أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ملاحظة حول المبادرة الروسية














المزيد.....

ملاحظة حول المبادرة الروسية


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحراك السياسي على مستوى الأزمة السورية محكوم بعوامل ومصالح إقليمية ودولية ، لكن العامل الاكثر تحكما بطبيعة هذا الحراك هو الميدان وموازين القوى على الارض. والقيادة السورية ليست بيدقا في لعبة التوازنات الإقليمية والدولية، وأي اتفاق او مبادرة للاتفاق مع الأطراف المعتدية على سورية لن تكون في صالح سورية ان لم تكن مشروطة بشكل واضح وصريح بوقف العدوان . فهل ستنجح روسيا بالتوصل الى مثل هكذا اتفاق؟ 
اعداء سورية المباشرين  في هذه المرحلة هم من يمارس الارهاب ومن يدعمه وهذا يشمل اسرائيل والحكام في كل من السعودية ، تركيا ، الأردن ، قطر وفريق 14 آذار مع وليد جنبلاط ، كل هؤلاء لديهم طابور خامس في الداخل السوري يضم في صفوفه من داعش وحتى الاخوان اضافة الى نخب موالية لأطراف العدوان. وليس خفيا ان غرفة عمان التي تضم السعودي والقطري والاردني تدار من قبل المخابرات الامريكية والإسرائيلية مباشرة او بواسطة مقاولها الامني - مخابرات البلد المضيف. والارهاب لا يعني داعش فقط وانما القاعدة بكل مسمياتها مثل النصرة وجيش الفتح وجند الشام وغيرها. ومن الطبيعي ان تكون هناك اهداف ومصالح لكل مركب من مركبات العدوان على حدة، لكن هناك هدف ومصلحة مشتركة للجميع بكسر وتفكيك محور سورية وإيران والمقاومة. وسورية ليست مجرد جزء من هذا المحور وانما هي المفتاح لتصدعه او تماسكه على السواء. وتقسيم سورية لكانتونات هو الأداة الرئيسية لتحقيق الهدف المشار اليه.
هذا التقسيم لا يعني فقط تفكيك المحور الممانع وانما يلحق ضررا بالغا للامن القومي الروسي 
 خاصة من جهة الوجود البحري الروسي في المنطقة، اضافة الى اهمية سورية الموحدة والقوية والمناهضة للمشروع الامريكي، ما يعني ان هناك تقاطعا في المصالح الجيوسياسية بين البلدين. واذا كانت روسيا قد "باعت" اليمن من اجل الانفراج في العلاقات مع السعودية تجاريا ، فان حساباتها السياسية من حيث الرهان تعميق الشرخ، ان وجد مع امريكا، لصالح تعزيز تأثيرها ومكانتها في الشرق الاوسط ضمن لعبة التوازنات الدولية، انها حسابات خاطئة لان الولايات المتحدة تتحكم ليس فقط في ثروات الخليج من خلال شركاتها ووكلائها، وانما تتحكم أيضاً بامنها الوطني والاقليمي من خلال وجودها المحكم والكثيف على الاراضي السعودية والخليجية بشكل عام. 
رغم اهمية الانفراج الاقتصادي وعلاقاتها التجارية الآخذة بالاتساع مع السعودية والتي كان آخرها إبرام ستة عقود بقيمة 12 مليار دولار من ضمنها مفاعل نووي، فان روسيا لن توافق على تقسيم سورية التي تشكل وحدتها عاملا رئيسا في تعزيز النفوذ الروسي على المستوى الاستراتيجي الامني تحديدا والذي يعتبر من أولوياتها في الشرق الاوسط ، على عكس اليمن التي لا تتمتع فيها روسيا بنفس النفوذ ، لذلك دخلت في عملية مقايضة مع السعودية . لا شك ان هذه المقايضة المثيرة للامتعاض من الصعب وليس متوقعا ان تحدث في الحالة السورية للأسباب المذكورة.
واذا كان عنوان المبادرة الروسية محاربة الارهاب ، واذا افترضنا ان هناك حيزا ما للنوايا الحسنة في السياسات الدولية ، فانه لايمكن الافتراض بوجود نوايا حسنة لدى مركبات المعسكر المعادي لسورية الذي دعم الارهاب وما زال ولن تساهم القوة العربية المشتركة من اجل محاربة داعش كما اعلن مؤخرا الامين العام للجامعة العربية في القضاء عليه ، لان معظم الدول المشاركة في هذه القوة القوى التكفيرية بمسمياتها المختلفة معتبرة اياها معتدلة. وان تعاطى هذا المعسكر مع المبادرة السورية فانه يفعل ذلك من منطلقاته الرامية الى تقسيم البلد وضرب المحور السوري الايراني. لذلك فان هذه المبادرة سوف تصطدم بسيل من التعقيدات لا اول لها ولا اخر حتى لو تعاطت سورية معها إيجابيا على المستوى الدبلوماسي. وسوف تشهد المنطقة مزيدا من المبادرات وتحديدا كلما طرا تطور جدي في ميادين القتال. 
المنطق السليم والاكثر فائدة بالنسبة لسورية والقيادة السورية بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري والمقاومة في صد "عاصفة الجنوب " ومعارك القلمون قبل ذلك ، هو السعي الحثيث لابرام حوار وتسوية سورية-سورية اولا مع كل المناهضين للمؤامرة الهادفة الى تقسيم الوطن، على اساس الاصلاح السياسي والاقتصادي من اجل الحفاظ على الوطن والتأسيس لانتصاره على الارهاب ومن يقف خلفه.   
 نعتقد ان روسيا تعلم علم اليقين ان مبادرتها لن يكتب لها النجاح دون تراجع المعتدين عن هدف تقسيم سورية.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل والاتفاق النووي
- ملاحظات حول تطوير نظرية التطور
- الفكرة القومية على ضوء المؤتمر القومي العربي الاخير
- القمة الخليجية الامريكية باختصار شديد
- فكرة للنقاش : نحو مرجعية جامعة للشعب الفلسطيني
- ملاحظات حول العلاقة بين الدين والعلم
- ايران والمخطط السعودي الاسرائيلي لمذهبة الصراع
- اسرائيل وامريكا استراتيجيات متداخلة ادواتها عرب الاعتدال
- العدوان على اليمن حرب بالوكالة
- حول الاستراتيجية الامريكية في ضوء القطبية المتعددة
- حول تشكل حضارة كلانية
- رسالة مفتوحة الى رئيس البيت الابيض
- البصرة بين العمالة والحماقة
- ثلاث سيناريوهات مفترضة لاحداث البصرة
- الحوار الإيراني الأمريكي والأمن المصنوع في العراق
- عنتريات السيد الرئيس - احمدي نجاد-
- صراع كاذب يدور بين إيرانيين
- استراتيجية بوش ، خلط الزيت بالماء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ملاحظة حول المبادرة الروسية