التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 12:36
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
اتحاد الشيوعيين تحاور الرفيق صباح الموسوي
منسق التيار اليساري الوطني العراقي
عضو لجنة العمل اليساري العراقي المشترك
عضواللقاء اليساري العربي
الجزء الاول
في هذه اللحظة الحاسمة التي تعيشها بلادنا وشعبنا تتوجه اللحنة الاعلامية لاتحاد الشيوعيين الى الرفيق صباح الموسوي آملاً ان تسهم هذه الحوارات في تقديم رؤية يسارية مشتركة, تساعد على شق الخيار الوطني التحرري طريقه في مواجهة خياري نظام المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد التابع و محاولته إعادة انتاج شكل من اشكال الدكتاتورية الفاشية.
اللجنة الاعلامية لاتحاد الشيوعيين
هل داعش صناعة امريكية مخابراتية بهدف تفكيك تنظيم القاعدة وسحب الصراع من ساحة الدول الرسمالية لازالت الخطر عنها ونقله الى ساحة صراع جديدة لاجل اضعاف الانظمة العربية لكي لاتشكل قوة عسكرية معادلة لاسرائيل ..
الرفيق صباح الموسوي
اجيب هنا دون ادنى تردد, نعم , داعش صناعة امبريالية صهيونية, من حيث الفكرة والتدريب والتسليح, وهي بمثابة الذراع الصهيوني الممتد كالاخطبوط في البلدان العربية تحت " الراية السنية" المزيفة .ولم يكن لداعش ان تأسس لولا استمرار بقايا الاحتلال الامريكي في العراق ووجود نظام مبني على اساس المحاصصة الطائفية - الاثنية وحصول فلول البعث على الدعم من قوى محلية مشاركة في الحكم ودول اقليمية.
وهذا ما يفسر اعلان الامبريالية الامريكية ومنذ الأيام الأولى ان الحرب ضد داعش ستحتاج الى سنوات طويلة قد تمتد الى عقد من الزمان،. على عكس ما جرى عند احتلال المقبور صدام حسين للكويت، حيث انجزت المهمة بستة شهور.فامريكا لم تصنع داعش لاهداف قصيرة المدى, بل, لاهداف استراتيجية, اهمها عرقلة التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين روسيا والصين وايران والعراق وسوريا, هذا التعاون الذي يشكل استكمالاً لمنظومة دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) المفضي الى انهاء فترة هيمنة القطب الامريكي الاوحد في العالم.
وظيفة داعش الاساسية هي التعويض عن الألة العسكرية الاسرائيلة التي لم تعد قادرة على خوض معركة جديدة ضد المقاومة الشعبية العربية المنتصرة , خصوصا المقاومة اللبنانية التي يمثل حزب الله قوتها الرئيسية اليوم , كما احتل الحزب الشيوعي اللبناني هذه المكانة في فترة الثمانينيات من القرن الماضي الذي دحر الاحتلال الصهيوني من بيروت البطلة.
فالانتصار اللبناني في 25 آيار 2000 التأريخي, مثل ذروة المعارك التي خاضتها المقاومة اللبنانية, قد قضى ولأول مرة على اسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر, ليستكمل انتصار 2006 هذا النصر , مبرهنا على ان قوة الإرادة الشعبية المتحررة من هيمنة الانظمة العربية المتاجرة بالقضية الفلسطينية, قادرة على اجتراح المعجزات وتحقيق الانتصار على اكبر قوى عسكرية غاشمة ممثلة بالامبريالية الامريكية وربيبتها الكيان الصهيوني.
لم يكن الدعم الذي قدمه محور كامب ديفيد ( انظمة مبارك وآل سعود واتباعهم في الخليج والقوى البرجوازية الرجعية اللبنانية) للكيان الصهيوني في عدوانه الغاشم على لبنان عام 2006 سوى تعبيراً عن قلق هذه الانظمة من تحول الإرادة الشعبية المقاومة الى قوة مادية على الارض قادرة على هزيمة الاحتلال الصهيوني وتحرير الاراضي العربية المحتلة, اي, نهايتها هي كانظمة فاسدة تابعة.
ولا يمكن عزل الثورات الشعبية العربية التي تفجرت في نهاية العام 2010 على اساس طبقي ووطني تحرري, بمعزل عن الدفعة المعنوية الهائلة التي ولدتها انتصارات المقاومة الوطنية اللبنانية على الكيان الصهيوني. كما لا يمكن انكار دور الاحتياطي الامبريالي الصهيوني داخل البلدان العربية ممثلا بالقوى الاسلامية الرجعية الفاشية العميلة كالاخوان المسلمين ومن لف لفهم في الهجوم على الثورات الشعبية العربية عبر الاندساس فيها والعمل على حرفها عن اهدافها في استقلال الاوطان والحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.
