أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4















المزيد.....


عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 16:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقاش فيسبوكي على هامش حوار أجرته صحيفة السفير اللبنانية مع المفكروالشاعرالسوري أدونيس.. هذا رابطه:http://assafir.com/Article/426167


خليل قمر:
سلام استاذي...اشكرك كثيرا لكنك لم تعطني النصوص القرءانية او النبوية التي تمنع حرية الابداع و الفكر و البحث العلمي و خدمة الانسانية و السعي نحو التطور......؟
الطيب صالح طهوري:
المتأمل في فكر مختلف الحركات الإسلامية ـ أحزابا وفرقا ومذاهب - قديما وحديثا ، يجد أنها تتناقض في الكثير من المواقف والرؤى ، وأن كل حركة منها تجد ما تبرر به ما تتبناه من القرآن أو السنة.. الفرقة التي تتبنى حرية الاعتقاد تبرر تبنيها ذاك بالآية ( لا إكراه في الدين)..التي تتبنى نقيضها تستعمل الآية (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) أوالحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري ومسلم..وهكذا..وهو ما يعني أن الموقف من حرية الإبداع والتفكير والاعتقاد يخضع أساسا للجهة التي توظف الإسلام سياسيا أو ثقافيا أو اجتماعيا..لنأخذ هذه الأمثلة كعينات:
- هل يسمح المسلمون للمسلم بان يرتد ، فيصير ملحدا أو يتبنى دينا آخر كالمسيحية مثلا؟..عموم المسلمين ومختلف حركاتهم لا تسمح بذلك..يجد المرتد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التوبة أو القتل، رغم أن هناك آية تقول (من شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر)، أي من كان غير مؤمن له كل الحق في أن يؤمن ويدخل الإسلام،ومن كان مؤمنا أي مسلما له كل الحق أيضا في أن يكفر..يمكن لفرقة إسلامية ما أن تتبنى هذا التفسير فتعطي الحق للمسلم في أن يصير غير مسلم..في المقابل، الفرقة التي لا تقبل ذلك تعطي تفسيرا آخر، تستعمل آية أخرى (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)،بمعنى أن من شاء الله له الإيمان آمن ومن شاء له الكفر كفر،وهو ما يعني أن الأمر لا علاقة له بمشيئة الشخص في الخروج من الإسلام، بل هي لله.. هنا نجد أنفسنا أمام إشكال كبير..سترد الفرقة التي تتبنى الرأي الأول على التي تتبنى الرأي الثاني بالقول: إذا كان الله هو من كتب الكفر على من يصفه المسلمون بالمرتد ، فلماذا يتوعده بعذاب جهنم والخلود فيها؟ لماذا وهو المسؤول عن كفره؟..تجيب الثانية: أستغفر الله..الله هو من شاء كفر ذلك الشخص وشاء عقابه أيضا، وهو أدرى بما يفعل، وليس في مقدورنا أن نناقشه فيما قضاه وقدره، ما نحن إلا بشر ضعفاء أمامه، وعبيد له..وليس أمامنا سوى طاعته والالتزام بأوامره ونواهيه..لكن، ماذا لو طرحها غير المسلم أصلا والذي يريد من المسلمين الذين هم مطالبون بنشر الإسلام أن يُقنعوه بعدالة ذلك الحكم( قتل المرتد)..والآية تقول: (وجادلهم بالتي هي أحسن )..بماذا يجيب المسلمون، خاصة ونحن في عصر حقوق الإنسان؟ ..
- حرية نقد الدين ( الإسلام)..المسلمون عموما وبمختلف مذاهبهم وفرقهم وأحزابهم يرفضون نقد الإسلام( كتابا وسنة)..يعتبرون ذلك مسا بمقدساتهم، لا يجوز التسامح معه أبدا..لا بأس..ماذا لو أبدا أحد المسلمين رأيا مخالفا لما هومعلوم بالدين بالضرورة (كما يتفق عليه رجال الدين المسلمون )، وقال مثلا بان القرآن منتج ثقافي،بمعنى أنه نزل متماشيا وظروف وثقافة مرحلة نزوله البسيطة، وأنه علينا في واقع اليوم أن نبحث بأنفسنا ونجتهد لإيجاد أحكام تتماشى وظروف وثقافة واقعنا المعقد ،وأن الكثير من الأحكام التي وردت في القرآن أو السنة قد تجاوزها الزمن ،وأعطى مثالا عن الميراث ( للذكر مثل حظ الأنثيين)، قائلا: إن توزيع الميراث بين الأخت وأخيها بتلك الطريقة تماشى ومرحلة لم تكن المرأة تعمل فيها ، بينما هي الآن عاملة مثلها مثل أخيها، وقد يكون أخوها غير عامل ، وهي تساهم في بناء البيت ومصروفه، فكيف إذن لا تتساوى مع أخيها في حصة الميراث من البيت الذي تركه أبوها بعد موته؟..وربما تكون غير متزوجة بعد؟ ودافع عن حريته بالآية( وجادلهم بالتي هي أحسن)؟، وطالب من ثمة بان يجادل بدل أن يكفر ويهدر دمه؟..حتى الآن لا يسمح بذلك أبدا أبدا..
