|
النقل في الحاويات واهميتة في رفع اداء الموانئ في دول مجلس التعاون الخليجي مع اشارة خاصة للعراق
بان علي حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 15:31
المحور:
الادارة و الاقتصاد
النقل في الحاويات وأهميته في رفع أداء الموانئ في دول مجلس التعاون الخليجي مع إشارة خاصة للعراق
المبحث الأول : تطور النقل بالحاويات وأهميته في التجارة العالمية (مزايا وعوائق نظام النقل بالحاويات) أولاً: نشأة ظهور نظام النقل بالحاويات وتطوره ثانياً : مزايا نظام النقل بالحاويات . ثالثاً: عوائق نظام النقل بالحاويات. المبحث الثاني: مستقبل نظام النقل بالحاويات في العراق المبحث الأول تطور النقل بالحاويات وأهميته في التجارة العالمية (مزايا ومشاكل النقل بالحاويات) أولاً: نشأة ظهور نظام النقل بالحاويات وتطوره أن فكرة استخدام الحاويات في النقل ليست جديدة، بل هي قديمة قدم محاولات الإنسان تحريك البضائع من مكان إلى أخر ، غير أن تلك المحاولات لم تكن بالشكل الذي نراه اليوم ، حيث في القديم كانت البضائع توضع في أكياس من الجلد والسوائل تنقل في الجرار الفخارية. وأن أول المحاولات الجادة كانت في أوائل القرن التاسع عشر، وما أن أطل القرن العشرون أزدادت ظواهر بروز الحاويات بأشكال شتى، خصوصاً زمن الحروب ، فقد استعملت الحاويات خلالها بدرجات متفاوتة في ميادين القتال، وما أن انتهت الحرب حتى اتجهت الجهود نحو الميادين السليمة تتنافس في المجالات الاقتصادية ،وفي هذا المناخ ولدت حاويات جديدة سميت حاويات الشحن تتوافر فيها صفات وخواص لم تتوافر فيما سبقها من حاويات ، سواء من حيث المواصفات القياسية التي وضعتها الهيئات الدولية لتسهيل حركتها بين وسائل النقل المختلفة أو من حيث أنواعها المتعددة لتلائم الأغراض المختلفة التي أعدت للإيفاء بها. ويرجع بعضهم أن نشأة الحاويات إلى سنة 1906 ، عندما عرفت الحاوية الفولاذية واستعملتها شركة تمتهن الوكالة البحرية في تجارة شمال الأطلسي ما بين الولايات المتحدة وأوربا . ومن الملاحظ التلازم بين النقل البحري واستخدام الحاوية منذ دخل استعمالها المجال العملي في النقل المشترك ( بحري ، نهري ،بري ،جوي) مما يتضح معه أهمية استخدام الحاويات في النقل البحري . وهكذا نجد الجذور الأصلية لاستعمال الحاويات ترجع إلى عشرات بل مئات من السنين السابقة .ذلك أنه لا يمكن لنظام كنظام الحاويات أن يكون وليد جهد فردي أو عمل شخصي بل هو نتاج تراكم الخبرات البشرية في هذا الميدان التي أدت إلى ظهوره بالصورة التي نشاهده عليها اليوم. إذ استعملت الحاويات بشكل بدائي قبل الحرب العالمية الأولى لنقل منتجات مؤسسة البسكويت من دبلن إلى لندن ثم ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى حاويات معزولة لنقل اللحم ، بعد أن أجرت عليها أبحاثاًُ مكثفة تتعلق بالتغليف وأساليب النقل ، وقد أثبت الأبحاث أن زمن الانتظار الطويل الذي كانت تحتاجه وسائل النقل يرجع إلى تعدد عمليات المناولة المنفصلة التي تخضع لها البضائع في أثناء التحميل والتفريغ . ومن هنا يمكننا القول أن نظام الحاويات قد بدأ فعلاً في أثناء الحرب العالمية الثانية بعد التجارب والممارسات التي قام بها الجيش الأمريكي عندما أستعمل الحاويات للإسراع في تقديم المواد العسكرية للجبهة في أوربا . وكان أول استخدام للحاويات في الأغراض المدنية جاء سنة 1948 أي بعد الحرب الثانية ، ولكن التحول الكبير بدأ فعلاً بعد أن قام مالكولم ماكلين (Malcolm Maclean) تجربته في النقل المباشر بواسطة الحاويات سنة 1956، وبعد أن تأكد من تحقيق الربح في نقل البضائع بالحاويات ،وقد شجع انخفاض تكاليف مناولة الحمولة بالحاويات على التوسع في هذه الخدمات ،إذ انخفضت التكاليف من 5.81 دولارات للطن في النقل العادي إلى 95 سنتاً للطن في نظام النقل بالحاويات . وهذا بدوره شجع على تطوير سفن متخصصة لنقل الحاويات ،وكان من نتائج هذا التطور في سوق سفن الحاويات أخطار زيادة الحمولات واحتمال حدوث الحرب في أسعار الشحن ( النولون ) بين سفن الحاويات والسفن العادية من خلال الجدول نرى أن نسبة الزيادة للأسطول العالمي للحاويات قد بلغت (75.97%) ،ومن خلال ذلك فأن هذه الزيادة تدل على الاهتمام الكبير الذي حظى به أسطول ناقلات الحاويات على المستوى العالمي . ومن الجدير بالذكر أن 76% من الأسطول العالمي للحاويات تمتلكه ست دول متقدمة هي ( الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة ، ألمانيا ،فرنسا ،السويد ، اليابان ) . وبافتتاح الخط الملاحي ما بين أوربا وجنوب أفريقيا عام 1977 تكون جميع البلدان الصناعية قد ربطت بطريق سفن حاويات. وأصبح 10% من الحمولة العادية على هذه الطرق تنقل بواسطة السفن التقليدية . يتضح مما تقدم تسابق المصالح البحرية للدول الصناعية في اعتماد أسلوب النقل بالحاويات ، كما أزداد عدد الموانئ التي تخدمها هذه السفن . وكل ذلك أدى إلى زيادة الخطوط البحرية الجديدة التي أخذت تتحول من النقل التقليدي إلى النقل الحديث لما لمسته من فوائد مجزية .ويتلخص نظام النقل بالحاويات في تغليف البضائع ورصها في حاويات ذات مقاييس موحدة لها فتحات جانبية ترص فيها البضائع في المخازن أو في مصانع المصدر الشاحن ولا تفتح إلا عند المستورد بعد نقلها بحرا (حسب واسطة النقل). وعادة ما تصنع الحاوية من مواد لا تتأثر بالعوامل الجوية أو الصدمات والاهتزازات التي قد تتعرض لها الشحنات المنقولة ، وقد تزود بجوانب عازلة للحرارة والرطوبة أو بماصات للصدمات وهو ما يسمح بنقل الأدوات والأجهزة الدقيقة مثل التلفزيونات والمنتجات الزجاجية بتغليف بسيط نسبياً وفي حالة بعض السلع دون تغليف أطلاقاً . وهناك حاويات معدة لنقل السوائل ، كما توجد حاويات ذات أغراض خاصة مثل تلك الحاويات المزودة بجهاز تبريد أو تدفئة للاحتفاظ بدرجة محددة الحرارة داخل الوعاء بما يتفق مع ظروف وطبيعة البضاعة المنقولة . ثانياً : مزايا نظام النقل بالحاويات أن المزايا الناجمة عن النقل بالحاويات ترد معظمها إلى الجانب الاقتصادي الذي كان وراء ظهور هذا النوع من أنظمة النقل . ويمكن تحليل هذه المزايا إلى العناصر التالية:- أ- مناولة الحمولة:- إذ أدى النقل بالحاويات إلى مكننة الطرق في مناولة البضائع ، استجابة لحاجات كل من الشاحنين والناقلين للتخفيض السريع في كلف المناولة وخفض حصة الوقت المستغرق في التحميل والتفريغ اليدوي للبضائع السائبة في الموانئ فضلاً عن تقليص مدة تعرض البضائع إلى عوامل التلف والضياع . ولهذا فأننا سنتعرض إلى مناولة الحمولة من النواحي التالية:- 1- نظام الحاويات يقلل عدد مرات المناولة ويزيد في سرعتها 2- تقليل مخاطر السرقة 3- تخفيض الكلفة الكلية للنقل 4- كما إن نظام الحاويات يزيد الإنتاجية في مناولة الحمولة ويقلل تكاليف العمالة ولعل وقع 5- نظام الحاويات يزيد من سرعة دوران السفن من الموانئ إذ انخفضت من سبعة أيام بالنسبة للسفن التقليدية إلى 15 ساعة في سفن الحاوية . 6- كما تعد الموانئ من المستفيدين أيضاً من استخدام الحاويات في عمليات النقل ، فزيادة إنتاجية البضائع معناها نقلها في وقت اقل مما يؤدي إلى تقليل الأرصفة وزيادة تخصصاتها . 7- وإن استخدام نظام الحاويات (التنميط) سيؤدي إلى انخفاض عدد السفن على الخطوط البحرية في العالم( بسبب ارتفاع إنتاجيتها). 8- نظام النقل بالحاويات وأثره في اختيار المواقع الصناعية: كما سوف يكون للوحدات النمطية بلا شك آثارها البعيدة المدى بالنسبة لاختيار المواقع الصناعية. حيث أن سرعة وحدات النقل التي تؤدي لتقصير المسافات ، فضلاً عن ما توفره عملية التنميط من حماية للبضائع في أثناء عملية النقل كل هذا يؤدي إلى زيادة الحرية في اتخاذ قرارات توطن المشروعات ، وأن الاستهلاك النهائي سيكون أقل اجتذاباً للمنتجات المصنعة وذلك عندما يقل الوقت اللازم لعملية النقل ، هذا فضلاً عن أن تكاليف العمالة وسعر المادة الخام ونوعية المناخ ستؤخذ أيضاً في الاعتبار عند تقرير موقع الصناعة . ب- الحاويات والنقل المشترك للحمولة : أن وجود الحاوية كان ضرورياً لتطبيق فكرة النقل المتكامل الذي لا يعدو أن يكون نقلاً متعدد الوسائل أو نقلاً مشتركاً أو نقلاً مخترقاً وهي تسميات على مسمى واحد . هذا ولا تتجلى الفائدة الاقتصادية للنقل المشترك بالحاويات إلا من خلال مقارنتها مع أنظمة النقل الأخرى، فقد وجد إن كلفة نقل الطن الواحد من الباب للباب في حالة النقل التقليدي هي(27.11) دولاراً في حين وجد إنها(10.97) دولارات للطن في حالة النقل بالحاويات ، مما يظهر بجلاء إن النقل بالحاويات يرجح الأنواع الأخرى من النقل وبخاصة إذا كان النقل المشترك من الباب للباب . ج- فوائد الحاويات في تقليل تكاليف التغليف : إن إحدى الفوائد الكبرى لنظام الحاويات هي التبسيط والاقتصاد في متطلبات التغليف . د- الحاويات وأجور الشحن : إن أجور شحن الحاويات هي دون أجور الشحن بالوسائل التقليدية ، سواء أكان ذلك من حيث نسبة الخصم التي يمنحها الناقلون للشاحنين على استعمال الحاويات في التصدير التي تبلغ (5%) في حالة نقل البضائع من الميناء للميناء و (10%) في حالة النقل من الباب للباب .
ثالثاً:عوائق نظام النقل بالحاويات 1) العوائق العمالية 2) العوائق المالية 3) ومن المشكلات مشكلة الاستخدام الاقتصادي للحاويات التي تتعرض لها المنشات التي تمتلك حاويات بهدف تأجيرها لمتعهدي النقل أو أصحاب البضائع المنقولة إذ عادة ما يتم تأجير مثل هذه الحاويات على أساس وقت معين، ويقع عبء الاستغلال الاقتصادي للحاوية على عاتق مستأجرها ، وان كان من المفروض أن يقوم مالك الحاوية قبل شرائها بهدف التأجير – بدراسة حجم الطلب المتوقع على استئجار الحاويات ، وتوزيع هذا الطلب ومدى انتظامه ،وفئات التعريفة الشائعة والمتوقعة خلال العمر الإنتاجي للحاوية (الذي يمكن أن يصل إلى عشر سنوات بالمتوسط) . 4) كل سفينة حاويات تحتاج إلى ثلاث مجموعات من الحاويات على الأقل ، مجموعة من كل من مينائي الشحن والتفريغ والمجموعة الثالثة على ظهر السفينة . وهذا يعني إن سفينة حاويات من حمولة (2000) حاوية لضمان استمرارية عملها يجب تجهيزها بـ( 6000) حاوية لكي يتم تقسيمها إلى مجموعات ثلاث كما هو موضح أعلاه . 5) إن الحاويات الفارغة تمثل أعباء مالية ضخمة أولاً على الناقل إذ لابد من إعادة توجيهها إلى حيث توجد البضائع المطلوب نقلها ومن ثم لابد من وجود نظام لوجستي متطور لخدمة متطلبات التجارة الخارجية لمختلف دول العالم والمشكلة الثانية من جراء هذه الأوضاع هي الأعباء المالية الإضافية التي يحملها الناقل إلى مستورد البضائع إذ تشير المصادر إلى ما يلي : في ميناء جدة الإسلامي (السعودية) وزن البضائع بالحاويات الواردة(4.5)والمحملة (1.2)مليون طن . في ميناء الشويخ (في الكويت) وزن البضائع بالحاويات الواردة(1.1)والمحملة(0.4)مليون طن، إلا إن نسبة الحاويات الفارغة التي يتم تداولها في تلك الموانئ تتراوح ما بين 60،70% من إجمالي أعداد الحاويات في رحلة العودة. إن مسالة عدم التوازن بين الصادرات والواردات هي أحدى المشكلات الملحة التي تعاني منها التجارة الخارجية العربية على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي ومن المهم بإمكان النظر إليها من منظور إقليمي لإمكان الحد من الآثار السلبية التي تنجم عنها.
