أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نعيم عبد مهلهل - ميثولوجيا الأهوار ..تجفيف الأهوار ..تجفيف لأحلام الأنسان والسمك والماء والقصب















المزيد.....

ميثولوجيا الأهوار ..تجفيف الأهوار ..تجفيف لأحلام الأنسان والسمك والماء والقصب


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:26
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


ــ الحلقة السادسة ــ

(( تقول الحكمة المكتوبة بالخط المسماري على لوح طين سومري: "حيث ما تغمر المياه الأرض ينمو الخير وتخرج أجنحة السعادة إلى الوجود". هبة من الله أن تغمر أرض الرافدين المياه وتنفرد بوجود ذلك العالم الساحر الجميل والغريب (الأهوار) بين الشروع في التكوين والعمل في مشروع التدمير البيئي لسنوات. يعتصر القلب الحزن والألم وأنا أشاهد خراب تلك الحروب العقيمة, والتي توالدت منها حروب أكثر ضراوة (التدمير البيئي ) وهي تتوغل في عالم يخرج من قبضة الموت. أسطورة أخرى أن ينتصر الإنسان في العراق حتى على الموت. عشرات الآلاف يخرجون من أكفانهم القسرية وهم يرقصون رقصة من عاد ليغمر الأرض بالمياه. ))
الدكتور شاكر الحاج مخلف
مجلة الأزمنة العربية ـــ أكتوبر 2004