– لم يحرم الإسلام الرق..الرسول والخلفاء امتلكوا العبيد والجواري..استمر امتلاك العبيد والجواري حتى عهود متأخرة من تاريخ المسلمين ، ولم تنته العبودية بشكل رسمي في بعض الدول المسلمة كالسعودية وموريطانيا إلا بعد ضغوط منظمات حقوق الإنسان..ماذا لو طالب مسلم ما بوجوب أن يصدر فقهاؤنا فتوى تحرم العبودية ،وجعل تلك الفتوى حكما شرعيا من أحكام الإسلام، تماشيا مع تطور وعي الناس وحقوقهم ، واحتراما للذات الإنسانية عموما..؟..
– التماثيل التي حطمتها طالبان في أفغانستان ، او تحطمها اليوم داعش في سوريا والعراق إبداع بشري تحرص الشعوب المتحضرة على حمايته والمحافظة عليه..ما موقف المسلمين مما فعله وتفعله الحركتان؟..داعش وطالبان ومن والاهما سيقولون جميعا بأننا نطبق سنة رسولنا محمد..عندما دخا محمد مكة حطم أصنامها ،وهو القائل: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي)
رافضوا ما فعلته وتفعله الحركتان يقولون: حطم الرسول تماثيل مكة لأنها كانت تعبد أولا، وخوفا من إمكانية العودة إلى عبادتها ثانيا ، في طروف ومتغيرات ما..أما اليوم فلا أحد يتصور إمكانية عبادتها..
ترد داعش والطالبان ومن والاهما:هذا تفسيركم أنتم،أما نحن فلا يهمنا كل ذلك، ما يهمنا فقط هو ان الرسول قد حطمها ، وكان من الممكن أن يتركها دون أن يعود أي احد من أهل مكة إلى عبادتها مادام الله و قد هداهم إلى الإسلام، وحتى – فرضا - لو عاد البعض إلى عبادة الأوثان ، او دخلوا الإسلام منافقين فما الذي يمنعهم من صناعة تماثيل أخرى يعبدونها في منازلهم سرا، وربما علنا إذا ما حدث وامتلكوا القوة التي تسمح لهم بذلك، وهو ما يعني انه يرفض وجود التماثيل أصلا..
– يسعى المسلمون إلى نشر دينهم في كل مناطق العالم، ويحرصون، حيث يتواجدون، على بناء مساجدهم..ترى، هل يقبل المسلمون في بلدانهم المسلمة للمسيحيين واليهود والبوذيين مثلا ببناء بالدعوة إلى دياناتهم وبناء دور عباداتها، قياسا على ما يقع في المجتمعات العلمانية؟..
يمكن لبعض المسلمين أن يقولوا: يمكن ذلك..في كل بلد عربي إسلامي يتواجد اصحاب تلك الديانات، ومن حقهم ان تكون لهم دور عبادة يؤدون فيها شعائرهم..ومن حقهم ان يدعوا الناس إلى دياناتهم، وعلينا نحن المسلمين أن نجادلهم بالتي هي أحسن ونعمل على إبراز مدى تهافت دياناتهم تلك بالدليل والبرهان حتى نبعد الناس عن التأثر بهم،ونبرهن لهم أن ديننا أرقى من دياناتهم ، وانه الدين الحق..بغير ذلك نبرهن لهم على أننا عاجزون أمامهم وديننا ضعيف أمام دياناتهم لهذا نلجأ إلى طريقة رفض السماح لهم بالدعوة في بلداننا وبناء دور عباداتهم فيها..
