أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - لعبة المحيبس .. وسيلة لتحقيق المصالحة














المزيد.....

لعبة المحيبس .. وسيلة لتحقيق المصالحة


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    


المحيبس تلك اللعبة البغدادية الشعبية القديمة التي اعتاد العراقيون على لعبها في ليالي شهر رمضان المبارك ، ولم تكن لعبة المحيبس مجرد لعبة يمارسها الأطفال أو الشباب بل كانت لعبة يمارسها الكبار والوجهاء فهي لعبة تعتمد بالدرجة الأولى على التفرس والقراءة الدقيقة والسليمة لتغيرات الوجوه واختلاجاتها الناتجة عن الارتباك والتوتر ، وهذه العلامات الدقيقة لا يتمكن الصغار من تمييزها وملاحظتها ، والمحيبس ليست لعبة بقدر ما هي تسلية مفيدة بريئة ، برع فيها الكثير من الرجال المتميزين الذين ذاعت شهرتهم في أحياء بغداد المترامية الأطراف ، ولم تكن هذه اللعبة يوما مسألة ربح وخسارة بقدر كونها لعبة توادد وتواصل بين أهالي المدينة الواحدة . ففي ليالي الشهر المبارك وبعد أداء صلاة العشاء ، يهرع الشباب والرجال والصبيان إلى مقاهي الحي التي تهيأ منذ العصر لممارسة هذا الطقس المحبب الأثير لنفوس العراقيين حيث تمتد لعبة المحيبس منذ أول الليل حتى قبيل وقت السحر ، وعادة تكون المباريات بين أحياء مختلفة من أحياء بغداد العديدة ، حيث يذهب رسول من منطقة الأعظمية مثلا إلى منطقة الكاظمية فيدعوهم إلى زيارة الأعظمية مع فريق المحيبس لتنظيم مباراة بين فريقي المنطقتين، فيقوم أهالي الأعظمية بتهيئة مقهى من المقاهي الكبيرة والشهيرة وتحضير واجبات الضيافة من أصناف الحلويات كصواني البقلاوة والزلابية والبرمة وأشهى وأفخر أنواعها ، فتلتئم الحشود المتحمسة من المنطقتين وتستمر اللعبة على أنغام المربع البغدادي والأناشيد الدينية والمقام العراقي ، بقصائد وأغان تعمق المحبة والتآلف والأخوة بين أبناء بغداد ، فتارة يذهب فريق من الأعظمية إلى الكرادة ، وفريق من البياع إلى الكاظمية وفريق من الفضل إلى الكاظمية ، وبالمجمل فإن هذه الطقوس كانت ولا زالت سائدة بين أحياء بغداد على اختلاف مكوناتها وانتماءاتها القومية والدينية والمذهبية ، محققة كعهدها منذ القدم المحبة والأخوة والوئام ، وما أحوجنا اليوم في هذا الوضع الشاذ الغريب إلى توسيع هذه الفعاليات الاجتماعية لتشمل رقعة جغرافية أكبر شأنها شأن مباريات كرة القدم التي يحبها العراقيون ويهتمون بها غاية الاهتمام ، فهي لعبة تمتاز بالتواصل المستمر بالحوارات المحببة والمزاح اللطيف ويتخللها التواصل المستمر بالنظرات والأيدي ، والتشارك في تناول المأكولات الحلوة التي تبعث في النفس مشاعر الصفاء والمرح والاسترخاء ، كيما نتجاوز حالة التوتر المزعجة السائدة في الشارع العراقي بلا موجب ولا داع ، لأن الأخوة القديمة والتاريخية بين المكونات العراقية أكبر من محاولات الأعداء في زرع بذور الفتنة الطائفية والدينية والعرقية بين العراقيين ، وما يحتاجه الشعب العراقي حاليا هو المحاولات المخلصة من أبنائه المخلصين لتقريب وجهات النظر والبحث عن المشتركات بين مكوناته وتكثيف اللقاءات الودية وإحياء العلاقات القديمة وإعادة تأسيسها على مبادئ الأخوة والمحبة ومحاصرة الفتنة ومحاربتها بكل الأسلحة المشروعة والمتاحة ، لأن الهدف نبيل جدا وحيوي وتحقيقه يؤمن ويضمن مصالحة حقيقية مبنية على أسس متينة وصحيحة ، تضمن نشوء علاقات المحبة والوئام ، وهذا هو الذي نرمي إلى تحقيقه عن طريق المبادرة العشائرية لتحقيق المصالحة الوطنية ، فاعملوا يا غيارى العراق بكل جد وإخلاص وعزيمة ، لتحقيق هذا الهدف النبيل فالعراق والعراقيون ، يستحقون منا كل الجهد والتعب فهي رسالة إنسانية ووطنية شريفة تاريخية .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية
- الإعلام سلاح ذو حدين
- الأسرة العراقية 00 التحديات الراهنة
- المرجعيات الدينية والمصالحة الوطنية
- دور الفن في المصالحة الوطنية
- المجتمع الدولي والمصالحة الوطنية
- رمضان المحبة والتصالح والسلام
- سبني 00 فأسبك 00 وفي المساء نلتقي
- تحرير الأنبار وفرصة المصالحة
- الطيبة والمحبة في المجتمع العراقي
- الثقة المتبادلة أساس المصالحة الحقيقية
- الجامعة العربية والمصالحة الوطنية
- إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
- المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين
- التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه
- تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية
- المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
- دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية
- إياك أعني فاسمعي يا جارة
- المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - لعبة المحيبس .. وسيلة لتحقيق المصالحة