داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 12:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في كتابي (الاسلام والطقوس الجاهلية) ذكرت قضايا كثيرة ، كانت شائعة في الجاهلية ، ولما جاء الاسلام استحسنها واقرها . ومن خلال قراءاتي الدؤوبة المستمرة للتاريخ والتراث الاسلامي ، لا حظت اخيرا قد فاتتني كثير من الامور والقضايا التي كانت في الجاهلية ، فأبقاها الاسلام ، وتمسك بها ، لم اذكرها في كتابي المشار اليه ، لكن التاريخ اكدها واشار الى وجودها .
ومن هذه القضايا هذا الحديث الذي يقول (انصر اخاك ظالما أو مظلوما ) وهو مثل جاهلي كان شعارهم . ( راجع على سبيل المثال ، يوحنا قمير، اصول الفلسفة العربية ص14، دار المشرق – بيروت ط السادسة 1991).
الا إن البخاري – كعادتي – يأبى الا ان يعده حديث نبوي (شريف) . ولا ندري على وجه الدقة واليقين ، هل فعلا ان النبي قاله ، ام انهم يروون كل ما يستحسنونه على انه حديث نبوي .
قال البخاري : ((حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا )). (صحيح البخاري الحديث رقم 2443) .
فيسأل احدهم : وقد عرفنا ان ننصر اخانا مظلوما ؟ فيف ننصره وقد كان ظالما ؟ . فيجيبه بقول فيه تلاعب باللفظ ، ولا ينسجم مع الواقع ، بقوله : ان تمنعه من الظلم ، فيكون ذلك نصرا له ! .
فهل هذا يعقل ؟
واقول : حاشى النبي ان يقول هذا الحديث الجاهلي . وانما هو من اختراع القصاصين ، وما اكثرهم . وقد حذر منهم السيوطي في كتابه ( تحذير الخواص من اكاذيب القصاص ) . والحمد لله اولا وآخرا .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