الرافضون لذلك يردون : العامة لا تمتلك القدرة على الجدل ، لاتعرف دينها وديانات الآخرين بالشكل الذي يجعلها تجادل وتفحم ، وهي بذلك سهلة التأثر والسقوط في براثن أصحاب تلك الديانات من الدعاة الذين يكونون غالبا مهيئين أنفسهم جيدا للجدل وطرق الإقناع..إلخ..ونحن ملزمون بحماية مجتمعاتنا من إمكانية أن تتزعزع وحدتها الدينية وتدخل عالم الفتن الدينية، كفانا ما نحن عليه من فتن مذهبية..إلخ..
القابلون يمكنهم مواصلة الدفاع عن موقفهم: في الدول العلمانية تتعدد الديانات، ولا فتنة هناك..كلهم يتعايشون مع بعضهم في إطار الاحترام والالتزام بالقوانين التي تسير شؤون حياتهم..فلماذا لا نتوقع أن يكون الأمر في بلداننا مثلما هو عندهم ؟..
وهنا يجيب الرافضون: هم فرقوا بين دينهم ودنياهم، لم يعد الدين عندهم مؤثرا في حياتهم السياسية والاجتماعية.. نحن نؤمن بأن ديننا هو كل حياتنا، لا يمكن الفصل بينه وبين شؤوننا الدنيوية في السياسة والاجتماع ، لهذا تمثل التعددية الدينية خطرا على ديننا ، حيث يمكنها أن تؤدي في النهاية إلى المطالبة بفصل الدين عن السياسة ، واعتبار الدين قضية شخصية تتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه، ليس إلا..وهكذا ..
– يمكننا طرح قضية زواج المسلمة من غير المسلم..عموم المسلمين لا يقبلون بزواج المسلمة من غير المسلم إلا إذا أسلم من يريد الزواج بها..يمكن لبعض المسلمين أن يطالبوا بإجازة ذلك الزواج.. يمكنهم تبرير تلك المطالبة..يمكن للرافضن أن يقدموا مبرراتهم أيضا..
هذه الأفكار وغيرها طرح البعض منها..مؤكد أن قضايا وأفكارا أخرى ستطرح وسوف تطرح..و..حتما سيأتي أو سوف يأتي اليوم الذي نرى فيه المجتمع الإسلامي وقد قبل الكثير منها تبعا لتطور وعيه واستجابة لتغير ظروفه ( إذا تطور وعيه فعلا)..
قبل عقود قليلة كان تولي المرأة منصب القضاء أو الرئاسة أمرا محرما..هو الآن مقبول..كان تنظيم النسل مرفوضا من قبل الفقهاء والأئمة ..صار الآن مقبولا..حاجات الناس وظروفهم وارتقاء وعيهم هي ما أوصلتهم إلى كل ذلك..بالتأكيد ستوصلهم وسوف توصلهم مستقبلا ..
خليل قمر:
هل كل تلك السلبيات التي تحدثت عنها في العصر العباسي امرهم بها الاسلام ..ام انها مخالفة للاسلام....طبعا هم استغلوا الاسلام ...وهذا الاستغلال راجع الى جهل العوام وسرعة تأثرهم بكل ما يغلف لهم بغلاف ديني دون التاكد من صحة مرجعيته وثبوته.....اما عن الحرية الجنسية التي يقننها الغرب....عندنا نحن الجنس غريزة طبيعية وتمارس في اطار علاقات شرعية ...لتجنب الاثار الاجتماعية الناتجة عن الفوضى الجنسية - كالايدز..و الابناء غير شرعيين....و الخيانة الزوجية ..وغير ذلك- صحيح ان كل واحد يملك جسده وحر في جسده ...لكن يجب ان يتصرف في جسده تصرفا لا يضر به هو اولا و لا يضر بمجتمعه ايضا تماما كما لو كنت املك سيارة...فالسيارة ملكي فهل يحق لي ان اتصرف بها كيف اشاء وفي اي وقت اشاء ام ان هناك قوانين تنظم تصرفاتي في ملكياتي بما فيها جسدي.- هم لهم مفهوم لحرية التصرف في الجسد ونحن لنا مفهومنا وليس بالضرورة ان نقلدهم فيه...- و الشيئ الذي او التنبيه اليه هو : ان المسلمين طبعل يعانون من تخلف شديد وطغيان الجهل و العقل و الحكمة وقلة المطالعة...لكن تحليلي يرجع كل هذا الى شيئ..وهو البعد عن الدين الاسلامي الحقيقي..او اساءة فهمه واستخدامه- تماما كما هم يسيؤون استخدام بعض المنتجات و المفاهيم الغربية والاستعمال السلبي للبحوث و النتجات العلمية- اتفق معك في هذا ولا نختلف ابدا لكننا نفترق في نقطة وهي حول المرجعية و الايديولوجية الاصلاحية...