نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 01:45
المحور:
المجتمع المدني
بقلم / نبيل محمد سمارة
زوجة صديقي . الذي يعمل اعلاميا في فضائية دجلة , تغار منه الى درجة لا يصدقه العقل , ويجن جنونها عندما زوجها يتفرج عبر الشاشة الصغيرة للمذيعة وهي تلقي نشرة الأخبار ؟ , ولم تكتفي بذلك فاصبحت تذهب الى مكان عمله لتتحرى اخباره من دون علمه , على الرغم ان صديقي انسان رائع ووفي ولم يفكر يوما ان يخون زوجته او حتى يرف قلبه الى اي زميلة معه , فهو دائما يشكو همه لي ويصارحني من العذاب الذي يعيشه , وقلت له : الم تحسسها بحبك لها وتذوبها هذا الشك الذي بداخلها , قال لي : انها تحبني بجنون , فهي دائما تسمع من زميلاتها في العمل ان ابو فلان تزوج على زوجته و ان جارهم ايضا تزوج على زوجته , والخيانات التي تحصل على مواقع التواصل الاجتماعي , وكم من زوجة مسكت زوجها بالجرم المشهود ..
اذن نستنتج من كل هذا ان قصة عذابات صديقي وغيره مصدره التكنلوجيا والتطور الذي دخل علينا فجأة , واصبح الرجل او الامرأة وهم في وسط دارهم يتحدثون بما يملأه غريزتهم , انا شخصيا مع النهوض بالتكنلوجيا والتطور , ولكن اقول وبكل صراحة : ان الذي دمرنا وارهقنا هو الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي , الذي وسع الخيانات الزوجية ان كان للرجل او المرأة ..
اصبحنا اليوم نجلس خلف حواسبنا او حملنا للهواتف اكثر مما نعمله لخدمة شؤون البيت , ونقضي ساعات الليل الطويلة على حساب صحتنا , غير مكترثين بالعائلة , ومن اوضح الأمثلة على هذه النقطة ، حين ترى اجتماع الأهل في البيت الواحد على طاولة الطعام او في غرفة المعيشة ، ترى في نفس الوقت كل شخص منشغل مع هاتفه في الفيس بوك او تويتر او عبر شبكة اجتماعية اخرى ، تراه مهتماً بالتواصل (الجاف) مع البعيدين واهمال التواصل الحقيقي من القريبين ، وقد لا يرد الابن على والده في نفس المجلس الا اذا دخل عليه في الفيس بوك وارسل له رسالة , وايضا سمعت عن شخص متعلق بالفيس بوك تاركا هم البيت على زوجته , ذات مساء عطبت ثلاجتهم وخرج دخان منها , مع صيحات الزوجة لزوجها وهو جالس كالاطرش المهم يكمل الحديث بالكروب الذي مشارك به .
عموما قد قرر صديقي الاعلامي ان لا يدفع اشتراك النت , عسى ولعل ان تدفع غيرة زوجته خارج الباب , ليعيشا بثقة مثلما كانوا قبل تأسيس الفيس بوك
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