عندليب الحسبان
الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 14:45
المحور:
المجتمع المدني
" قررتُ ان أتحوّل للمذهب الشيعي ,وأقومَ بعمل جيب مقاوم في الجنوب الاردني للعدو الصهيوني , لان النظام ممثلا بالملك وزمرته الفاسدة قد تجاوز كل الحدود ولا نعرف أين يأخذ الاْردن، وسنتحالف مع كل ما يخدم القضية الوطنية الاردنية بعيدا عن تحالفات النظام السافلة "
هذا ما نشره على صفحته في فيسبوك الكاتب في صحيفة الغد الأردنية جهاد المحيسن , والذي على اثره تلقى المحيسن _ بحسبه _ كتابي فصل أحدهما من صحيفة الغد والآخر من وزارة التنمية السياسية. حملات التضامن مع المحيسن عرضت على الرأي العام الأردني القضية باعتبارها قضية حرية رأي وتعبير واجهتها الدولة الأردنية بتعسف غير قانوني .
الشق المهني للقضية يتعلق بقانونية اجراءات مؤسستي العمل بحق المحيسن , وعلاقة هذه الاجراءات بالمنشور الفيسبوكي أعلاه , وهذا الشق مساره قانوني قضائي عبر مؤسسات الدولة الأردنية , ولا معلومات لدينا نحن كرأي عام أردني عنه إلى الآن .
أما الجانب المتعلق بحرية الرأي والتعبير , فهو ما يعنينا كرأي عام , والسؤال هنا : هل ما قام به الكاتب يندرج تحت قائمة حرية الرأي ؟
بالنسبة لي لم أره كذلك والسبب بسيط جدا , لأن الرأي حر ما دام لا يحرض على العنف وعلى حمل السلاح , وان حملَ السلاحَ سقطت حريته .
فما نشره الكاتب ليس رأيا في فكرة أو مشروع المقاومة , ولا موقفا نظريا أو حتى عمليا سلميا من الكيان الصهيوني , فهذه قضايا جمعية نتشارك كل يوم الرأي فيها مع أو ضد , وحقنا أن نتمتع بأقصى درجات الحرية في أن نكون مع أو ضد , بالكلمة وبالسلوك عبر التظاهر والاعتصام وكل أدوات التعبير المدني . الا السلاح فهو المحظور الذي يسقط قضية صاحبه وان كانت حقا , خاصة وأننا في عهد ميثاق الدولة والعقد الاجتماعي المعبر عنه مؤسسيا بالدولة ...الدولة باعتبارها الجهة الوحيدة المخولة بحمل السلاح تحت رقابة أممية . وخاصة أننا أيضا في وقت عصيب سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا , ومناعات دولنا ضعيفة بالكاد تقف على مؤسساتها المدنية . ولا تحتمل قطعة سلاح عابرة .
حتى الجزء الوحيد من قضية المحيسن التي له فيها حق التعبير والرأي وهو حريته في اختيار معتقده الديني , فقده لمّا وظّفه سياسيا حين قال : " التشيع بالمعنى السياسي وليس الديني "...
.. ..المحيسن برأيي : حرّضَ على حمل السلاح ( المقاومة ) وهذا عنف , واخترق سيادة الدولة الأردنية ( جيب جنوبي ) وهذا تعد على سيادة الدولة , ووظف الديني في السياسي " التشيع السياسي " وهذا تهديد للعقد الاجتماعي ..
#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