يتقاطر من كلمات الدكتور شاكر الحاج مخلف رئيس تحرير جريدة المدار الأدبي الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية حزنا ديناميكا يؤرخ لأزمنة أرض كانت تحتفي بالبقاء والخلود بفضل مسلاتها ورقم أساطيرها وأغنيات أناسها البسطاء والفقراء . والأهوار ظلت عبر العهود والعهود تمثل بيئة متفردة تسكنها قلة قليلة من منتمي الطبيعة القانعين بشغف هكذا فردوس فلاشيء يغري سوى سماء مفتوحة كأذرع نورس شيخ ولا مائدة تحتفي بالأطياب سوى شواء السمك ورفة الطيور الحرة الذبيحة وأرغفة القمح والرز لهذا بقي المكان محتفظا بخصوصية روحه وجسده رغم الويلات والحروب والمجاعات والأضطهادات العرقية والاثنية .
وظلت كلمة ( معدان ) تطلق على غالبية سكان هذه الأمكنة المائية ، وهم في الأصل عرب أقاح اعتاشوا على مهنة الصيد وتربية قطعان الجواميس وهي حيوانات ضخمة من فصيلة الدواب والبقر دجنت في هذه المناطق منذ قديم الزمان قادمة من مواطنها الأصلية في المناطق الاستوائية في الهند وظهرت في بعض الرسومات السومرية تجر العربات الملكية والحربية إضافة إلا أنها منتج هائل لمادة الحليب الكامل الدسم الذي يصنع منه ( القيمر واللبن الرائب ) .
بقيت الأهوار عبر أديم الأزمنة التي لاينتهي تمثل نمطا متفردا لطبيعة ولدت من افتراضات ونظريات عديدة لكن أقربها تلك التي تقول أن المكان المتوسط لدلتا نهرين يصبح منخفضا وتتجمع عنده الأنهار في موسم الفيضان لهذا بقي الثر في هذه الأماكن يكشف طبيعة المكان وميزته كما هو اليوم .
لم يكن الاعتداء على هذا المكان بهاجس معاصر . لكن كانت الإمبراطوريات القديمة منذ كورش والأسكندر وحتى الحاضر تنظر لهذه المناطق مأوى آمن للعصيان والثورة لكن إمكانيات الأمس البعيد لم تكن مهيأة لتغيير طبيعة المكان سوى أنشاء السدود والموانع الترابية لكنها سرعان ما تنجرف بفعل قوة الماء وكثيرا ماكان الأعتقاد بزوال تلك الإمبراطوريات آت من نبؤة عراف تقول : أن الزوال سيتم عبر الطوفان وهذا ما فعلته تلك الإمبراطوريات كما يتحدث عنه الباحث حسين جلوب الساعدي في مقالته المنشورة بجزئين في مجلة الجمعية العراقية لأحياء الأهوار وموقعها على الشبكة الدولية :
((ما جاء في كتاب فتوح البلدان للبلاذري , كانت الفرس تتحدث عن زوال ملكها نتيجة لحدوث زلزال وطوفان وكانت دجلة تصب إلى دجلة البصرة التي تدعى العوراء في انهار متشعبة لتصب أخيرا في مجرى رئيسي .
فلما كان زمان قباذ بن فيروز انبثق في أسافل كسكر , بثق عظيم فأهمل حتى غلب ماؤها واغرق كثيرا من الأراضي العامرة وكان قباذ واهنا قليل لملكه فلما ولى انوشيروان ابنه أمر بذلك الماء فردم بالمسنيات حتى أعيد أعمار بعض تلك الأراضي ثم لما كانت السنة التي بعث فيها رسول الله ( صلى الله علية وآله وسلم ) عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى برويز وهي سنة سبع من الهجرة ( ويقال سنة ست) زاد مستوى ماء الفرات ودجلة عظيمة لم ير مثلها قبلها ولا بعدها وانبثقت بثوق كبيرة فجهد برويز على سدها فغلبه الماء ومال إلى موضع البطائح فطفا على المباني والأراضي الزراعية فغرق عدة عدة طسابيج , كانت آنذاك وركب كسرى بنفسه لسد تلك البثوق وصرف الأموال على العمال والسدود وقتل وصلب العراق وانشغلت الأعاجم بالحروب فكانت البثوق تنفجر فلا يلتفت إليها وعجز الدهاقين عن سدها فاتسعت البطيحة وعرضت .))
