أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط














المزيد.....

شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 13:27
المحور: المجتمع المدني
    


لا مكالمةَ واحدة تكتمل! يهرب منك الخط بعد عدة ثوان. فتعاود الاتصال لتُكمل الجملة التي بُترت على لسانك. لأن شركات الاتصالات المصرية لا تحترم عملاءها، ولا تعبأ بوقتك ولا بأعمالك. فأنت مجرد رقم! وقيمتك هي قيمة الفاتورة التي تدفعها لهم كل شهر، وفقط. أما الجحيمُ عينُه، فينتظرك إن حاولت الاتصال بأقسام الدعم الفني لأي شركة اتصالات أو انترنت. نصفُ ساعة ستضيع من عمرك هباءً دون أن تصل إلى شيء. فتتعلم فيما بعد أن تتحمل رداءة الأداء وأنت صامتٌ صابرٌ، صموتٌ حمول، دون شكوى. فأنت لن تضحي كل يوم عبثًا بثلاثين دقيقة من عمرك، فضلا عن خسرانك أعصابك وتعكر مزاجك بقية اليوم، دون طائل. الموظف الذي يتلقى الشكاوى مُدرّبٌ جيدًا على امتصاص طاقتك وإنفاد صبرك وتدمير أعصابك. يحفظ الأسئلة ويكررها ببلاهة كالببغاء، ويتفنن في إضاعة وقتك وإصابتك بالضجر. يتركك بالدقائق الطوال كالدهر تسمع موسيقاهم المزعجة، وتتجرّع إعلاناتهم المملة رغم أنفك، ثم يعود إليك بصوت باسم وهو يعتذر عن الوقت الذي سرقه من عمرك، والنتيجة؟ صفر. المشكلة قائمة وعلى جنابك أن "تخبط راسك في أقرب حائط". ولأنك ذكيّ وتعرف قيمة الوقت، سوف تتعلم الدرس ولا تعيد الكرّة أبدًا.
وسياسة: "اخبط راسك في الحيط"، ليست مجازية بل حرفية. صرحت بها الأسبوع الماضي مصادرُ بشركات المحمول الثلاث قائلةً: "الدعوات التي وجهها البعض بإغلاق الهواتف المحمولة لمشتركي الخدمة، مساء الخميس، ستبوء بالفشل. لن تفعل إلا أن تؤثر على أدائنا سلباً، ولا جدوى منها. فالراغبُ في المقاطعة إما أن يكون تحت نظام الدفع بالباقة الشهرية، ما يعني أنه سدد قيمة اشتراكه للشركة سواء أنفق رصيد مكالماته أم امتنع فتضيع عليه، وإما أن يكون بنظام الكارت المدفوع مسبقًا، ما يعني أنه سدد قيمته. ونحن لن نلتفت لتلك الدعوات.” تلك هي فلسفة سرقة الأموال والأعمار بصفاقة!
مع بداية العام الحالي، بدأتُ مقالا عنوانه: “شركات المحمول، عيب اختشي"، دعمت خلاله فكرة مقاطعة الشركات الثلاث يوم 28 يناير 2015، في إحياءٍ لذكرى اليوم التعس الذي قطعت فيه عنّا الشركاتُ خدمةَ الاتصالات والانترنت أثناء ثورة يناير 2011. على أنني لم أكمل المقال ولم أنشره، بعدما قرأت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه بوزير الاتصالات وتكنولوچيا المعلومات آنذاك المهندس عاطف حلمي. حيث أصدر الرئيسُ أوامره بضرورة توفير خدمات الإنترنت فائق السرعة، وتحسين مستوى خدمة الإنترنت المقدمة للمواطنين، والاهتمام بتدريب الشباب المصريين فى مجال الاتصالات وتكنولوچيا المعلومات لتوفير الكوادر المتخصصة فى هذا المجال. تصورتُ وقتها، لحسن ظنّي، أن المشكلة قد انتهت. لكن الأيام كشفت أنها تتفاقم، حتى في عهد الوزير الجديد. لأن الفكرة كامنةٌ في عدم احترام المسؤولين للمواطن، وفشل الإدارة، والجشع الرابض في النفوس، وتلك أمور لا تمحوها قراراتٌ سيادية، بل تحتاج إلى منظومة أخلاقية وتربوية، يبدو أنها غابت عن ثقافتنا، بكل أسف، بعد تسيّد ثقافات: رِخَص قيمة المواطن، والأنامالية، وغياب الضمير.
سأُعيد كلامي المكرور بأن الخلل كامنٌ فينا إلى أمد غير منظور، ما لم نقم بثورة أخلاقية شاملة، تُعيد المواطن المصري إلى "الكود الأخلاقي والقِيَمي" الذي كان موجودًا حتى الستينيات الماضية، حين كانت الدولةُ تحترم المواطن، وكان المواطن يحترم الآخر. وكان الجميعُ يحترم القانون والعمل وقيم الجمال والتحضّر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السراب
- وسيم السيسي... سُرَّ من رآك
- في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون
- فانوس رمضان
- درجة الإملاء: صفر
- -الحرف-... في المصري اليوم
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء
- رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي
- سلطان القاسمي... أحدُ أبناء مصر
- ليس بوسعي إلا السباحة ضد التيار
- قبل أن تُحبَّ صحفية
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!
- بعضٌ من الحلم لا يفسدُ العالم
- في أي دركٍ من النار يسكن الأوركسترا؟
- رسالة من فاطمة ناعوت للرئيس السيسي بخصوص تهجير المسيحيين
- حزب النور... على أبواب التمكين


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط