أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟















المزيد.....

المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 359 - 2003 / 1 / 5 - 06:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                                                   

مع إطلالة العام الثالث من الألفية الميلادية الثالثة تنشط كالعادة السنوية سوق التوقعات ، ويزداد دخل العرافين وأصحاب القدرات الغيبية الخاصة ، وتحفل وسائل الإعلام بمالذ وطاب من التوقعات الحقيقية أو المبنية على إستنتاجات خيالية ، ولكن مع تباين الرؤى والمنطلقات والأهداف تبرز في منطقتنا حقيقة عارية وهي أن كل نذر وعوامل التصادم والإنفلات والمواجهة قد لاحت في الأفق ! وأن التغييرات والمتغيرات القادمة لم تعد مجرد توقعات تخطأ وتصيب بقدر ما أضحت قدرا محتوما لافكاك ولا إنفلات من تبعاته ودواعيه ! ، ولعل القضية العراقية التي أفلتت من حيزها الوطني الداخلي وباتت قضية دولية قد أضحت اليوم على طاولة البحث والتشريح ومحاولة إيجاد الحلول أو المنافذ التي تسهل حلحلة الأمور وإخراجها من حالة الإحتقان الخطرة التي تعيشها ، فالمنطقة ووفقا لرصد جميع الإحتمالات الإقليمية والدولية مقبلة على مواجهة عسكرية ستكون شرسة لامحالة في تداعياتها الإنسانية وفي منطقة وإقليم لم يعرف سوى الحروب منذ أكثر من عقدين ؟ فما أن تنطفيء نار أزمة ، حتى يندلع ماهو أشد منها وأمضى  ، فبدءا من التغيير الإستراتيجي لسلم السلطة العليا في العراق في صيف 1979 وتسلم جناح الرئيس العراقي الحالي صدام للهيمنة المباشرة على القرار العراقي والمنطقة تعيش زخما غير مسبوق من سياسة تسويق الأزمات وتصديرها وتفجير المنطقة الخليجية والعالم العربي من الداخل وبشكل لم يستطع معه المشروع الصهيوني بكل خبثه وأدواته المتطورة أن يجاريه!! فبدءا من إشعال النظام العراقي لنار الفتنة الداخلية وإيقاظ التناقضات الطائفية واللعب على أوتار المشاعر القومية ، وتقسيم العراقيين لمجاميع إثنية وعرقية وطائفية كما حصل في سياسات التهجير والتطهير العرقي في العراق عام 1980 ، ومرورا بإشعال نار الحرب المجنونة والغير مبررة مع إيران وتوريط الإقليم الخليجي والعالم العربي بتبعاتها ، وليس إنتهاءا بإختراق الأمن القومي العربي وغزو وإحتلال دولة الكويت وإنهاء النظام الأمني والإقليمي العربي والمنطقة العربية تعيش إيقاعات وعوامل وظروف حروب حقيقية لم تنطفأ نيرانها ومازالت وقودها الناس والحجارة والمستقبل ، فيما المنطقة مقبلة اليوم على حرب قد تكون المكملة لعاصفة الصحراء وقد لاتكون كذلك .. ولكنها الحرب في كل الأحوال وحين تندلع النيران قد يتم فقدان السيطرة عليها رغم كل الوسائل التكنولوجية المتطورة! ، وبين أطلال عالم يذوي وآخر يتشكل يظل النظام العراقي بمثابة رجل العرب المريض كما كانت السلطنة العثمانية رجل أوروبا المريض منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين ، فالنظام العراقي الذي إستطاع مستغلا العديد من الظروف المعروفة أن يستمر في السلطة وفي الهيمنة على حياة العراقيين رغم هزيمته الشنيعة والكبرى في ( أم معاركه ) لم يستطع أن يعوم نفسه بشكل واضح بل ظل يتعامل مع الأزمة بمنطق العاجز والمستسلم للظروف والمنتظر من المعادلات الدولية أن تهيأ له الوضع كما كانت تلك المعادلات نفسها السبب الأول في وصول البعث العراقي للسلطة عبر ركوب القطار الإنجلوساكسوني عام 1968! وذلك أسلوب فج وعاجز في ممارسة السلطة ؟ فإعتماد النظام العراقي على الحظ والظروف لم تتيحان له بلورة إستراتيجية تكون قادرة على التعامل مع تطورات الأزمة ولعل مقتل النظام العراقي يكمن في الفشل الواضح في فن إدارة الأزمة ! رغم كل الظروف والفترة الزمنية الطويلة التي لم يستطع إستغلالها ولا التعامل مع مستجداتها ومفاجآتها ؟.