أذن هو أزل واقع تحت تأثير القدرية الطبيعية أن تصبح تلك الطبيعة محط دائم لفكرة الزوال التي يراد بها تغيير طبيعة المكان وطوبغرافيته وهذا أمر لا يتحقق في اغلب الأحيان إلا من خلال الحروب لأنها تمثل سيل من عنفوان أخرق يهدم كل شيء لكن محصنات الطبيعة كما في الأهوار لم تسمح لسنابك الخيل رومية كانت أم فارسية أو عثمانية أو مغولية أن تفعل شيئا مع المكان العنيد وظل يمثل روحا متحديا لرغبة الغزاة وكانت هي الأماكن الأكثر أمانا لحماية أولئك الذين يتطلعون إلى الحرية أو الهاربين من الجور الخلفاء والولاة ودسائسهم . لكن العصر الحديث تمكن مع حداثة الآلة والفكرة أن يفعل الأذى بالمكان وهي فكرة بدأت بوادرها في مطلع القرن العشرين مع دخول الإنكليز الذين طلبوا من الملك فيصل تجفيف الأهوار فردهم : كيف لي أن اجفف العراق كله .وهي عبارة للرفض والاستحالة .
غير أن هذه الأمكنة شهدت معاناتها الكبرى في آتون الحرب العراقية ــ الإيرانية 1980 ــ 1988 . والتي تفاعلت واستقبلت رصاصة الرحمة بعد حرب الخليج الأولى 1990ــ 1991 حيث فكر النظام بجدية أن يتبدل المكان كليا ولتبدأ واحدة من أبشع عمليات القسر الطبيعي عندما صدر القرار السياسي بتجفيف الأهوار وهو قرار يتعدى في مفهومه بعده الاستراتيجي والتعبوي والمخاوف بل كان تعديا على قدسية التأريخ والإرث وخصوصية المكان وطبائع البشر الذي يعيشون فوقه عدا التأثيرات البيئية الهائلة كون المكان كان بتكوينه الجيولوجي حافظة طبيعية للكثير من المعادن الفائرة كالنفط وانه أي المياه المخمورة حافظة على الحد من المد الزلزالي الذي سكن المناطق الشرقية من إيران المجاورة منذ أقدم العصور لهذا كان تأثير الشروع بعمليات التجفيف بخطوتها الأولى وهو ما أطلق عليها عمليات ( جز القصب ) أو ( قص القصب ) وكان القصب أعناق خراف متمردة علينا قطعها للتخلص من مشاكستها ومنذ تلك اللحظة وحتى سقوط بغداد مورس على المكان عمليات لا تحصى من التغيير بواسطة آلاف الحادلات والالآت الثقيلة والشركات التي حملت في عناوينها مفارقات كتسميتها بأسماء السور القرآنية كشركة الأنفال وهو أسم سورة قرآنية ولكنه أطلق على ساعات الصفر في عمليات الأبادة الكردية وكذلك في عمليات التجفيف أو شركة النصر المبين وغيرها .
بدأت عمليات التجفيف من خلال مشروع ضخم من مشاريع الخطة الخمسية وعلى مراحل متعددة وبعد مداولات شكلية في مجلس الوزراء لأن القرار كان مبنيا على تخوف فردي من أن المكان الذي كان شرارة انطلاق الانتفاضة الشعبانية عام 1991 يمكن أن يكون مركزا لتجمع قوى المعارضة تلك التي اتخذت من الأراضي الإيرانية منطلقا لها وخاصة ذات الطابع العسكري منها كفيلق بدر الذي أسسه الشهيد أية الله محمد باقر الحكيم في الثمانينات كذراع عسكري لمنظمته المسماة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وقد مهد لهذا القرار السياسي العسكري بمجموعة مقالات افتتاحية بجريدة الثورة العراقية بعد انتهاء العمليات العسكرية عام 1991 ولم تكن مذيلة باسم صاحبها الصريح وهي تتحدث عن سكان الاهوار وفيها الكثير من المس لعروبتهم وانتمائهم الوطني وسلوكهم الحضاري واعتبرت هذه المقالات وقتها من قبل المثقفين كرد فعل عصبي وسريع وعدواني اتجاه سكان الأهوار وقرأت من قبل العارفين إنها بداية لعمليات تطهير واسعة وهو ما اثبت بعد ذلك عندما بدأ الجهد الهندسي للدولة بتنفيذ سيناريو تجفيف الأهوار من خلال خطوته الأولى محاولة شق أنهر جديدة من خاصرة الفرات قبل وصوله إلى مناطق الأهوار وتحويلها إلى الصحراء الفاصلة بين الناصرية والبصرة ومنها ما أطلق عليه ( نهر أم المعارك ) والنهر الثالث وانهر فرعية أخرى على جهة الكرماشية والأرطاوي ونهر الخير على جهة محافظة ميسان ، وكان يرادف هذا الجهد الهندسي الهائل حملة تهجير بين شعارات ترهيب وترغيب تمارس على سكان المنطقة ويوازيها في ذلك حملة عالمية لحث الحكومة العراقية على التوقف كما في تقرير واحدة من المنظمات الإنسانية البريطانية :
