أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورين كيلو - لما كانت الأولوية لنقد الإسلام؟















المزيد.....

لما كانت الأولوية لنقد الإسلام؟


جورين كيلو

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا ننتقد الإسلام؟ لماذا نبحث ونفحص ونمحص كل شاردة وواردة في الآيات القرآنية وتفاسير الآئمة وآراء الفقهاء والمرجعيات الإسلامية الكبرى وأخر الفتاوى ورأي الفقه والشرع، ونقارن بالحديث والسيرة وأمهات الكتب؟ لماذا لا ننشغل بما يسمى الحزام الإنجيلي الأمريكي حيث تقع أكثر ولايات مسيحية بروتستانتية تعصب مثل تكساس ألسنا معنيون بمحاربة الأصولية أينما وجدت فنصف سكان الولايات المتحدة ينكرون التطور ويدعمون الكوارث إعتقاداً بعودة المسيح وحدوث النهاية المفترضة للعالم! ما هي حججنا الأخلاقية والفكرية كلادينيين لا يؤمنون بوجود محرك غيبي للكون للوقوف ضد أيديولوجيا الإسلام بصفتها ممارسة عملية وواقعية للعنف والتدمير الممنهج لمختلف جوانب الحضارة الانسانية، فيما تبقى الأيديولوجيات الأخرى المعادية للحياة حبيسة أطرها النظرية بشكل عام. ونحن إذ نبذل جهود جبارة وطاقة نفسية وعصبية كبيرة في بحوثنا تكلفنا الكثير من الوقت ومع ذلك فنحن بأمس الحاجة إلى كل ثانية نعيشها في هذه الحياة التي نقدّر قيمتها كأناس يؤمنون بنهائية الموت وأنه الخاتمة الطبيعية للحياة. فنحن لا نرى أي مشكلة فيه بيد أننا في ذات الوقت نرى أن هناك مشكلة تعيق حياتنا وحياة الأجيال القادمة من أبناءنا في ظل بقاء قيم قروسطية معادية للعقل والحياة تقدم على أنها أزلية. وكأناس تؤمن بالعلم لا بتمنيات وتخمينات وفرضيات عشوائية والعلم عملية تجربة تمكننا من مقاربة سيرورة العالم بشكل علمي، نجد أنه يقع على عاتقنا الإجابة وبيان موقف مليار ونصف المليار لاديني حول العالم بشأن تخوفاتنا من أيديولوجيا الدوغمائيين الدينيين ومؤسساتهم. ونعلم تماماً ان الحقيقة غير مريحة البتة لكن علينا أن نقدر قيمتها لإنها حقيقة لا شيء يشعرنا بالراحة كما يصفها العالم الأمريكي PZ Myers. فهذا الكوكب يعنينا جميعاً وتصرفات المسلمين خاصة والدوغمائيين الدينيين عامة لا تعجبنا وتقلقنا بشأن مستقبل عالمنا، لإنها تضر بالمبادئ الأساسية للقيم المدنية. فهناك جنون لا منطقي وسعار ديني هستيري وفظاعات سيكوباتية تعيق عملية إنضاج العقل وإخراج تلك الشرذمة الإنسانية من ظلام الجهل. إذن بقدر تقديرنا لقيمة الوقت نريد لها أن تخلع الثوب الديني بحبكاته الغيبية ومطلقاته الدوغمائية واستبداله بحلة عقلانية تكون قادرة على إستيعاب الواقع وسياقاته المتغيرة وتقدر الشرط الإنساني الوحيد المتاح للعيش وهو التعايش على أسس الحقوق الطبيعية للإنسان بالحرية وممارسة نشاطه الحيوي بمعزل عن القيمومية الدينية المتغطرسة.
وإذا كان للتدين والتطرف والأصولية نسبة وللفظاعة درجات وللتوحش والإجرام مستويات فالممارسات الإسلامية تقف في أعلى الأسقف فظاعة وتوحش وإجرام بعدما هدأت المسيحية وتخلت عن منصات محاكم التفتيش وحرق البشر أحياء وآولئك المجانين الهستيريين الذين ينحرون البشر كما يقطعون حزاز الزبش الأحمر لم يذهبوا من تكساس وليسوا من أتباع كنيسة Lakewood Church - Huston حيث يجتمع فيه عشرة ألاف مسيحي مجنون كل يوم أحد رغم كل تعصبهم الديني بل هم من المسلمين حصراً.