وليس مصادفة ان تظهر داعش متزامنة بعد اسقاط الشعب المصري الثائر في ثورة 30 حزيران 3201 حكم الاخوان المسلمين في مصر ليعقبه مباشرة اسقاط الشعب التونسي الثائر بقيادة الجبهة الشعبية اليسارية حكم النهضة الاخواني في تونس.وما العمليات الارهابية التي تنفذها داعش في مصر وتونس سوى احد الادلة الكثيرة التي تبرهن على انها صناعة امريكية صهيونية بامتياز.
إن اختفاء تنظيم القاعدة بشكل مفاجئ وحلول داعش محله يعني ,أن مرحلة ما بعد الثورات الشعبية العربية قد أذنت بموت القاعدة وحاجة الكيان الصهيوني بصفته حاملة الطائرات الامريكية الثابتة في الشرق الاوسط وحامي " مصالحها الاستراتيجية " وأدتها الميدانية في دعم الانظمة الرجعية العربية وضمان نهب النفط وإعاقة حركة شعوب المنطقة التواقة للتحرر والتقدم.الى ذراع صهيوني يتصدى لهذه التطورات.
فالمواجهة لم تعد بين الجيوش العربية والكيان الصهيوني, تلك المواجهة, التي طالما تمكن الكيان الصهيوني من تحديد زمانها ومكانها ونتائجها ( باستثناء حرب اكتوبر 1973). بل, هي , مواجهة مباشرة بين الشعوب العربية والدويلة الصهيونية اللقيطة. مواجهة بين المقاومة العربية الشعبية المسلحة والسلمية وكيان لا يجيد سوى لعبة الحرب النظامية المرتبة سلفاً. مواجهة هزت الروح المعنوية لجيش الاحتلال الاسرئيلي حد اصبح فيه قادته لا يجرؤن على اتخاذ قرار الحرب مجدداً ضد المقاومة وباعتراف اكبر مؤسساتهم العسكرية والتعليمية المتخصصة.
إذن, جاء ظهور داعش المفاجئ واختفاء القاعدة بعد حقبة زمنية طويلة من الخدمة, وتحقيق داعش انتصارات مباغتة في احتلال نصف الاراضي السورية ونصف الاراضي العراقية واطاحتها بالحدود بين البلدين, وسيطرتها على المدن الكبرى والموارد النفطية والمائية والبنوك والاموال والاسلحة, معلنة خلافتها الاسلامية "السنية" التي وضعت ايران " الشيعية" عدواً استرتيجياً واعلانها بأن الله لم يأمرها بمقاتلة اسرائيل . هو اعلان اسرائيلي بامتياز الحرب على الشعوب العربية ومقاومتها المسلحة والسلمية بذراع صهيوني يحمل راية اسلامية سنية وذراع رجعي ممثلاُ بأل سعود واسلامهم وفتاواهم المستندة الى التكفيري محمد عبد الوهاب.
ولابد هنا من التأكيد على أن عملية انحدار الامبريالية الامريكية من موقع القطب العالمي الاوحد الى موقع أقل ادنى رتبة في عالم يلد متعدد الاقطاب من جهة , وولادة طريق الحرير من جديد الذي يربط اسيا وافريقيا واوربا والذي تمثل ايران بموقعها الجغرافي وحجمها السكاني وقدراتها الاقتصادية حلقة الربط فيه, ايران المدعومة من قبل دول البريكس الصاعدة عالميا وفي مقدمتها روسيا والصين, دفعها, اي أمريكا, بحكم ازمتها التي تتخبط فيها الى تفجير المنطقة وفق نظرية الفوضى الخلاقة , المترجمة على يد كيسنجر , بتفتيت المنطقة العربية الى اقطاعية اثنية طائفية , وإقامة أمارة على كل بئر نفط , مقابل تحويل الكيان الصهيوني الى دولة يهودية تمثل " الباب العالي " لهذه الامارات.
ولذلك, لم يعد امر مستغرباً , ان يتحول حزب البعث العراقي الفاشي ممثلاً بمندسيه في نظام المحاصصة المتسترين بكتل تدعي تمثيل" السنة" الى احد اكبر الدعاة لتقسيم العراق وإقامة الدولة" السنية" في مواجهة ايران " الملالي" وهم انفسهم ممثلون بقائدهم " الضرورة" من قبل ايادي الشاه وتنازل عن نصف شط العرب, حين كانت ايران الشاه اكبر حليف استراتيجي للكيان الصهيوني في المنطقة. ليبرهنوا في الماضي والحاضر على انهم الذراع الصهيوني الاقدم من القاعدة وداعش, الذي لعب دورا رئيسيا لخدمة الامبريالية والصهيونية , بقطع الطريق على انتصار اليسار عندما رفع شعارات قومجية وما فوق اليسارية آبان مرحلة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات.