(( قالت تلك المنظمة: "إن الحكومة العراقية تقوم بتحويل منطقة الأهوار الغنية بمواردها الطبيعية والفريدة في طبيعتها البيئية إلى صحراء جرداء قاحلة". وأضاف التقرير في موضع آخر: "إن صوراً التقطتها الأقمار الصناعية تشير إلى أن مسطحات مائية تبلغ مساحتها أكثر من عشرين ألف كيلومتر مربع قد انكمشت إلى أقل من ألف وخمسمائة كيلومتر مربع". كما يتطرق التقرير العلمي البيئي بإسهاب إلى المعاناة الشديدة التي عاشها سكان أهوار العراق في كل العهود تقريباً, ))
وهذا عكس على مدار سنة تقريبا بأضمحلال الحياة وتغير طبيعة المكان وكانت كلمات صحفي بريطاني زار الأهوار قادما من الجهة الإيرانية عن طريق هور الحويزة وهو اكبر الاهوار العراقية حجم ويقع بين العراق وإيران من جهة العمارة و البصرة حيث تنبسط امتداداته على طول ساحل ضفة شرق وتصب فيه مياه نهري دجلة العراقي والكرخة الإيراني أوقات الفيضانات وتزيد مساحته على 2800كم.
قال الصحفي ( انه يستطيع أن يصف المناطق المجففة التي زارها ورآها ، إنها تشبه جواميساً دون ضروع وانه لأول مرة شاهد أرضا تستحق الرثاء بهذا الشكل فقد كان كل شيئا يموت حتى القواقع .)
هذه الصورة عكست وقائع الحدث القسري الذي رسمت معالمه جزء من قسوة السياسة أولاً وبالتالي قسوة القائمين عليها حين تسود فكرة التسلط والخوف من أناس بسطاء لم يفكروا يوما ما بالزحف على العواصم واحتلالها ولكن الحروب والأحتلالات تأتي إليهم دون رغبة منهم فيضطرون للدفاع عن المكان والشهادة من اجله .
ولكي نقترب من الحدث بالأرقام لهذه المأساة البيئية سنأخذ اهوار محافظة ميسان أنموذجا ضمن إحصائيات أوردها المختصون كلا حسب عمله في دراسة مقدمة إلى الجمعية العراقية لإحياء الأهوار للسيد جاسب المرسومي وفيها تباينات كبيرة لمستويات الحياة بين ماكان موجود وما بقي بعد تجفيف تلك المناطق :
(( كانت محافظة ميسان الأكثر تضررا كونها تشتمل على أغلبية ألأهوار في الجنوب العراقي الذي تقدر بأكثر من 45% من المخفضات بالنسبة لأهوار العراق الجنوبية .
قال الدكتور حسن هادي رئيس قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة ميسان , ان أعداد الجاموس في العراق كانت تشكل في بداية التسعينات بحدود (200) آلف رأس جاموس ليصل تعدادها في عام 2003 إلى (130) رأس وبنسبة انخفاض تصل إلى 35% , وأضاف الدكتور , في محافظة ميسان يشكل الجاموس نسبة 26% من العدد الكلي الموجود في العراق ويشكل الجاموس في مناطق ألأهوار نسبة 80% من تواجده في المحافظة , .
الانخفاض في أعداد الثروة الحيوانية في ألأهوار وخصوصا الجاموس لا يشكل بالضرورة موت هذه الحيوانات وإنما نتيجة الهجرة أو نقص المواد العلفية او الخدمات البيطرية أو تعرضها للجفاف نتيجة لهجرانها البيئة المثالية لتربيتها وهي الأهواراو المياه بشكل عام .
وفي تقرير صادر عن دوائر الثروة الحيوانية في ميسان يمكن إحصائها حسب ما جاء فــي التقرير , بان أعداد الجاموس في اهوار ميسان قبل التجفيف كانت بحدود (26500 ) راس وبعد سنوات التجفيف وصلت أعداد الجاموس إلى ( 16850) رأس جاموس أي بنسبة انخفاض تصل إلى 38% ,. .
وقال الشيخ سكر شنون أحد مشايخ عشيرة السواعد التي تسكن اهوار المشرح شرق ميسان , كانت اقل عائلة تسكن ألأهوار تمتلك 20 ـ 25 رأس جاموسه اما الآن فاغنى العوائل لا تمتلك اكثر من 7 جاموسه بسبب شحت المياه وهجرتنا القسرية من ديارنا , . وقد كانت هذه المناطق معرضة الى الهجرة والترحيل القسري بسبب الأوضاع العسكرية والسياسية التي تعرضت لها مناطق الأهواز .
أما بالنسبة إلى الثروة السمكية ففي التقرير الذي اعده المهندس الزراعي الأقدم طالب جاسب لفته مدير شعبة شؤون الثروة السمكية في ميسان الذي جاء فيه , احتسبت أعداد الأسماك على أساس ألد ونم الواحد ظمن مساحات الأراضي المجففة والتي بلغت 626000 آلف دونم في ألأهوار الشرقية والغربية لنهر دجلة فان أعداد الأسماك للدونم الواحد تقرب من 500 سمكة بمختلف الأحجام والأنواع وبمتوسط وزن 1000 غم للسمكة الواحدة فان الأعداد السمكية المفقـــــــــــــودة (313000000) أي بمعدل (313000) طن سنويا , وقد شملت الأسماك المفقودة بأنواعها القطان والبني والشبوط والشانك والجري والخشني والكارب بانواعة وهي الأسماك المعروفة في اهوار العراق . وأضاف المهندس طالب لفته , ان أنواع الأسماك الأصلية كالقطان والبني والشبوط التي تعد من أرقى أنواع الأسماك في العالم بدأت بالتناقص بشكل ملحوظ وكانها أوشكت على الانقراض ,. .
وقال فيصل الحريشاوي من سكنة اهوار العريض غرب دجلة من ميسان , كان الصيد المهنة الرئيسية لأغلب سكان هذه المناطق والآن فقدنا ما كنا نعيش عليه بسبب تجفيف ألأهوار تلك التي كانت الجنة بالنسبة لنا , . فكما وصفها هذا الرجل فأن اهوار العراق وصفتها التوراة بأنها جنة عدن .
آما بالنسبة للطيور , قال المهندس تجيل شمخي اختصاص ثروة حيوانية , الطيور هبة الله للعراقيين فهي بروتين مستساغ عالي النوعية تأتي من الكوريتين ومن روسيا والقفقاس والشيشان كالبط والخضيري والكوشر والدبش والحذاق ومنها الطيور الحرة عريضة المنقار التي تتراوح وزن واحدتها من 2ـ 7 كغم وأوقات هجرتها تبدأ بفترة الفيضان من كانون الأول حتى شهر شباط سنويا , ..
وقال المهندس عبد الرحمن فاضل الباحث في مجال الطيور المهاجرة , تصل أعداد الطيور المهاجرة إلى العراق قبل التجفيف إلى ( 1,890000 ) وبعد فترة التجفيف ولمدة عشرة سنوات تناقصت أعداد الطيور إلى ( 590000 ) أي بنسبة انخفاض تصل إلى 30% من الأعداد الكلية , ..
وقال التاجر عباس زاير المتعهد بتسويق الطيور وجمعها من الصيادين , كانت تصل إلى الأسواق المحلية يوميا بحدود 2 طن أي 200 طن سنويا ولكل موسم لكنها قلت بعد تجفيف ألأهوار إلى ما يقارب من 100 إلى 200 كغم يوميا أي بمعدل انخفاض يصل إلى 50 طن سنويا وهذه تعتبر خسارة كبيرة لنا وللصيادين , ..
وقدر الباحث عبد الرزاق فليح خسارة العراق خلال فترة تجفيف ألأهوار بالجاموس فقط حيث قال , وصلت خسائر العراق إلى أكثر من 300 مليار دينار عراقي فقدها العراق خلال عقد واحد من ومن حيوان الجاموس , وأضاف الباحث عبد الزاق فليح الذي عمل طبيبا بيطريا في قضاء المجر القريبة من ألأهوار الغربية لمحافظة ميسان للفترة من 1971ـ 1998 في قوله , ان الطيور المائية المنزلية والمهاجرة والأسماك وكذلك الحشرات هذه الكائنات تعتبر بوابات لثروات طائلة ناهيك عن البحوث الطبية والعلمية وجمالية تخص العراق والعالم .
هذه المعلومات الإحصائية ترينا حجم الكارثة ونشاهد فيها مقدار الفقدان الذي أصاب الطبيعة ناهيك عن إصابة الأرض بالتصحر والملوحة وموت كل أشكال النبات الطبيعي وأهمها قصب البردي واندثار الآلاف الهكتارات من الراضي الصالحة لزراعة الرز .
إن قتل الطبيعة بهكذا شاكلة يمثل جرما مزدوجا لأنك تقتل في ذات القصد أكثر من حياة ( بشر ونبات ودواب ) وبذلك يكون الحدث حاملا صبغته الإنسانية الأليمة التي كلفت آلافا من البشر بالنزوح من أبدهم ومناطق سكناهم إلى مدن لم يتعودوا العيش بها ولكنهم عاشوا بها على مضض ورهبة وخوف من عقاب السلطة الحاكمة .
وهكذا تنقلب العجلة وتدور الدوائر وتسقط العروش والتماثيل وتعود الرغبة باستعادة هذا العالم الجميل لطبيعته حلم لازال يحبو في خطوات تحتاج إلى جهد وعمل وعلم ووطنية حقة ..