أنواع الحاويات حسب طبيعة المواد التي تنقلها فيها يمكن تصنيف الحاويات حسب نوع البضاعة المنقولة فيها إلى :- 1- حاويات البضاعة العامة ، وتتخذ أشكالا متعددة أهمها :- أ- الحاوية المغلقة – ويطلق على هذا النوع من الحاويات أسماء أخرى مثل حاويات الحمولة الجافة أو حاويات الأغراض العامة . ب- الحاويات ذات السقف المفتوح – ويناسب استعمالها شحن المواد الكبيرة غير منتظمة الشكل التي يصعب إدخالها من أبواب الحاويات الطرفية ، مثال ذلك المكنات والآلات الثقيلة والبضاعة المرتفعة التي يتعدى ارتفاعها حواف الحاوية العلوية . ج- الحاويات مفتوحة الجوانب – وتناسب هذه الحاويات البضائع التي تتطلب طبيعتها التعبئة من الجانب كما تناسب الخضار والفواكه إذا كان نقلها لمسافات قصيرة ، كما تصلح أيضاً لنقل المواشي. 2- حاويات مواد الصب – وتستعمل لنقل الجوامد سهلة الانسياب كالحبيبات (البلاستيك والأسمدة الكيمياوية) والمساحيق (كالاسمنت والكربون الأسود) والحبوب على اختلاف أنواعها . 3- حاويات السوائل الصب والغازات – وتسمى أيضاً حاويات الصهاريج ، وتستعمل لنقل السوائل على اختلاف أنواعها وكذلك الغازات المسالة . 4- حاويات الحمولات القابلة للتلف – وهي تستعمل لنقل المواد القابلة للتلف الحاويات الحرارية بنوعيها المبردة والمدفأة. 5- حاويات الحمولات الخاصة ......... وتشمل أ- حاوية المواشي . ب- الحاوية القابلة للطي – وهي حاوية شحن ذات هيكل صلب يمكن طي مكوناتها الاساسية أو فكها ثم إعادة تجميعها بحيث يمكن تقليل حجمها في حالة نقلها فارغة . المبحث الثاني مستقبل النقل بالحاويات في العراق لابد لنا ونحن نتطلع إلى تطور ظهور الحاوية على مسرح النقل الدولي من أن نبحث ذلك في العراق الذي هو جزء من بلدان العالم النامي لنقف على مدى تأثر موانئه بهذه الثورة التي قلبت موازين النقل في جميع أرجاء العالم أن تاريخ تعامل الموانئ العربية مع الحاويات يرجع إلى أوائل السبعينات وبالتحديد سنة 1971 بالنسبة لميناء الجزائر ، وميناء الدار البيضاء منذ عام 1972 ، اما مصر فقد بدأ تعامل ميناء الإسكندرية مع الحاويات عام 1976 ، وميناء بيروت عام 1972، أما مرفأ اللاذقية فقد بدأ التعامل مع الحاويات سنة 1974، وميناء العقبة في الأردن عام 1976، وميناء جدة تعامل مع الحاويات عام 1975، أما بالنسبة لموانئ الخليج العربي نجدها أيضاً حديثة. ويرجع تاريخ تعاملها مع هذا النظام إلى بداية عام 1976 . أما العراق فقد تعامل مع الحاويات أيضاً منذ سنة 1977، وفي العام نفسه دشن رصيفا متخصصاً في أم قصر مزود بالروافع اللازمة . وفي سنة 1978 دشن رصيف آخر مجهز بالروافع المتخصصة في مناولة الحاويات . أما في الوقت الحالي عام 2007 نرى إن ميناء أم قصر فيه (رصيفان يتعاملان مع الأوعية النمطية وهما رصيف رقم (4) ورصيف رقم (20) ،أما الرصيف رقم(21) فهو رصيف الدحرجة (RO-RO) . وهي بصورة عامة الأرصفة نفسها التي كانت موجودة في عام 1978. أما ميناء خور الزبير فلا يوجد فيه أرصفة للتعامل مع الأوعية النمطية . وقد بلغ عدد سفن الحاويات الواردة لميناء أم قصر (196) سفينة، كما بلغ مجموع الحاويات المفرغة في الميناء (39463) ، وبحمولة إجمالية (819573). أما فيما يتعلق بالروافع التي تخدم هذه الأرصفة فهما رافعتان جسريتان فقط . وقد عمد ميناء أم قصر إلى إبرام مذكرة تفاهم مع سفن الحاويات التي تتردد عليه باستخدام روافعها . الخاصة في تفريغ حمولتها مع إعطائها الأولوية