ووفقاً لرسالة نشرتها شركة NOWTHIS في الأمس فأن هناك دراسة ترى أن ثلاث كوارث طبيعية من شأنها تدمير مخزونات المستقبل من الغذاء حتى عام 2040 م. وهذه الكوارث تتعلق بالطقس وتغيير المناخ وندرة المياه ما سيصعب الأمر لتلبية طلبات الذرة والقمح والأرز بنسبة 400 ـ 500 في المائة ستؤدي إلى أزمة طاقة وإرتفاع أسعار النفط وإستيراد الغذاء ورغم أن الدراسة طمأنت الناس بوجود حلول من أهمها تغيير أسلوب حياتنا قبل فوات الأوان خاصة في التوزيع الغير عادل للغذاء آلا أننا قلقون حيال مصير الإنسانية وإنجازاتها التي تُبتلع يوماً بعد يوم بمشاركة تنانين الرشاوي والمحسوبيات الخضراء والتي تسقطها في أحشاء حيتان المحيط البداوي المُستشرس ضد الحضارة وحرية البشر وأمام مرآى العالم كله، دون أن يتخذ أي إجراءات تعيق محاولاتهم تدمير الحياة على كوكبنا بما باتوا يمتلكونه من أدوات ثروة وقوة تأثير على السياسة الدولية وأسواق الطاقة والغاز والبيئة وأستراتيجية محاربة العلوم والحملات الدعوية الدينية وتمويل التطرف وزيادة أعداد الجوامع والمراكز الإسلامية ودور تفريخ الإرهاب حول العالم. حتى راحوا يمسّون حياتنا ويتحكمون بأشياء تهمنّا ليس في عموم دول الشرق الأوسط وأسيا وأفريقيا فحسب بل حتى أوروبياً وغربياً فبحسب أخر إحصائية بريطانية: رأت أن ثلث الشباب البريطاني المسلم يريد العيش تحت كنف الشريعة الإسلامية التي تجد العدالة في تطبيق حكم الردة على تارك الإسلام و68% من مسلمي بريطانيا يرون أن عليهم تطبيق الشريعة على الجيران الذين يسيئون للإسلام و78% يتمنون محاكمة راسم الكاريكاتور الدنماركي. أما في باساو المدينة الجامعية المستقلة في منطقة بافاريا السفلى بولاية بايرن الألمانية وبعد تحويل بعض الصالات الرياضية في المدارس الثانوية إلى مآوي لجوء فقد أبدى المسلمون إعتراضهم على لباس الطلبة الإناث من السكان المحليين في التنانير القصيرة التي تثير غرائز طالبي اللجوء من المسلمين. وما زاد من مخاوف ما يقارب الـ 60 % من الشعب الألماني اللاديني عموماً من مستقبل الحريات في البلاد هو تكرار الحالة في برلين حين حث مدير ثانوية Wolkenberg في Michendorf الطلبة الإناث على عدم إرتداء السراويل أو التنانير القصيرة بعد جملة طلبات قدمها طالبي اللجوء المسلمين المستودعين في صالة الثانوية الرياضية مؤقتاً حتى ينظر بطلبات لجوئهم نظراً لإنحسار كامبات اللاجئين بعد زيادة نسبة طلبات اللجوء أخر سنتين. هذا عدا عن التطرف الإسلامي في فرنسا وإسبانيا والدول الإسكندنافية والأوروبية الأخرى وإن كنا لم نشهد أوروبيا حتى اليوم حالات قطع للرؤوس والأطراف كتلك التي تحدث في سوريا والعراق كل دقيقة وثانية وتبثها ميديا العرب (بهدف بث الرعب في نفوس شعوب الشرق الأوسط وخاصة الخليج الفارسي حتى تظل تتعبد بطوق الأمن الوهمي الذي تفرضه مافيات الصحراء لتحفظ بقاءها وعائلاتها في السلطة إلى ما لا نهاية) آلا أننا نقرأ في الصحف والمجلات الغربية عن إرتفاع نسب الجريمة