|
الحمد ل(جايكا) والوحدة الهندسية
إمانويل ماريو
الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 22:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاشك أن المُتدينين قد إستعاذوا بالله من الوهلة الأولى لقراءتهم عنوان المقال أعلاه، وذلك لما قامت عليها حياتهم ولُقّنوا على أن الحمد لا يجب أن يكون سوى لله، ولكن مع ذلك يبقى هُنالك حقيقة راسخة بأن "من لا يشُكر الناس لا يشُكر الله"، لأنه دينياً أن الله هو من يرسل إلى خلقه المحسنين ليحسنوا إلى عباده، ولكني لست هُنا بصدد تقديم محاضرة دينية مُمِلة بشئ حفظتموها عن ظهر قلبكم أعزائي، إنما أريد أن أمهد فقط لما ظلت تقدمه وكالة العون الياباني (جايكا) بالتعاون مع الفرقة الهندسية اليابانية التابعة للأمم المتحدة للبلاد، ولا أبالغ إن قلت أنها قد قاربت على موازاة ما قامت تُقدمها حكومتنا من خدمات تكاد أن تكون شيحية رُغم وفرة الموارد اللازمة لتقديم الخدمات للمواطن كاملاً. أتابع فور أن حطت رحالي مدينة جوبا مُنذ العام 2010م، ما تقوم به برنامج العون اليابان بالتعاون مع الوحدة الهندسية التابعة للجيش الياباني بالأمم المتحدة، من مشاريع تنموية إستفاد منها كثيراً مواطن جنوب السودان الذي يعاني الأمرّين من غياب برنامج حكومي واضح للتنمية تستهدف النهوض بكافة مجالاته خاصة ما يعيق المواطن من أداء الواجب المنوط به تجاه الوطن و مخاطبة حاجاته في الإستشفاء والتعليم. فقد ظل اليابانيون يقدمون مشاريع تنموية حيوية للمواطن في حدود ما أتيحت لهم من موارد، وقد صانوا الطرق وإنشاءؤا الجسور حول مجاري المياه وشرعوا أخيرا في بناء الكبري الرئيسي الرابط شطري مدينة جوبا (شرقها بغربها)، إضافة إلى ذلك مشاريع المياه التي قاموا بها من قبل داخل الأحياء السكنية قبل أن تندثر لعدم المحافظة عليها. ومالا شك فيه هو بُلوغ معانة مواطني أحياء (مونكي) و(قوديلي) ذروتها قبل إنشاء جسر (مونكي) على طريق (بيلفام)، وثلاثة جسور أخرى على طريق (قوديلي)، فيما توقف أسطورة الجِن الساكن بجسر مُستشفى الصباح للأطفال والذي يتسبب في الحوادث القاتلة، عقب أن أعيد تأهيل الجسر القديم ببناء أخر أكبر من الأولى كما أنشئوا جسر المُدرعات على الطريق المتجه إلى كبري (قومبا) بحيث أنشئت تلك الجسور بطريقة تستوعب ما تشهدها المدينة من وقت لأخر من إزدياد الضغط السكاني والتي تصحبها في ذلك زيادة الضغط المروري على مختلف طرق مدينة جوبا. إضافة إلى تلك الجسور فإن طريق (كلولو) المار بشرق السفارة الأمريكية مُتجه شمالاً، فإن صيانتها وإنشاء جسور صغيرة حولها سهلت من الحركة في ذلك الجزء من حي (جوباناباري) وهي أيضا ضمن المشاريع المُقدرة لليابانين وقد عملوا بجد لإنجازها. وبإجراء مُقارنة بسيطة بما شهدتها أعيني من مشاريع قامت تحت الإشراف الحكومي المباشر، فإنكار دور اليابانيين في تلك المشاريع يكون أمر فيه إجحاف واضح وصريح للدور الذي يقدمه العون الياباني، خاصة وأن المشاريع الحكومية وبالضبط في مجال الطرق والجسور، فيما عدا الطُرق التي أنجزت الجزء الأكبر منها في الفترة ما بين 2011م إلى 2012م لم تشهد البلاد سواها إلا مؤخراً عندما بدأت ثورة ترميم طرق داخلية صغيرة في الأحياء العتيقة، وهي ضِمن شبكة الطرق التي تربط أحياء مدينة جوبا. وبإستصاب إنجاز الحكومة ومقارنتها بحجم ما قدمتها العون الياباني ومدى تأثيرها، فإننا نلحظ من مجرى تلك الطُرقها ربطها لأماكن محددة وعلى (سبيل الحصر لا المثال) الطرق التي درج الرئيس الذِهاب إليها، ولم يكن لأهمية تلك الطرق بالنسبة للمواطن ومدى إسهامها في ترقية المنطقة تجارياً وتنموياً. لذا فإن مشاريع العون الياباني والفرقة الهندسية فعلا أنها صغيرة ولكنها ذات فائدة كبيرة جداً تعود بالنفع على كافة سكان مدينة جوبا دون فرز وهي المشاريع التنموية التي نريدها بحق ويستفيد منها قطاع كبير من المواطنين. ومنذ عام 2005م كانت الفرصة متاحة أمام حكومتنا لتقديم ما قد يسهل إليهم بسط الأمن والسيطرة على التفلتات الأمنية داخل جوبا وفي الأقاليم، لان طريق واحد يصل ولاية البحيرات بالإستوائية الوسطى تساعد على بسط الأمن عن طريق سهولة تقديم الدعم بقوات لتسهم في بسط أي إنفلات كالتي حصل الأن، فيما تُرقي من الإنشطة التجارية عن طريق ربط مناطق الإنتاج في ولاية البحيرات بمناطق الإستهلاك في مدينة جوبا. كما يُقلل ذلك من أعباء وتكاليف السفر على المواطن، وهو ما يعود بالنفع عليه وعلى المنطقة الممتدة على طول الطريق ولكن لم تُستثمر حكومتنا تلك الفرصة للقيام بما هو يخدم أجندته في الحكم، وكان العون الياباني والفرقة الهندسية سباقاً لذلك فعلمت الداء وووضعت لها الدواء المناسب وهم مستمرين في تقديم ما عليهم من واجبات تجاه دولتنا ومواطنينا في حاجة ماسة إليها وعليه فإن رفع القبعات تقديراً وعرفاناً لدور (جايكا) في
#إمانويل_ماريو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزير الزراعة يضع النقاط فوق الحروف
-
عن مجلس إدارة الهيئة القومية للكهرباء
-
إعادة توزيع التراكتورات يبدو خياراً منطقياً
-
جون كيري والمحكمة المختلطة
-
القاهرة وجوبا ... حوار المصالح والتوازنات
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|