في الإرساء على رصيف التفريغ . ومن خلال ما تقدم نستطيع أن نلاحظ مدى تأخر الموانئ العراقية على مواكبة عملية التطور التي تحدث في الموانئ المجاورة له . ففي ميناء جبل علي فان هناك (18) رصيفا يتعامل مع الحاويات ورصيفان مع سفن الدحرجة ، وهي مجهزة بأحدث المعدات المتطورة . وكذلك الحال بالنسبة لميناء راشد في دبي فان أرصفة الحاويات فيه يصل إلى خمسة أرصفة ، وهي أيضاً مجهزة بأحدث المعدات للمناولة . وكذلك الحال بالنسبة لميناء خالد في الشارقة . أما ميناء جدة في السعودية (12) رصيفا للحاويات ، وأربع أرصفة للبضائع المبردة والمجمدة، وعشرة أرصفة للدحرجة (RO – RO ) ، ورصيفان للمواشي الحية (وكما هو وارد في الجدول رقم 32) ، هذا فضلاً عن التجهيزات الحديثة للمناولة والمجهز بها هذا الميناء . وفي عام 2006 بلغ عدد الحاويات المفرغة بهذا الميناء (جدة) 864898 حاوية . أما ميناء الملك عبد العزيز – الدمام الواقع على الخليج العربي ففيه(17) رصيفاً للنقل النمطي والدحرجة RO – RO. وبلغ مجموع الحمولة المفرغة فيه من سفن الحاويات (5.229.705) أطنان، أما عدد الحاويات المفرغة فيه سنة 2006 فقد بلغ (321.560) حاوية . أما ميناء جبيل التجاري الواقع على ساحل الخليج العربي فهناك رصيفان مخصصان لسفن الحاويات وسفن الدحرجة ، أما حجم البضائع المناولة في هذا الميناء بلغ(2.887.422) طناً في سنة 2006 . أما عدد الحاويات المفرغة فيه فقد بلغ (1.490)حاوية . أما الكويت .. فمن ابرز موانئها ميناء الشويخ وفيه عدد من أرصفة الحاويات ، بلغ حجم البضائع المناولة فيه (8.239.746) لسنة 2005. أما عدد الحاويات المفرغة فيه فقد بلغ (125.008) حاوية وللسنة نفسها 2005 . أما ميناء الشعيبة ففيه أربعة أرصفة مخصصة لمناولة الحاويات ، وبلغ إجمالي البضائع المناولة فيه (23.554.190) طناً ، أما عدد الحاويات المناولة في ميناء الشعيبة فقد بلغ (548.464) حاوية لسنة 2005. ومن خلال هذا الاستعراض السريع لأنشطة الموانئ في الدول المجاورة للعراق نلاحظ مدى التطور الذي حدث مع نظام النقل بالحاويات وسفن الدحرجة. وذلك من خلال عدد الأرصفة وحجم الحاويات المفرغة في هذه الموانئ في حين نرى ان الموانئ العراقية باقية محافظة على عدد الأرصفة فيها. رصيف للحاويات منذ عام 1978، ورصيف واحد لسفن الدحرجة ، فضلاً عن عدم توفر الرافعات المناسبة والملائمة للتعامل مع نظام النقل بالحاويات ، هذا إن معظم سفن الحاويات المترددة على الميناء هي سفن صغيرة وتتعامل في النقل بين موانئ دولة الأمارات العربية المتحدة والعراق . من خلال هذا الاستعراض السريع لنشاط الموانئ العراقية وموانئ دول مجلس التعاون الخليجي ، يظهر مدى تخلف الموانئ العراقية عن موانئ الدول المجاورة ، وهذا مما يستدعي ضرورة الاهتمام الجدي لبناء ميناء العراق الكبير ، لكي يتمكن من مجاراة التطور الحادث في الدول المجاورة ولكي يضمن استمرار الموانئ العراقية من تلبية حاجته من الاستيراد بدل الاعتماد على موانئ الدول المجاورة وذلك لان وضع الموانئ العراقية لايتماشى مع عجلة التطور التي تحدث في أنظمة النقل العالمية . الجدول رقم (54) يبين لنا حركة الحمولات لموانئ الحاويات لـ (56) دولة من دول العالم إذ يظهر لنا الجدول تسلسل دول مجلس التعاون الخليجي وهو أن الإمارات العربية تحتل المرتبة الخامسة والمملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الحادية عشرة وسلطنة عمان تحتل المرتبة الثانية