|
ثورات وقت المصائب
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 17:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تقع مصيبة من الحجم الكبير ينتفض الرئيس فتمتد ردة فعله إلى بقية المسئولين والوزراء ورئيس الوزراء والمحافظين، إذا قام الرئيس بزيارات مفاجئة لبعض المنشئات تحدث حالة من الإستنفار الشديد فى محاولة لإخفاء الفساد والموظفين الذين قد يشوهوا ويكشفوا فساد وقصور الرؤسائ فى أداء واجبهم، وإذا نزل رئيس الوزراء إلى الشارع ليشاهد حالة المنشئات الصناعية والصحية ويكتشف نفس القصور والتراخى ولإهمال وإنعدام الضمير الذى وصل إلى معهد القلب الوحيد فى مصر، رغم صور التقوى التى يحاول المسئولين خداع رئيس الوزراء بها والتغطية على سوء الخدمات وعدم قدرة معهد القلب والعاملين فيه على تلبية أحتياجات المواطنين، ونسأل: ما هو عمل وزير الصحة منذ أستلامه وطيفته الحكومية؟ أليس التعرف على أحوال المستشفيات الحكومية والخاصة وكيفية العمل فيها وأوجه القصور والخلل وسرعة البت فى إصلاحها؟ أم أنه عمله هو المقابلات الرسمية والجلوس على كرسى الوزير والتمتع بالكمبيوتر الجديد والتواصل مع رسائل المهنئين والمهنئات؟ وبالطبع هذا الكلام ينطبق على بقية الوزراء وللأسف لا يوجد وزير يعتقد ويؤمن أنه موظف حكومى يخدم أسرته وشعبه ووطنه مثله مثل بقية موظفى الدولة الذين يجب عليهم العمل الجاد للإرتقاء بالدولة والمجتمع المصرى أو أى مجتمع آخر.
إن المجتمع المصرى خاصة كمثال كبير نظراً لعدد السكان أمامه تحديات أستراتيجية تتمثل فى توفير الحماية الأمنية لجميع أفراد المجتمع والمنشئات الأقتصادية حتى تقوم بدورها فى نهضة الدولة والدخول إلى حالة الإنتعاش الإقتصادى الذى يعود بنتائجه على أفراد المجتمع، بإنتعاش الحالة المعيشية وخفض نسبة البطالة والمساهمة الجدية فى مشاريع الدول الوطنية لتحقيق نهضة لمستقبل أفضل، أما الحالة الإجتماعية للمجتمع العربى والمصرى خاصة فإنها تعيش حالة متردية فى الأخلاق وعدم الحرص على سلامة وأمن المجتمع وعدم الإلتزام بمواعيد العمل ومحاولات الهروب وكيف يستطيع الموظف أو العامل أن ينجح فى العمل لساعات قليلة يقضيها فى التسلية أو إيقاف العمل وأمامه عشرات المواطنين ينتظرون أن يأتى عليهم الدور لقضاء حاجتهم ومصلحتهم التى جاءوا من أجلها، وحجة الموظف أنه حان وقت الصلاة وهذه خدعة كبيرة يخدع بها نفسه وإلهه ودولته، فالموظف تدفع له الدولة مرتبه أو أجره مقابل قيامه بساعات عمل محددة عليه الإلتزام بها، والصلاة ليست عملاً يخص المواطنين أو الدولة بل هو فرض أو طقس خاص بكل موظف وكل عامل له صفة الخصوصية، وإيقاف العمل من أجل الصلاة هى عملية سرقة شرعنها العامل والموظف لخدمة نفسه على حساب وقت المواطنين وساعات عمل المؤسسة التى يعمل فيها.
دعوة الرئيس السيسى لثورة دينية قد يكون لها جوانبها المطلوبة لتعديل أساليب ووسائل العمل فى مؤسسات الأزهر وبقية المؤسسات الدينية، لكن الحقيقة ان المجتمع يحتاج لثورة إجتماعية تعيد الحقوق والواجبات إلى مكانها الطبيعى وإلتزام الدولة قبل المواطن بتطبيقها، وتفعيل دور القانون فى محاسبة الخارج على واجباته ويحاول سلب حقوق الآخرين والأعتداء على حرياتهم وترويع المجتمع، الحالة الإجتماعية معناها إيمان المواطن بدوره الفعال فى دفع المجتمع بالخروج من حالات البؤس والفقر وسوء الأخلاقيات والألفاظ السوقية الغير مهذبة، التى تمثل إعتداء على خصوصية المواطنين وأستعمال الحرية فى أماكنها غير المناسبة وعليه يجب تطبيق القانون، إذا تعلم وتربى كل طفل وشاب ومواطن على إحترام القوانين المجتمعية التى هى قوانين وآداب أخلاقية موجودة داخل كل إنسان، لكنه يقوم بإجهاضها تحت مسميات كثيرة منها: الناس كلهم بيعملوا كده.. الموظفين كلهم بيزوغوا" بيهربوا" من أماكن العمل.. أنا لم ألعن أو أسب أو أتهم غيرى بالكفر أو أنزل فى مظاهرات تخرب وتحرق فى الشارع والقرية والمدينة والجامعة اللى عايش فيها بمزاجى، لا لا دا ربنا هو اللى قال كده وأنا لم آتى بشئ من عندى!! حتى أذهب وأسأل الإمام يوم الجمعة وهو سيؤكد لك كلامى!!!
هذه تصرفات وسلوكيات إجتماعية يتم وضع أسباب زائفة حتى يبرئ المواطن نفسه من أى إحساس بتأنيب الضمير أو أنه أرتكب خطأ، ومن هنا فالمجتمع المصرى لا يحتاج إلى ثورة دينية بقدر إحتياجه إلى ثورة أخلاقية إجتماعية تعيد للمجتمع صفاته المصرية الأصلية والأصيلة ذات النكهة الحضارية، ثورة إجتماعية تعيد وتعطى حق الدولة ومؤسساتها فى محاسبة كل مواطن على مسئولياته نحو نفسه وأسرته ومؤسسات العمل ونحو بقية أفراد مجتمعه، مسئوليته فى أحترام الغير وعدم الاعتداء عليه والتحلى والتمسك بالأخلاق والآداب المصرية التى أشتهر بها مجتمعنا الإنسانى المصرى.
هل يراجع كل مصرى وكل عربى نفسه ولا يرتد إلى الوراء بأفكاره وأعماله وسلوكياته؟ هل يستعيد المواطن حبه لوطنه ومجتمعه والعمل يداً واحدة مع أخوته فى المجتمع ليصنعوا إزدهار الوطن ومستقبل أفضل لأبناءهم؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة الدولة فى الشيخ زويد
-
ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين
-
إرهاب الأصولية الإسلامية
-
إختفاء رجل المهام الصعبة
-
الإجرام يسقط من السماء
-
الموت تربية وتعليم
-
علماء الإسلام بلا سلطان
-
الفشل فى إستنزاف الإرهاب
-
الخارجون على القانون
-
الدين سبب التخلف والتقدم
-
ترخيص الحرية والعنصرية
-
نفى الإرهاب عن داعش
-
العجز أمام داعش وشارلى
-
شارلى فجور مرفوض
-
لستم شارلى يا عرب
-
أنا شارلى سعودى
-
مهزلة العدل والتكفير
-
العام الجديد والحضور الجاهلى
-
العثمانى الجديد
-
الجزيرة مباشر إلى الجحيم
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|