في سنة 1990 وحين غزا النظام العراقي للكويت وضرب النظام الأمني العربي قي مقتل كان أسلوب إدارة الأزمة يحمل مل عناصر التخشب والصلافة ولم يعبأ النظام وقتها بمواقف الرفض العربية والدولية ولم يبحث عما يسمونه اليوم بالحل العربي وحضر لمؤتمر القاهرة وليس في جعبته أية حلول سوى الإحتفاظ بالكعكة الكويتية وأحاديث الإعلام العراقي التلفيقية عن سرقة الكويت للنفط العراقي ومطالبة الشعب الكويتي لصدام بالنصرة!! وهو أسلوب بدائي إنقرض من ملف العلاقات الدولية منذ إنهيار النظام النازي في أوروبا إلا أن النظام إعتبره موقف ( عز قومي شامخ )!!! ، وتوالت الرسائل والتحذيرات من كل الزعامات العربية بدءا من حسني مبارك وليس إنتهاءا بالراحل حافط الأسد .. دون فائدة .. وظلت لغة الشعارات التحريضية وإنتظار عوامل إمدادات غيبية لن تحدث هي الأساس في الخطاب السياسي السقيم للسلطة العراقية ؟ وبعد أن هبت ( عاصفة الصحراء ) لتقتلع النظام من الكويت وتعيدها لأهلها لم يجد الخطاب الإعلامي العراقي المهزوم سوى عبارة ( لقد غدر الغادرون ... )!! ولا أدري حتى هذه اللحظة من أعطى النظام العراقي ضمانات بعدم اللجوء للحرب رغم ان الحشود كانت تتوالى أمام عيونه؟.

واليوم يتحدث البعض أيضا عن حل عربي ؟ ولكن لاندري ماهو كنه وطبيعة ولون ذلك الحل الذي سيمنع الإستراتيجية الأميركية من توجيه ضربتها ؟ فكل شيء في دنيا العرب مغلف بالأسرار والغوامض ولاشيء معلوم أو واضح سوى المصير البائس للشعوب العربية ؟

ماهي عناصر ذلك الحل العربي السحري والذي يطبل له البعض في ظل حالة الحيرة والغموض السائدة ؟

هل سيكون حلا عسكريا بدخول الجيوش العربية الحرب لجانب النظام العراقي مثلا في حالة حدوث الغزو الأميركي الوشيك ؟

هل سيكون بإقناع الرئيس العراقي بالإستقالة والرحيل بعيدا وتجنيب المنطقة دمارا ودماءا وخرابا مضافا ليست بحاجة له ؟

هل سيسلم النظام العراقي كل ملفات وأسرار والصواريخ الكيمياوية المتبقاة للأمم المتحدة كي ينفذ بجلده ؟

وهل سيستطيع العرب أجمعين إجبار النظام العراقي على إتباع إستراتيجية تغيير داخلي في العراق ستؤدي في المحصلة لإنهاء الشكل الحالي لنظام الحكم العراقي ؟

ولكن ماهي الآليات والوسائل والأدوات التي سيلجأ إليها العرب لفرض حلولهم التي أراها مستحيلة لسبب بسيط وهو عدم وجودها أصلا ؟؟ أي أنه لاوجود لأي حل عربي في غمرة الأحاديث عن ذلك الحل الموعود؟ تلك هي القناعة الثابتة حتى يثبت العكس ؟.

وبين إنتظار الحلول الغير موجودة والإستمرار في تغطية أنباء الحشود العسكرية المتوالية يكون الحديث عن أية مفاجأت قادمة بمثابة حرث في الهواء ، وهنالك مثل شعبي خليجي يقول :

" لوفات الفوت ماينفع الصوت " .

 

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكويت ... على سطح صفيح ساخن ؟
- ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟
- دعوات الحوار مع نظام صدام ... اللعب في الوقت الضائع ؟
- قمة الدوحة الخليجية ... هل هي قمة الحرب التغييرية ؟
- فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي و ...
- عبد الأمير الركابي ... وحكاية المؤتمرات البديلة ؟
- عبد الأمير الركابي ... والمعارضة العراقية ... ونداء الجزيرة ...
- الجزيرة و ( الإتجاه المعاكس ) ... والتوازن المفقود
- حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ...
- المؤتمر القادم للمعارضة العراقية ! الجنازة حامية والميت ... ...
- بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟
- الخليجيون والمعارضة العراقية .. علاقة محرمة أم مصالح مشتركة ...
- البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكري ...
- برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