انت ترى ضرورة فصل الدين عن الدولة او اخراجه من التفكير اصلا وذلك لست ادري سببه ربما لقلة فهمك واطلاعك على الدين او شيئ اخر....وانا ارى ان الدين الاسلامي بايديوليجياته وقواعده الكبرى واصوله- اذ ان الفروع يكون فيها خلاف ...لكن خلاف تنوع لا خلاف تضاد - هو المنقذ لكل العالم و ماسي البشرية الحالية وليس طريقا للنهوض بالمسلمين فحسب...زما اطلبه منك يا استاذ هو النقاش في ءايات او احاذيث نبوية تراها انت اشكالا في طريق الحداثة الاسلامية ...اما عن المسلمين الحاليين وطريقتهم المنحرفة و السطحية في فهم الدين فنحن متفقون على هذا مئة بالمئة ...فارجو المناقشة في الاصول اولا ثم ننزل الى تطبيقات ادعياء التباع ثانيا ...ولك كل شكري وتحياتي استاذي الكريم
الطيب صالح طهوري:
1- في تعليق سابق لك اعتبرت العصر العباسي عصرا إسلاميا يقتخر به المسلمون..وها أنت ذا تعتبر الممارسات التي تميز بها العباسيون سلطة وشعبا خارجة عن الإسلام..وأنها استغلال للإسلام يعود إلى جهل العوام وسرعة تأثرهم بكل ما يغلف لهم بالدين دون التأكد من صحته ومرجعيته..حسنا، لنفترض أن كلامك صحيح، ما الذي يمنع استغلاله اليوم أيضا؟..واقع الحال يقول إن الدين ما زال يُستغل ، وربما بشكل أكبر بكثير مما كانت عليه الحال آنذاك..القاعدة، داعش، السعودية، مختلف الأحزاب الدينية..السنة والشيعة..إلخ..إلخ..والسؤال: من هو المخول يل ترى لإثبات صحة ممارسات كل تلك الأطراف أو خطئها إسلاميا؟ من هو ، ونحن نعرف جميعا ان الفقهاء والمتكلمين باسم الدين والمنصبين أنفسهم أوصياء عليه يختلفون إلى حد تكفير بعضهم البعض أحيانا؟..
2- الغرب يفتح مجال الحرية الجنسية، يقننها..هذه الحرية يرفضها الإسلام..لا بأس..عللت رفض الإسلام لها نتيجة ما تؤدي إليه من أمراض تضر بالمجتمع كالإيدز والأبناء غير الشرعيين والخيانة الزوجية..لا بأس أيضا..أوجد الغرب الحل ..قنن لتلك الممارسة الحرة،أوجد وسائل الوقاية التي تحمي الممارس من تلك الأمراض بشكل كبير..وتحمي الأنثى الممارسة من الحمل أيضا..إلا إذا أرادت أن تحمل لسبب أو لآخر..بالتأكيد ، لم يصل الغرب إلى الكمال في هذا المجال..لكنه يفكر ويعمل لتحسين أو ضاع تلك الممارسة أكثر..الكثبر من الشباب لا يتزوجون لسبب أو لآخر يندمجون في تلك الممارسة الجنسية الحرة، ولاخيانة لهم هنا لزوجاتهم، لنهم غير متزوجين أصلا..عندنا نحن العرب المسلمين أيضا تلك الممارسات الجنسية، لكنها ليست مقننة، ولا مراقبة طبية لها ، ولا حماية مما ذكرته من تلك الأمراض..تلك الممارسة غير المقننة وغير المحمية تتواجد في مختلف الأحياء الشعبية في البيوت السرية، لعامة الناس، خاصة الشباب منهم..أبناء الأغنياء يمارسونها في الفنادق أو البيوت الخاصة ..ستقول حتما بأن ممارستها عندنا لا علاقة لها بالإسلام..وهنا يطرح السؤال: الكثير من شبابنا ليست لهم القدرة على الزواج، لاسكن، لا عمل..الزواج مسؤولية كبيرة..وغريزتهم الجنسية لا بد أن تشبع( ذكورا وإناثا)..ماذا يفعلون؟ ..الأغنياء بإمكانهم ان يتزوجوا مثنى وثلاث ورباع ( الإسلام يسمح لهم بذلك)..ماذا يفعل غير القادرين على الزوج؟..المسلمون قديما حلوا المشكلة الجنسية للذكر بالإماء، شراء من سوق العبيد، أوسبيا في الحروب..المرأة لم يكن لها حل..لها بعض الفرص في زواج المتعة إن لم تكن متزوجة..إذا كانت متزوجة وزوجها بعيد عنها لا تستطيع الانخراط في زواج المتعة.. زواج المتعة متاح لزوجها..