أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - داعش والقوة الثالثة














المزيد.....

داعش والقوة الثالثة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 23:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التفجيرات والعمليات الارهابية التي قامت بها داعش في الكويت وفرنسا وكوباني في يوم واحد تدل على قدرة هذا التنظيم وامكاناته الهائلة في التعبئة والدعاية والتنظيم. ومن التبسيط والسذاجة ان يذهب المرأ الى التحليل الذي تطبل لها وسائل الاعلام المحلية والعالمية، بأن داعش فقط منظمة ارهابية ويجب محاربتها بالاجراءات العسكرية والامنية. وان التحليل المشار اليه هو الذي وراء استمرار وتوسع داعش في المناطق المختلفة في العالم، اضافة الى انه اقوى سلاح دون منازع بيد الانظمة العربية الفاسدة وخصوصا الخليجية لابقاء سيف الاستبداد وقمع الحريات مسلطا على رقاب الجماهير. فقوة داعش التي تستند عليها وتستمد ارهابها منه هو العالم المصنف بالعربي والايدلوجية الاسلامية. وتلك الايدلوجية لها منابعها الاجتماعية والسياسية. وبغير تجفيف تلك المنابع سيظهر داعش بأشكال مختلفة مثل الفيروسات التي تكتسب مناعة وتكيف نفسها مع بيئتها الجديدة، فقبل داعش كانت القاعدة وقبل القاعدة كانت تنظيمات سميت بالكفرة والهجرة وغيرها من المنظمات، التي تستند بالدرجة الاولى على الاسلام كايدلوجية وعلى حاضتها الاجتماعية والسياسية في العالم المصنف بالعربي.
ان قدرة داعش الاولى تكمن بأعلان دولته التي سميت بدولة الخلافة الاسلامية ورسمت حدودها وسنت قوانينها واعرافها، وغيرت ادوات التعذيب والقتل في سجونها بدلا من الفلقة والغرق الوهمي بالمياه والشنق حتى الموت والرمي بالرصاص الى الجلد والحرق والذبح والرجم. ان هذه الدولة هي وراء اغراء العديد من الشباب عبر العالم للالتحاق بها، وهي بالنسبة للذين يمجدونها ويؤيدونها ويروجون لها ويلتحقون بها، يعتبرونها اسطورة حدثت في الماضي وتتحقق اليوم لتعبر عن احلامهم وامنياتهم.
ان اليأس والاحباط بعد الحاق الهزيمة بالثورتين التونسية والمصرية على يد الطبقة البرجوازية الحاكمة المحلية والعالمية، كان عامل مهما كي يلمع داعش التي الحقت الهزائم العسكرية بالجيوش الحديثة ومرغت انوف حكوماتها بالتراب في سورية والعراق. وادى ذلك الى أن تتحول داعش الى مشعل امل بالنسبة لألاف من الشباب في العالم للانخراط في صفوف تنظيماتها او التطوع والمجيء الى "دولة الخلافة الاسلامية" للذود عنها. ويكمن العامل الاخر في قوة داعش في التكتيك السياسي والدعائي والعسكري عندما تحاول من جهة قتل المصنفين الشيعة في اي مكان تتواجد او تصل يد التنظيم اليه، عبر التفجيرات الدموية والعمليات الارهابية كي تسقط هيبة الدولة والحكومة في المجتمع، ومن جهة اخرى كي تكون راية طائفية وحيدة ودون منازع تدافع عن "السنة"، من اجل تجنيد عدد اكبر من العناصر التي تتغذى فكريا في مساجد ومدارس السعودية والامارات وقطر والكويت على سبيل المثال لا الحصر، التي هي من اقذر البؤر في اعداد الارهابيين والطائفيين في العالم. اما العامل الاخر الذي يحاول الاعلام الحكومي التهرب منه وهو الظلم الاجتماعي الواقع على الجماهير في العالم المصنف بالعربي، التي خرجت لتثور الا انها قمعت بشتى الاساليب، لتجد بعد ذلك داعش يعلن عن دولته لا مكان فيها للفساد والفقر بل فقط جهاد وهو الذي حل محل اي عمل، الجهاد الذي يحصل من خلاله على الغنائم والسبايا من النساء التي تشبع الرغبات الجنسية المتهيجة، وهي من ضمن الحريات التي قمعت في ظل تلك الانظمة العربية الفاسدة.
ان الحرب على داعش من قبل التحالف الغربي والخليجي والعربي بقيادة الادارة الامريكية هي اكبر كذبة في التاريخ الحديث، وهي اكبر بكثير من كذبة الديمقراطية التي روجت لها الولايات المتحدة الامريكية. فبالنسبة لذلك التحالف ليس من اولوياته القضاء على داعش ولا الحرب عليه، بل ان الاولويات هي فقط اعادة ترتيب الخارطة السياسية في خضم الصراع بين الاقطاب الدولية والاقليمية وايجاد كل طرف منه مكان وموقع له في تلك الخارطة. وهذا ما فهمته داعش وتلعب عليه، فتراه يتمدد في ليبيا وافغانستان والعراق وسورية والان تحاول في اليمن..الخ.
وعليه ان داعش ليس مجرد منظمة ارهابية، بل تريد ان تؤسس دولتها وترسخها وتفرضها على العالم، كما فعلت النازية والفاشية في اوربا ولكن بطريقتها. ان الانتصار على داعش وسحقه يكون قبل كل شيء ليس فقط عدم تصديق الاوهام التي تروجها مؤتمرات ميونخ والدول الصناعية السبعة وبغداد وكامب ديفيد.. بل فضحها. وايضا العمل على تصعيد النضال الفكري والسياسي ضد الايدلوجية الاسلامية والكشف على خبايا تاريخ دولة الخلافة الاسلامية في العصور المختلفة، منذ تأسيسها وانتهاءا بالدولة العثمانية والجرائم التي نظمتها وارتكبتها طوال ذلك التاريخ، الذي يتطابق مع الاعمال السياسية والفكرية والاجتماعية والعسكرية لداعش ودولتها المزمع تأسيسها. ومن الجانب الاخر يجب اعلان الحرب على داعش من قبل قوة ثالثة في العالم، وهي القوة الانسانية التحررية والتقدمية كما وقفت يوما ما ضد النازية والفاشية. ان انتظار دول الخليج وامريكا والحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني للقضاء على داعش هو يعني تسليم المجتمع بالنهاية الى داعش بحماقة كبيرة.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - داعش والقوة الثالثة