مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 12:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
طالعت اليوم 30 يونية، مقالكم خارج النص ( الذى أصبح أول ما أقرأه فى يومى ) والذى يحوى رسالة المحترم د يحيي طراف والذى يشير فيه لمقالكم عن إنتصار العقل على الإرهاب الإجرامى -- وقد تفضل د طراف لإضافة الدولة القوية لعنصر العقل حتى ننتصر على الإرهاب وهو كلام مهم يستحق التقدير والإحترام من شخصيات مثقفة وطنية مهمومة بالوطن مثلكما، وكلاً منكم على حق فى رؤيته -- لكن إسمحوا لى أن أضيف العنصر الثالث الأخير والمهم من وجة نظرنا للقضاء على الإرهاب من واقع خبرتى 55 عاما -- للأسف زميلاً وقريباً من هؤلاء القتلة والجماعات الحاضنة لكل هؤلاء المجرمين إخوان وسلفيين والجماعة الإسلامية وغيرهم من الجماعات المتأسلمة حيث زاملتهم أثناء مراحل دراستى بالأزهر وبعد تخرجى فى الحياة العملية والإجتماعية ،أما العنصر الثالث الذى أرغب فى إضافته هو تنقية التراث الإسلامى الملىء بالأكاذيب وتنقية المناهج التعليمية بالأزهر ووزارة التربية والتعليم من الفكر العنيف المتطرف المتخلف ، لأن القضاء على الفكرة الدموية العنيفة من الجذور سوف يوقف مزارع ومدارس التفريخ لهؤلاء الإرهابيون ، وقد تكون فكرتى وفكرة د طراف تندرج تحت رؤيتكم لأن العقل إن ووجد نفذ وطبق عنصر القوة وعنصر الفكرة -- وأنا ماأقصده هنا هو توضيح الرؤية لصانع القرار لأن الإرهاب لن يتوقف بالتمنى أو بالقضاء على المجموعة الحالية فسوف تنشأ وتنمو غيرها لأن الفكرة السيئة لاتموت إلا بالفكرة الصالحة ، ونحن قد أبتُلينا كأمة بفقهاء على مدار 14 قرن منهم الصالح ومنهم الطالح وللأسف كانت الكلمة العليا والبقاء للطالح منهم لفساد الخلفاء والحكام فحاربوا الصالح من الفقهاء وأحرقوا كتبه مثل أبن رشد ، فأنتشرت تفسيرات ورؤى ومذاهب تؤسس للعنف وتضع شريعة غير الشريعة ، وأتو بالنصوص فى غير موضعها خدمة للحكام ولمصالحهم ، حتى أصبح الباطل هو الحقيقة، والكذب هو الصدق، وكراهية الغير من الدين ، وقتل العباد آمر من رب العباد ، والتفجير والحرق جهاد ، وقتل النائب العام محامى الشعب الشهيد المستشار هشام بركات لن يكون الأخير ، وكل ذلك ونحن نتفرج والمسؤول يمسك العصا من المنتصف ، وينتظر أن يعود هؤلاء لحضن الوطن ، رغم أن من يبيع وطنه مرة واحدة لن يشترية أبداً – لذا أخى الدكتور خالد نحن نطالب الرئيس السيسى بتشكيل لجنة فوراً من كبار مثقفى الوطن ورجال الدين المستنيرين تكون مهمتها تنقية كتب التراث من الأكاذيب والعنف وكذا المناهج التعليمية وعدم السماح لأى رجل دين مسلم أو مسيحى أو غيره بالعمل إلا بعد إجتياز فحص لجنة عليا من الطب النفسى تثبت أنه متزن وصحيح العقل لأن رجل الدين يقود الأمة فكيف يقودها المعتل عقلاً المجرم طبعاً وللأسف من هؤلاء الفقهاء والمشايخ من يتصدر المشهد الدعوى والإعلامى وهم أخطر ممن يحملون السلاح لأن ذلك هو من أفتى لهذا .
أخوك الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ الشريعة الإسلامية
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