أور السومرية 7 تشرين اول 2005





#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثولوجيا الأهوار..الهور ..المكان طوبغرافيا وعناصر الحياة
- هل كنا نحتاج الى يولسيس ..وهل كانت بغداد إيثاكا..؟
- الموسيقى السومرية ..الروح أولاً
- الثقافة العربية _الأسبانية ..رؤية من خلال المنظور التأريخي
- فرنسا والعرب من نابليون وحتى جاك شيراك
- عن الضوء الذي يبعث شهوته الى كل ذكور العالم
- مشوار مع حنجرتي لطيفة التونسية وصديقة الملاية
- الشعر والأقتراب من ذاكرة السياب وأنشودة المطر
- خيمياء الكلمة شيدت للعشق كوخا ياصديقي
- الأحتفاء بعينيك وبالقرية والشعر
- أبو معيشي ذاكرة النخل والماء والقصيدة
- قصيدة بومضة.ومضة برمش عين.رمش عين بنور كلمة
- أيها الناس هذا وطن وليس بطيخة
- الكوري عندما ينوح كأمراة من أجل الحياة
- لوركا يشرب القهوة في أور
- نسمة طاردة ..نسمة جاذبة ..تلك هي قصيدتي
- بين الجواهري والجعفري
- الأحتفاء بالشعر على الطريقة البوذية..(خدك جرح وقصيدتي خنجر ) ...
- الموسيقى بين روح الأنثى ومنى الرجل .. قراءة فلسفية
- فلسفة لولادة حصان


المزيد.....




- ما حقيقة إعلانات إسرائيلية تروج لبيع منازل في الضفة الغربية ...
- إيران تلوح بتعديل موقفها حول امتلاك سلاح نووي وتقرير سري أمم ...
- هل الهدنة مع حزب الله يمكن أن تستمر لسنوات؟.. نتنياهو يرد
- -لن نخضع للابتزاز-.. جورجيا تجمد محادثات الانضمام للاتحاد ال ...
- الجيش السوري يعلن القضاء على مجموعات مسلحة تنكرت في زيه الرس ...
- إيران تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب أجهزة طرد مر ...
- تغريم زوج إعلامية مصرية بدفع 30 مليون جنيه كتعويض لورثة ضحية ...
- بوتين يهدد بضرب مراكز -صنع القرار- في كييف
- مصر ترد على تصريح -خطير- أطلقه نتنياهو يخص لبنان
- فنزويلا تستهدف داعمي العقوبات الأمريكية المفروضة عليها


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نعيم عبد مهلهل - ميثولوجيا الأهوار ..تجفيف الأهوار ..تجفيف لأحلام الأنسان والسمك والماء والقصب