القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 00:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
118
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الثامنة عشرة بعد المائة
الشهيد زاهر ألفت
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد
الطاغية المقبور صدام حسين، إستغل العقوبات الدولية (الحصار) التي فرضتها الامم المتحدة، على العراق؛ جراء غزوه دولة الكويت الشقيقة، في معاقبة الشعب العراقي؛ نظير إنتفاضة آذار 1991؛ قاطعا عنه الدواء والغذاء؛ حتى وصلت الشكوى الى سمت السماء.
تصدت مجموعة من التجار المقتدرين، لمساعدة الناس، من خلال بيع الطحين بأسعار معقولة، لم ترضِ تعمد صدام إجاعة الفقراء؛ فلفق لهم تهمة العبث بأسعار السوق، والحقيقة هي انهم حاولوا.. بل بدأوا العمل الفعلي لتخفيض الاسعار التي رفعها الطاغية، بشكل تعجز عنه إمكانات موظف يتقاضى في الشهر الفي دينار، بينما سعر طبقة البيض الواحدة ثلاثة آلاف.
31
جمعتهم مفارزه الأمنية من الأسواق وأبرزها "الشورجة" جرجرتهم الى معتقلات مجهولة،... لاهم ولا منتسبو تلك المفارز يعرفون ما هي الجريمة.
ومن بين هؤلاء التجار الشرفاء الذين غالهم صدام إعداما، الشهيد زاهر رشيد حسين ألفت، ذو الواحدة وثلاثين سنة، عاشها معتدا برفعة كرامته، يعطف على الفقراء مشفاقا.. يقي المعوزين فاقة الحاجة.
1961
ولد الشهيد ألفت، العام 1961 وإستشهد في 1992 من مواليد الكاظمية، يحمل شهادة الدبلوم، في زمن لم يبق فيه أميو حزب "البعث" المتسلط على رقاب العراقيين، قيمة للعلم والشهادات والوعي والثقافة.
كلما لقوا متعلما او مثقفا إتخذوه هزأة يسخرون منه، ثأرا لجهلهم، وهم الاقوى بشريعة غابتهم التي حلت يوم 17 تموز 1968، تبسط وحشيتها على مفاصل الحياة كافة.
عمل كاسبا، وبألمعية العقل المتمكن، ناجحاً في التجارة، من دون ان يخترق حدود الله.. شريفا نزيها بنظافة يد، لا تناسب جوق الحرامية المجرمين من حوله.
حراب
تلاقفته ومن معه، حراب جهاز الامن الخاص بالطاغية، يعذبونهم، من دون سبب، وقدموهم لمحاكمة تبلغ حد النكتة في فيلم كوميدي فج؛ إذ يشير القاضي.. من دون معرفة القضية.. "ابو القميص المخطط ومن حوله.. إعدام شنقا، وأبو التشيرت الاخضر ومن يليه بالرصاص" فيما يؤجل الحكم على الباقين؛ كي يعدموا في جلسة مقبلة؛ لأنه تلقى التعليمات، بإعدام كل من يحالون للمحكمة هذه المدة!
إستزلام
دمار مركّب ضعفا، ألحقه بالعراق؛ لم يكفهِ الخراب الذي نتج عن حروب هوجاء، إنما دمر القيم المثلى، مستزلما القضاة، ومدجنا القانون لتصفية حساباته ضد شعبه.
شملت المحكمة الشهيد زاهر بالاعدام شنقا، من دون ان تنطوي صفحته؛ لأن كل أم أشبعت أولادها في زمن عزت فيه اللقمة، ما زالت تقرأ الفاتحة على روحه؛ فالمسغبة إختبار حي لرجولة الشجعان وكرم الكرماء، متداخلان كما يقول البغداديون: "الكرم شجاعة".
معروف
ولكي يتعظ به الآخرون، متحاشين تقديم يد العون للمحتاجين؛ ظلت الاجهزة القمعية تلاحق عائلته.. تنغص حياتهم، بالمتابعات والاستدعاءات المستمرة؛ بغية قطع سبيل المعروف.
وظل فضل الشهيد ألفت فاتحة تشرع رحمتها على أرواح المؤمنين.
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