عشرة ومملكة البحرين تحتل المرتبة الثامنة والأربعين ودولة قطر تحتل المرتبة الخمسين ، كما يظهر الجدول إن نسبة التغيير في النسبة 2004 – 2003 كانت 24.5% بالنسبة للأمارات والسعودية 30.5% وسلطنة عمان 11.5% ومملكة البحرين 9.8% ودولة قطر 15.9% ومن خلال ذلك نلاحظ مدى الاهتمام في التوسع في استخدام النقل بالحاويات بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي . العوامل التي تحدد تفضيل ميناء على سواه يمكن أجمالها بما يلي :- 1- نوعية خدمات النقل التجارية الدولية الإجمالية. فإذا كان الميناء معرضاً لخلافات صناعية متكررة أو انخفاض في كفاءة الميناء خصوصاً فيما يتعلق بقوى العمل في الميناء أو بطء دورات السفن وغياب التقنيات الحديثة في الميناء ، كل هذه العوامل تؤدي إلى انخفاض في حجم التعامل التجاري مع الميناء. 2- القدرة الاجمالية للميناء على المنافسة ، وهذا العامل يشمل كل أوجه عمليات الميناء والنشاط التجاري مثل التعريفة الكمركية وتخليص البضائع وتوزيع الاعمال وساعات العمل واجهزة مناولة السلع وتطور الميناء 0000الخ 0 3- هيكلية التعريفية الكمركية للميناء ، فيما يتعلق بالشاحن (الناقل ) فأن بعضاً من مسؤولي الموانئ يتكيف على وفق الظروف التسويقية ويعرض أسعار حسم قابلة للتداول من اجل زيادة حجوم الشاحنين من هنا فأن مالك السفينة أو الناقل الذي يورد مثلا (100.000) طن من سلعة معينة خلال رصيف معين سنويا يمكن أن يحصل على حسم بنسبة 5 % على تعريفة الميناء المعلنة 0 4- مدى التأثير السياسي أو التشريعي فيما يخص مستخدمي الميناء قد تكون هناك أحكام فيما يتعلق بمسار سلع معينة خلال ميناء معين وبالتالي عدم وجود خيار للناقل، ومن الأمثلة الأخرى التي قد تظهر هي إصدار قوانين حكومية تخول أعداداً متزايدة من الموانئ إلى أعطاء تفضيل باستخدام الرصيف أو أعطاء تعريفة كمركية تفضيلية للسفن التي تحمل الأعلام الوطنية. 5- الظروف المناخية، على سبيل المثال اضطرار ميناء ما على الإغلاق خلال أشهر الشتاء نتيجة لتكون الجليد ، ومن الحالات الأخرى اختلاف المد والجزر مما يفرض تحديدات على الغاطس أو رحلات الضباب التي تحد من الرؤية عند الدخول أو الخروج من الميناء (هذه أمكن التغلب عليها من خلال استخدام للرادار). 6- تكاليف الوقود ورسوم الميناء الأخرى بالنسبة الى مالك السفينة. وهذه العوامل تؤثر وبشكل كبير في اختيار مالك السفينة للميناء عند تفحصه للخيارات وبشكل كبير على اختيار مالك السفينة للميناء عند تفحصه للخيارات بالنسبة للموانئ عند بدء التعامل مع الميناء او عند مراجعته للخدمة المقدمة له من ميناء معين ، وقد تنشأ مشكلة إضافية عندما تقوم موانئ معينة بتقديم حسومات على تعريفة الوقود للسفن التي تحمل أعلامها الوطنية وبالتالي ممارسة التفرقة في معاملة السفن الداخلة إليها. 7- مدى توفر التسهيلات لخدمة الناقل أو مالك السفينة. وهذه تتضمن توفير الوكلاء وتوفير الوقود ومرافق الخزن والمؤن وتوفير أدوات القطر ، والإضاءة وسحب السفن وصيانة السفن ووجود مختصين لمعاينة ووجود أحواض جافة ووجود وكلاء إخراج وإدخال ، ووجود أجهزة مناولة للسلع وخدمات توصيل من الباب والى الباب ووجود عملاء (زبائن) ووجود طرق عبور باتجاه المياه واليابسة وتوفير خدمات مالية وهيئات تحكيم الى آخره. 8- وجود اتفاقية مع المؤتمرات الملاحية والسفن الخطية أو الاتحادات التجارية أو مؤتمرات الشاحنين فيما يتعلق باستخدام موانئ معينة.