إن موقفنا من ايران المشار اليه في السياق اعلاه,ثُبت بوضوح مبدئي لا يقبل الضياع وسط الخطابات السياسية والفكرية المناهضة لإيران , تلك الخطابات التي تشمل حزب الله في موقفها المعادي ايضاً, والتي تجمع في حالة توافقية نادرة ( الامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني وآل سعود وآل حمد وفلول البعث الفاشي مع احزاب وقوى تحمل اسم الشيوعية !) عبر الترويج لمشاريع وهمية بمسميات قومية عنصرية ( المشروع الفارسي – المشروع التركي العثماني) اما في واقع الحال فلا يوجد في المنطقة سوى مشروعان منفذان على الارض لا ثالث لهما ( الامبريالي الصهيوني واتباعه في مواجهة المشروع الطبقي والوطني التحرري العربي وحلفاؤه اقليميا واممياً).
ولعل مداخلتي بصفتي منسق التيار اليساري الوطني العراقي في اللقاء اليساري العربي السادس الاستثنائي 8/5/2015- بيروت قد وضعت النقاط على الحروف في قضية الموقف من ايران وحزب الله. (إن الامبريالية الامريكية تدفع الصراع في المنطقة بعيدا عن محتواه الوطني التحرري نحو التخندق الطائفي, وقد نجحت بذلك حتى الأن باستخدام ادواتها في المنطقة الكيان الصهيوني والرجعية الخليجية.وعلى اليسار العربي مهمة تفكيك هذا التخندق. إن الموقف من ايران لدى البعض ممن اصيبوا بمرض ايرانفوبيا يصب في خندق الحرب الطائفية التي يروج لها فلول البعث الفاشي التي ترفع اليوم شعار تقسيم العراق باسم الفيدرالية الطائفية بعد ان تأمر حزبها القومجي على ثورة 14 تموز بحجة عدم قيام الوحدة العربية الفورية , وبعد حكم بعثي فاشي دام عقود وتنازل لايران الشاه عن نصف شط العرب وتقبيل اياديه , تردد هذه الفلول خطاب الكيان الصهيوني بالتساوق مع آل سعود وأل حمد عن الخطر الايراني المزعوم, وكإن ايران هي من تحتل فلسطين والاراضي العربية وتقتل الفلسطينين وتقلع اشجار الزيتون.
وإثر احتلال داعش ل 40 % من الاراضي العراقية, اعترف كل من العبادي والبارزاني بإن ايران هي من انقذ بغداد واربيل من السقوط بيد داعش.
إن كنا نعترف بوجود المقاومة المنتصرة على الكيان الصهيوني, فلابد لنا ان نميز بين ايران الدولة بمشروعها ومصالحها الطامحة لاستثمار موقعها الجغرافي الرابط بين القارات الثلاث اوربا واسيا وافريقيا عبر انشاء طريق الحرير الجديد, والتي انجزت البنية التحتية اللازمة له, كالموانئ والطرق وسكك الحديد والمطارات, فمصلحتها تتطلب انجاز ذات البنية في البلدان العربية الواقعة على طريق الحرير, واذا كانت مصلحتها تتطلب الاصطفاف مع القضايا العربية العادلة ” وليس مبادئها كما تعلن هي” فمعادتها لا تعني سوى الاصطفاف مع المعسكر الامبريالي الصهيوني الرجعي.
وعلى اليسار العربي ان ينتقل الى العمل على تفكيك هذه التخندق الطائفي بابراز وجه الصراع الحقيقي, الطبقي والوطني التحرري,وهو يخوضه على الاراض, ولعل من الخطوات المقترحة بهذا الشان هو تشكيل وفد يساري عربي والاجتماع بحزب الله المقاوم وايران الصديقة وروسيا للاعلان من خلال هذه الاجتماعات عن الانحياز لمعسكر المقاومة وابلاغ القيادة الايرانية على التحفظات على بعض سياستها التي نرى فيها خاطئة ومضرة بالمحصلة في المواجهة الراهنة, ونشر ذلك علنا امام الجماهير. وتقديم الشكر لروسيا على مواقفها الداعمة لشعوبنا.روسيا القوى الدولية الصاعدة في وقت تتراجع فيه الامبريالية الامريكية المتخبطة بإزمتها.)
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