وظواهر الإغتصاب والسرقة والدعارة والمخدرات في المدارس والجامعات والعنصرية والبربرية وامور لا أخلاقية عدّة فالإيمان بوصايا وقيم أخلاقية لكائنات بشرية عاشت قبل ألف ونصف ألفية إلى الألفيتين كانت ترى في تقديم القرابين البشرية قربى للإله حافظت على إستاتيكية مجانين الدين الجدد وحقيقة نحن لا نجد أي فرق بينهم وبين المجانين القدامى فهؤلاء لديهم مشكلة في تقبل ميكانيزم التطور المدعوم بالأدلة حتى لو درسوه في المناهج التعليمية لإنهم لا يتفاعلون سيسيولوجياً مع المجتمع الغربي وحضارته إنمّا يتعاملون كالفطريات التي تغطي سطح القشدة لإفسادها كيميائياً وتضييق الخناق على أي محاولة إصلاح قانونية. أجيال وجدت نفسها بين متناقضي الأسرة والمجتمع، أسرة داخلية تؤمن بالجن والشياطين والأرواح وكائنات فضائية تسمى آلهة وملائكة وعفاريت وأشباح وأساطير وقصص وحكايا خرافية كوهمية ما بعد الموت ومعتقدات السلف البدائية أسر تعودت الكسل والخمول وإنتظار كفاف اليوم من قوى القدر البلهاء وإنتهازية وفصامية المواقف، ومجتمع أخر خارجي منشغل بالعمل والبناء والبحث وإستكشاف الحقائق ومن أستطاع أن ينجو بنفسه من تلك الأجيال قلة قليلة، بحيث أستطاعت جمعيات صناعة الموت الإسلامية إستقطابهم بالألاف وتحويلهم إلى قنابل معدة للتفجير بالغرب في أي لحظة يأمرهم فيها سياف جلاد جاهل يقبع في وكر الإرهاب ومصحة الصحراء العقلية الكبرى حيث عبيد الأصنام والحجارة يطوفون حوله سبع قياماً قعود بالمآزر الطويلة والعقالات السوداء كلون ثقافتهم الكالحة الظلام. حججنا الأخلاقية ضد سعار الإسلام منطقية فنحن جزء من حركة عالمية تأخذ بالتوسع في كل ثانية لا تؤمن بالأوهام وتعمل بكل ما في وسعها للقضاء على ثقافة العنصرية والتمييز التي تفرّق بين البشر على أساس اللون والعقيدة والقومية وتنشغل بالإلتفاف حول القضايا المشتركة التي تخصنا كبشر وعالمنا الحقيقي دون التعرض لعقاب وإخفاء للشخصيات تحت ظل ثقافة تنوع تساوي بين الفرص والحقوق بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الحدود الجغرافية والقومية أو ميول الجنس والفكر، نسعى للعدالة الإجتماعية والمساواة بالإنسانية وإحترام المجتمعات وبنائها وتشجيع وجهات النظر الأخرى وسننتصر ليس لإن أعدادنا في تزايد بل لإننا نملك الدلائل العلمية التي تنفي إدعاءاتهم الدوغمائية الهزيلة ولإننا نقدر غنى التجربة الإنسانية ونفكر فيها ونخطط ونتعلم ونبتكر أدوات جديدة لصياغة تجربة إنسانية جديدة تقطع نهائياً مع عصور الظلام والعنف العشوائي الديني وهذه أسلحة لا تقهر وهي أسباب وجيهة تجعلهم يرتعدون منا ويراقبوننا ليل نهار.



#جورين_كيلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفول الإسلام (نهاية الكيان العروبي المصطنع)
- الأصولية وأشكال التردي الحضاري
- حول منطق العنف الإسلامي
- إكتشاف توبينغن لأقدم قرآن بين المشاريع الزائفة والحقائق التا ...
- مراجعات في أصول الدين الإبراهيمي (1) التوراة ونصوص ما بين ال ...
- الإسلام: من الجذور الشامية للتعريب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورين كيلو - لما كانت الأولوية لنقد الإسلام؟