الاتجاهات المستقبلية في التجارة الدولية على ضوء خلفية العوامل السابقة المؤثرة في تفضيل ميناء على سواه سنقوم بتفحص الاتجاهات المستقبلية في التجارة الدولية وبخاصة تأثيرها المحتمل في صناعة النقل للموانئ وهي:- 1- ظهور النقل بالحاويات* أن النقل بالحاويات كان بمثابة ثورة في صناعة النقل وقد حدثت في بداية الستينات وكان لها تأثيرها في صناعة النقل البحري في جميع انحاء العالم التي كان لها دور في إحداث تغيرات كبيرة في تصاميم السفن وطبيعة الموانئ والأعمال وكذلك التأثير في الممارسات التجارية. إن النقل بالحاويات سوف يستمر في التأثير بصورة كبيرة على الموانئ ، وهذا ما يستدعي استثمارات إضافية في أرصفة الحاويات والأجهزة الرافعة ، من رافعات متطورة جداً وأجهزة أخرى لمناولة الحاويات كالرافعات المعلقة ذات الإطار المطاطي أو الرافعات الحاضنة ، مما سوف يزيد من القدرة الانتاجية لأرصفة الحاويات . أن أية تطورات أخرى في صناعة النقل بالحاويات تعزز من نمو عمليات النقل المشترك التي تتعلق بالطرق وسكك الحديد والخدمات اللوجستية وخدمات التوزيع من الميناء وإليه. وهذا يستدعي توفر خدمات برية للحاويات ومستودعات ومراكز توزيع بعيداً عن الميناء ومن مميزات ذلك هو تخفيض الاختناقات في الميناء وتحسين إنتاجية أرصفة الحاويات. 2- النقل المتعدد الوسائط ( multimodalism) يشهد مبدأ عمليات النقل المشترك، تطوراً في العديد من الدول ، الذي يتضمن استخدام السكك الحديد أو المركبات أو خدمات النقل النهري الداخلية ، إذ يمكن هذا النظام من انتقال السلع تحت مستند واحد يغطي وسائط النقل المختلفة ويسمح باحتساب أسعار الشحن الكاملة (through rates) ، والميزة الرئيسة التي يحصل عليها الميناء هو التدفق السلس لحركة النقل خلال الميناء وسهولة الإجراءات المستندية وإجراءات الميناء الأخرى . 3- الأجهزة الحديثة لمناولة السلع وتسهيل الخدمات ، حيث أن معظم الدول الصناعية الساحلية تمتلك تقنيات مناولة السلع ميكانيكياً وهو ما ينبغي أن يتوافر في الدول الساحلية الأخرى (النامية) عند تحديث خدماتها للنقل. ومن المهم أن ندرك أنه حيثما توافرت أنظمة نقل بحرية برأسمال كثيف كان بأمكان قوى العمل في الميناء تحقيق إنتاجية عالية. من نتائج ذلك هو جعل الميناء في وضع تنافس مما يحفز على تطوير التجارة. وبعكسه سوف تعاني الدول التي تفتقر لأنظمة حديثة لمسافنة السلع من دورات بطيئة للسفن ومن ارتفاع كلف الموانئ بالنسبة للناقل (الشاحن) وتعاني من فترات نقل أكبر وهذه العوامل لن تحفز نمو التجارة مقارنة مع الدول التي تصدر سلعاً مشابهة ولكن من خلال موانئ وخدمات شحن أكثر كفاءة وأكثر حداثة . 4- تطور استخدام الحاسوب في تسيير خدمات الموانئ خلال القرن الماضي ، إذ تقوم أجهزة الكومبيوتر( الحاسوب ) بأعمال السيطرة والمراقبة للحاويات المارة خلال الميناء وبوابات الميناء بشكل كامل ، فضلاً عن ذلك تقوم أجهزة الكومبيوتر بأصدار بيان شحنة السفينة (Cargo marifes) مع تفاصيل أعداد ومقارنة وضع الشحنة للعملاء والمتعلقة بعمليات تخليص البضائع من الكمارك ومن ضمنها تقسيم الرسوم والضرائب ، وهذا يتطلب من الميناء الاستثمار في أحدث الأجهزة والتقنية وأنظمة الكومبيوتر . 