أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير سلطان - اذا كان العراق ذكرى محتلين














المزيد.....

اذا كان العراق ذكرى محتلين


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 05:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ان الخارطة العراقية مخطط روحي لكيان ضائع ام انها ذكرى المحتلين والمستبدين ممن تعاقبوا على البلاد وكيف يمكن ان يستقر النظر على ابعاد وخطوط هذه الخارطة من الداخل والخارج.
كان العراق هو شكل الخارطة المنبثق من ذاكرة المستشرق الاوربي الذي تحمل اهوال السفر منذ القرن السادس عشر للوصول الى ما يسميه الشرق ويوائم بين ما اختزنه عن نينوى وبابل وار بيل بما يراه على الاض من اثر العثمانيين والصفويين ثم يمحص ما تامله من تجار البندقية الذين يجلبون من التوابل والحرير الى اوربا من الشرق وبين الفضاء الشرقي.
كان العراق هو خارطة الطريق المائي الذي يمر من جنوبه ويرقى الى نهر الفرات حيث الحلة درة القرون الوسيطة الاسلامية وهو ذاته الطريق يبدأ من اوروك ويصعد نحو بابل تاج القرون القديمة.
كانت الخارطة العراقية تتشكل من وجود سكان البادية واعالي الجبال وخطوط الانحدار نحو الماء والسهل،كان الاكراد الجبليون وبدو الصحراء يطلون من امكنتهم على تاريخ المدن كانهم (ذخرة احتياطية لادامة زخم المدن الكبرى).
وتمضي القرون القديمة غاربة بثقافتها وتاتي القرون الوسيطة لتراكم على الطبقة الثقافية التاريخية في الهوية العباسية للاسلام ثم تتخذ شكلا من تراتب انساق المحتلين وتضيع الطبقة الاساسية التي انشأتها امامية الصادق والكاظم (ع) في مواجهة استبدادية العباسيين وفي اثر ذلك تتدافع القرون الوسيطة عن الطرق القديمة لتختلط اشكال الخارطة(الكيان الروحي) بما يعبرعنه لوكرنيك،بان البلاد (ذكرى فاتحين)،فقد تقوضت با بل ونينوى وبغداد وحملات ديار بكر واردلان الكردستانية وافلت الخلافة العباسية المستبدة وممالك الكورد حتى حل الصفويون والعثمانيون وجاء القرن العشرون الميلادي بالاحتلال الانكليزي بعد انضمام العثمانيين الى المانيا ضد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية.
ان الطبقة الاجتماعية التي استكملت نضوجها في العراق نهاية العهد العثماني الاصلاحي تبلورت في نمطية الدولة المتشكلة بعد الاحتلال الانكليزي والقائمة على ادارة الاقلية المهيمنة في حكومة عبد الرحمن النقيب وجعفر العسكري و عبد المحسن السعدون..

كانت الاستبدادية الموروثة من السياسة البريطانية والناجمة عنها لاتنفصل الاساس القمعي الذي انطلقت منه مخطوطة بيرسي كوكس والمس بيل والنقيب على الخارطة العراقية حتى هذه اللحظة ازاء هذا التداعي التاريخي والمعنوي فان المشكلة تكمن في معوقات اندماجية العراق بالعالم والزمن المعاصرين فلم تلق اية دولة حديثة التكو ين معضلة في تعيين خارطتها المبكرة بل ان نشاتها البسيطة تصبح عامل نجاح واستقرار نسبيين لحدودها الدولية وضمان فعال لعلاقاتها مع الاخرين الا ان العراق وبكل ثقله التاريخي يتحرك من واقعة الى اخرى متداخلة ومن زمن الى اخر ان يستنفد الزمن السابق في شبكة معقدة ومتطاولة من عدم الاستقرار وغياب الفعل الذاتي المتحرك.
اذن هل يتسنى للمحتل الامريكي الان على وحدة الخارطة العراقية ازاء الظرفية الحديثة او يضيع الامر بارتهانات المصالح الحيوية لدول الجوار والوضع الدولي دون ان يسمح بانهيار الحدود وانقسام الوطن وبالتالي يكتسب المسعى عطاء تاريخيا جديدا يديم الحالة الدائمة ويكرر وقائعها المتشابهة في ايقاع تاريخي منتظم لتخطي الاختراق حسب.
قال احد المراقبين الامريكيين لماذا لاتدعون العراق يتفكك مشيرا الى ترك فتيل القنبلة الجغرافية ينفجر ويحدد الدمج في خارطة الجوار العراقي .. وتبدوعبارة المراقب منطوية على مزيج من التهكم والجزع الذي يعبرعن تورط الامريكيين في العراق اكثر مما يعطي حلا جادا ومقنعا لقضية مركبة.
وهكذا فان الدرس السياسي للاحتلا ل في الو قت الذي يعمل على تحييد خطوط الخارطة ويرجئ وحدة البلاد نحو حلم السيادة الا انه لايحسم المشكلة فمن الممكن ان تر سم او تخطط الحدود من الخارج ولكن من المستحيل الا تبنى دعائمها الاساسية من الداخل وتحول الكيان الروحي الى الوجود التاريخي المتحقق



#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نصفق للديمقراطية؟
- اتصالية الاعلام من حدثية الثقافة-صحيفة الصباح ودار الشؤون ال ...
- الصباح ودار الشؤون الثقافية نموذجين - اتصالية الاعلام من حدث ...
- اصداء ثقافية للعملية الدستورية/المثقفون العراقيون يكتبون الد ...
- صحيفة الصباح العراقية تتحول الى(ناطق) بلسان حكومة الجعفري
- ليس كل ما تتمناه الشعوب تدركه /الأنماء الديمقراطي في العراق
- المشهد العراقي /نمطان من الكتابة
- النظام العربي :خطأ العالم المصحح بإستمرار
- بقيت أسابيع على كتابته/ مثقفو الدستور العراقي ، من المواكبة ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير سلطان - اذا كان العراق ذكرى محتلين