أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح شعير - سقوط النائب العام بمصر نذير شؤم














المزيد.....

سقوط النائب العام بمصر نذير شؤم


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد سقوط النائب العام هشام بركات رحمه الله يوم 29 / 6 /2015 في حادث إرهابي أليم نذير شؤم . وبدابة محتملة لمرحلة جديدة من المواجهة بين السلطة والمعارضة ، والترجمة الأولية لهذا الحادث أن شريحة كبيرة من معسكر المعارضة فقدت الثقة في منظومة العادلة وهذا خطأ . وأن بعض من السلطة يصنفون كل الخصوم علي أنهم إرهابيون وهذا يجافي الحقيقة . إن أخطر ما في الأمر أن مجريات الأحداث قد تقود إلي اللَّدَد في الخصومة ومن ثم دخول البلاد في بوتقة العناد السياسي ليصبح الحوار عبر البنادق والقنابل هو الفيصل .

السيناريو المتوقع قد يعود بنا لا قدر الله إلي عصور ما قبل القانون لتكون الفوضى هو المحرك الأول للأحداث . وحسب الشواهد علي الأرض من المحتمل أن تتجه الأمور نحو الفعل ورد الفعل المضاد . وبما ضر بالمصلحة العليا للوطن وسوف يدفع الجميع الثمن حال الانزلاق نحو التصادم الدموي المقيت. ولذا يجب علينا أن يعي بعض الحقائق التالية عند السعي لحل هذه الأزمة :

أولا : من الصعب علي أي طرف أن يوجه الضربة القاضية للطرف الآخر ، فكل فريق لديه أنصاره والبيئة الحاضنة لأفكاره ، وسوف يبرر الأنصار أي تصرف للمعسكر الذي ينتمون إليه ؛ حتى وإن كان هذا التصرف ضد القانون .

ثانيا: أن تركيبة كل طرف غير متجانسة فعلي سبيل المثال يحتوي تيار الإسلام السياسي علي فرق وسطية ومتطرفة وتكفيريين ، وصوفية ، وشيعية وغيرها من مسميات كثيرة ، وكلها تتناحر ضد بعضها البعض . وفي حال وصول إحداها للسلطة سوف ينفجر الآخرون في وجهها .

ثالثا: أن الفريق الذي يلتف حول السلطة حاليا جزءًا كبير منه حاقد وناقم وحاسد لها ، ولا يؤيدونها بقدر رفضهم لكل تيارات الإسلام السياسي ، مثل الشيعيون وبعض الناصريون وبعض المسيحيون ،أو الحالمون بوراثة السلطة الذين ينتظرون سقوطها بفارغ الصبر كي يحلو محلها مثل : بعض بقايا أقطاب الحزب الوطني السابقين ، والرأسمالية الفاسدة ، والأحزاب الهشة .

رابعًا : الكتلة الحرجة وهي تضم شريحة كبيرة من المهمشين وبعض موظفي الحكومة وسكان العشوائيات بالمدن والقرى وهؤلاء محل الصراع القائم بين المعسكرات التي تسعي للسلطة ، فالكل يحاول استقطابهم كي ترجح كافته في الصناديق عبر ديمقراطية شبه زائفة ، ومعظم الكتلة الحرجة كالعادة ترتمي في أحضان رأس المال السياسي أو يتفرقون بين الأحزاب ذات الطابع الديني ، أو باقياً العصبيات القبلية المندثرة ، ويتأرجحون في قراراتهم حسب السيطرة الإعلامية أو الدعائية ، وولاء هذه الكتلة لأي طرف غير مضمونة وانفجارهم في حالات الفوضى أخطر ما في الصراع . فهم قد يؤيدون معسكرهم بألسنتهم ويسقطون الدولة بتصرفاتهم .

خامسًا: المؤثر الخارجي الذي سوف يستثمر هذه التناقضات في الصراع علي السلطة لتغذيتها بهدف إضعاف مصر عبر السعي لتفتيتها ، فبعد أن فشلت قوي التعصب في الغرب عبر أجهزة مخابراتها وعملائها من إشعال فتنة طائفية بين المسيحيين والمسلمين أثناء وبعد ثورة يناير 2011 ؛ نجدهم اليوم سوف يغذون الصراع بين الإسلام السياسي والجيش ، لتمزيق مصر كما حدث بالعراق عندما تم استدعاء الصراع الطائفي بين السنة والشيعة لتفتيت العراق حين فشلت الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة المقاومة المسلحة للغزو . اليوم قد يتكرر نفس السيناريو بأسلوب آخر في مصر .

المشكلة أن كل الأطراف المتناحرة تعلم أن الغرب يتلاعب بالجميع . ويقابل هذا في الخفاء أو ذاك في العلن. في ظل سياسة محكمة لتبادل الأدوار بغية تزكية الصراع . ومع هذا لا يتعظون . فهيهات أن يحصد أحدًا من اليمين المتطرف بالغرب سوي الشوك. واللوم هنا يقع علي المصريين أنفسهم فلولا تشرذمهم ما استطاع أحد أن يتلاعب بهم.

سادسًا : ومما سبق يتضح أنه لا محالة من ضرورة السعي بجدية نحو الحل السياسي ، علي أن يتم ذلك عبر بوابة العدالة الاجتماعية والتسامح ، والتسامي ، وتغليب مصلحة الوطن علي مصلحة الفرد أو الفريق أو الحزب أو الجماعة مع طرح أراء كل الفاسدين من المعادلة لأنهم يدركون أن استقرار الأمور ليست في صالحهم ، فلن يحتمل أصحاب الضمائر سقوط المزيد من الضحايا والشهداء سواءً من الجيش أو الشرطة أو المدنيون. ولذا علي جميع المخلصون السعي لإيجاد حلول سياسية دون الالتفات لقذائف أصحاب المصالح الذين لا يريدون الخير لمصر .



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلم التكامل الاقتصادي بالعالم العربي
- العدو الأول لمصر
- المسرح والحرية
- غلق قنوات القمار الفضائي مسئولية الحكومات العربية
- أدب الخيال العلمي والفتيان
- صناعة المستقبل تحتم ضرورة الاهتمام بالطفل
- الدراما المصرية والفساد السياسي
- صاحبة الجلالة و الأقزام
- مبدأ تكافئ الفرص وحقوق الإنسان
- الطائفية والتقسيم وأخطار الصراع الطائفي علي مصر والعالم العر ...
- أخطار انهيار السد العالي وسبل إنقاذ مصر
- كل البشر أمام رهبة الموت سواء
- وزير العدل بمصر يؤسس للطائفية
- حرية المرأة العربية والمشاركة السياسية
- ترشيد استخدام الطاقة بالعالم العربي ضرورة اقتصادية وقومية


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح شعير - سقوط النائب العام بمصر نذير شؤم