5- ينبغي أن تتمكن السفن الداخلة إلى الميناء من إنجاز مجموعة من الأنشطة مثل مناولة السلع والتوزيع والخزن والتزود بالوقود والتزود بالمؤن وأجراء الإصلاحات المطلوبة للسفينة وتغير الطاقم . إذ يجب أن تكون نوعية هذه الخدمات بمعايير عالية وبأسعار تنافسية ، كما ينبغي أن تكون أولويات الميناء هي توفير خدمات فورية وموثوقة وبتكاليف مقبولة للعملاء . كما ينبغي على الموانئ أن توفر خدمات متقدمة في بناء وإصلاح السفن ، وتوفير خدمة الأحواض الجافة لخطوط الشحن ( النقل ) 6- توفير مناطق للتجارة الحرة في الموانئ الحديثة ، وهذا يتطلب توفير خدمات خزن البضائع والتوزيع والمعالجة . ومن الأنشطة الأخرى التي تسهم في نجاح الميناء في المستقبل هي :- 1- نظام تبادل المعلومات الالكتروني وهو حلقة الربط ( الوصل) عن طريق الكومبيوتر مع منظمات مختلفة ومع خطوط الشحن الرئيسة التي تستخدم الميناء 0 2- محطة الحاويات ذاتية التشغيل ، تجهيز أنظمة بوابات الميناء بأجهزة مستجيبة وتعمل تلقائيا لاستعادة سجلات سفن الحاويات وبالنسبة لمحطات الخدمة الذاتية للتعرف على الهوية الحقيقية لسائقي المركبات 0 3- محطات شحن الحاويات ومحطات الخدمة الذاتية 0 4- الطرق الالكترونية للأتصال وهي تربط الموانئ الدولية المختلفة من اجل تبادل المعلومات حول الحاويات التي تحمل إلكترونيا0 5- نظام الاستلام الهاتفي – نظام للاتصال عبر الهاتف لخدمة متعهدي التحميل والتوزيع لتوزيع الأعمال 6- النظام البحري ، من اجل ضمان الحركة الآمنة للسفن داخل الميناء وخارجه وعمليات الارشاد والتوجيه وإعطاء المعلومات الحيوية ، ETAS ، ُُETD 0000إلى آخره ويعرف هذا النظام بنظام معلومات الحركة المرورية للسفن VTIS والعمليات البحرية التكميلية عبر الكومبيوتر، من خلال إعطاء مساعدة ذاتية لكوادر التخطيط مما يوفر إدارة أفضل للإرساء (الرسو) و لعمليات الإرشاد أو عمليات إطلاق السفن إلى البحر والأعمال في أرصفة التحميل و أعمال قطر السفن من خلال الاستغلال الأمثل للموارد مما يساعد على زيادة السعة الاستيعابية للميناء بشكل مؤثر وكذلك مواجهة النمو المتوقع في الطلب بما يتناسب مع الزيادة في الموارد .
#بان_علي_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحرك جديد للمصرفين المركزيين السعودي والإماراتي يخفض الفائدة
...
-
كالكاليست: شلل في سوق العقارات في كريات شمونة وسط غياب خطط إ
...
-
now تجديد البطاقة الذهبية الجزائر من بيتك والشروط المطلوبة
-
الاحتياطي الاتحادي الأميركي يخفض الفائدة 0.25%
-
هذه خطة إيران لإنقاذ عملتها الوطنية
-
الخزانة الأمريكية تعلن فرض عقوبات جديدة ضد شركات روسية
-
-الذهب الأحمر-.. زراعة الزعفران في تونس، فرصة اقتصادية للمزا
...
-
شركات تضغط على المفوضية الأوروبية لاستمرار تدفق الغاز الروسي
...
-
مصر.. شركة حكومية تحدد سعرا كبيرا للدولار
-
المصانع الصينية تواجه خيارات صعبة مع رسوم ترامب
المزيد.....
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|