وله الإماء حيث كان..تم التخلي فيما بعد عن زواج المتعة بالنسبة للسنة، لكنه بقي بالنسبة للشيعة.. ماذا يفعل شباب اليوم؟..هل يصومون ؟..وإلى سنوات طويلة؟..هل يعوض الصيام عن إشباع الغريزة الجنسية التي هي غريزة أساية في الإنسان؟..أمر آخر لابد من الإشارة إليه..إشباع الغريزة الجنسية في الغرب ودون أي شعور بالخوف أراح الناس جنسيا وجعل عقولهم تبدع أكثر..الحرمان الجنسي الذي يعاني منه شبابنا ،والخوف الذي يشعرون به عندما تتاح لهم فرصة ممارسته جعل عقولهم أكثر ميلا إلى التفكير المستمر فيه،وجعل مجتمعاتنا العربية من بين الشعوب الأولى في العالم تعلقا بالمواقع الإباحية، في عالم النات، وتحرشا بالإناث في الشارع..ما الحل يا ترى؟..ما الحل؟..
3- ترجع ما نحن عليه وفيه من تخلف وسلوكات سلبية وجهل إلى ابتعادنا عن الإسلام الصحيح..لا بأس..ما هو الإسلام الصحيح؟..من له الحق في ان يقول هذا هو الإسلام الصحيح؟..من أعطاه ذلك الحق، خاصة والمسلمون يقولون: لا رجل دين في الإسلام؟..لقد اتفقنا بعد نقاش طويل أنا وأنت على أن الإسلام في الواقع فهوم..فاي فهم هوالإسلام الصحيح؟..هل هو فهم علي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري مثلا أم فهم عثمان بن عفان ومعاوبة بن أبي سفيان؟..هل هو فهم الشيعة أم السنة؟..هل هو فهم المعتزلة أم فهم مخالفيهم؟..هل هو فهم القاعدة وداعش أم فهم الإخوان المسلمين؟..هل..وهل..إلخ..
واقع الحال يقول بان العرب المسلمين لم يبتعدوا أبدا عن إسلامهم..إنهم من أكثر المجتمعات تدينا في هذا العالم..فقهاؤهم بالآلاف..وأئمتهم أيضا..ودروس الوعظ والإرشاد وقراءة القرآن وحفظ الأحاديث لا تتوقف..والأدعية لا حد لها..والمساجد في كل الأحياء والقرى..هم غارقون في الدين من أخماص أقدامهم حتى شعور رؤوسهم صلاة وصياما وحجا وعمرات..وذكرا وتسبيحا..سبب ما هم عليه لا يعود إلى ابتعادهم عن دينهم أبدا أبدا..السبب ثقافي في الأساس..غياب بناء العقل الواعي المسؤول..هيمنة عقلية الريع على اذهانهم..إرجاع كل ما يحدث لهم أفرادا وجماعات إلى القضاء والقدر..رفع أيديهم باستمرار إلى السماء وانتظار حل ماهم فيه من مآس ،بدل تشغيل عقولهم..الاتكالية التي تسيطر على نفوسهم..سيطرة فقهاء الماضي على تفكيرهم..قال الفقيه الفلاني..قال الفقيه الاخر..النظر إلى المستقبل بأقفيتهم بدل عيونهم..البحث عن حلول مشاكلهم لدى الأسلاف بدل البحث عنها في الحاضر بتفكيرهم وإرادتهم..إلخ..إلخ..




#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 3
- مجتمع القطيع
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة
- نعمة
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم
- بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..
- بين منظومتنا التربوية ومنظومتنا الدينية
- عاصفة الأخضر حامينا إلى أين؟
- بعيدة محطة القطار
- أيها الماضي الضابح، إرحل
- احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا
- لاهوية لي إلا الإنسان
- فأس الصمت تحفر قلبه
- البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟
- أضرحة تفتح فاه الصحراء
- من انا؟
- كيف يستعيد الوفاءَ إنسانُ حاضرنا العربي؟
- الموت
- احجار الغيم..صهيل النار
- رأي في أضحية العيد


المزيد.....




- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...
- فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4