاربا ، لا تقتلوا شيخا ، لا تقتلوا امرأة ، لا تقتلوا أسيرا ، لا تقطعوا شجرة . فأين داعش اليوم من هذه الوصايا إن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته كما يزعم ؟ ولم يخرج الجيش الإسلامي أيام الفتوحات من مدينة بعد فتحها وتنظيم أمورها إلا والناس ممتنون وراضون عن التعامل والأداء . وقد لا يقتصر الأمر على داعش في تشويه صورة الإسلام فهناك الكثير من المنابر المسمومة في الطرف الآخر تنعق بمناسبة أو من دون مناسبة باللعن والسب والشتم والتكفير من على مكبرات الصوت ببث الحقد والكراهية والفرقة بأسلوب ضلالي سخيف مسيئة إلى رموز قدر الله لها الخلود في ضمائر مئات الملايين من المسلمين في أصقاع الأرض الواسعة ، فهم السفهاء الذين عناهم الشاعر بقوله
وإذا يخاطبك السفيه * فصم سمعك عن خطابه
وإذا انبرى لك شاتما * فاربأ بنفسك عن جوابه
فالروض ليس يضيره * ما قد يطنطن من ذبابه
ألا إن الضرر الذي تتسبب فيه تلك المنابر كبير ويجب الانتباه أليه ويجب تدخل المرجعيات بصورة فعلية حازمة في إيقاف هذه المنقصة المشينة .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشائر متعددة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية
- لعبة المحيبس .. وسيلة لتحقيق المصالحة
- ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية
- الإعلام سلاح ذو حدين
- الأسرة العراقية 00 التحديات الراهنة
- المرجعيات الدينية والمصالحة الوطنية
- دور الفن في المصالحة الوطنية
- المجتمع الدولي والمصالحة الوطنية
- رمضان المحبة والتصالح والسلام
- سبني 00 فأسبك 00 وفي المساء نلتقي
- تحرير الأنبار وفرصة المصالحة
- الطيبة والمحبة في المجتمع العراقي
- الثقة المتبادلة أساس المصالحة الحقيقية
- الجامعة العربية والمصالحة الوطنية
- إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
- المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين
- التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه
- تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية
- المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
- دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - الخطاب الطائفي .. وأثره السلبي في المصالحة