ليس اليسار بحاجة إلى تبرير موقفه في ألازمة الحالية وخصوصا إن الموقف واضح جدا ، فاليسار العراقي انطلق من في موقفه الحالي من أسس أو ثوابت ، هذه الثوابت تأخذ في نظر الاعتبار التجربة التاريخية لليسار ليس في العراق فحسب بل المنطقة والظروف التي تكتنف العملية الأمريكية برمتها ، فعلى هذا الأساس يتم النظر في مجموعة كبير من المتغيرات التي تحكم الحالة الآنية سواء لمؤتمر لندن الأخير أو ما تريد فعله أمريكا في العراق والمنطقة ، فلليسار تجربة عميقة وطيلة عانى خلالها ما عانى على يد ممثلي أمريكا ومن ينوب عنها، وعليه يتم تصنيف القوى التي تصطف وراء أمريكا وتدقيق الادعاءات الأمريكية ومتطلبات المرحلة الراهنة فليس كل ما تدعيه أمريكا سيحدث بالفعل أو ما تقوله ، فأمريكا كما تدعي هي تريد قيام نظام حكم ديمقراطي وعراق فيدرالي متعدد الاثنيات ،،،،،الخ من التوصيفان ،، هذا الادعاء الأمريكي وهو كلام جميل ولكن الفعل الأمريكي على الضد تماما من هذا التوجه فأمريكا وعبر تاريخها الطويل لم تكن في يوم من الأيام إلا داعمة لنظم ديكتاتورية أو استبدادية سواء في العراق اودول المنطقة وعبر قارات العالم اجمع من أسيا مرورا بإفريقيا وحتى حديقتها الخلفية في أمريكا اللاتينية [ انظر كتب شومسكي وجان فالجا ]وفي تاريخها خصوصا إنها قامت على جماجم الهنود الحمر وفي معركة واحدة في لوس أنجلس تم ابادة أكثر من مليون منهم والبقية الباقية عزلوا في محميات طبيعية والى ألان غير معترف بالحقوق المدنية لأغلبهم ،، ولا ننسى الدور الأمريكي في ابادة الجنس البشري في كوريا وفيتنام والعراق وأفغانستان مرورا بالقضية الفلسطينية ودعمها للإرهاب الأصولي إثناء حقبة الثمانينات بل هي جهة التسليح الأولى له،، إما إن كان الكلام عن الوعود الأمريكية فالتجربة تثبت دون أدنى شك بأنها أي أمريكا لم تفي يوما بوعد قطعته على نفسها الم تعد أمريكا العرب في مؤتمر مدريد للسلام بحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وها نحن ألان نرى الحل الأمريكي له وكيف تحول الصراع إلى صراع ابادة بين الطرفين وليس في الأفق نهاية قريبة له ،، فأمريكا عبر هذا التاريخ ليست الجهة المؤهلة لتحديد من سيحكم العراق إلا كونها قوة تدميرية هائلة وهو بحث آخر فأنت تقول إنها كانت تدعم صدام حسين وهي ألان ذراع الأمم المتحدة وانأ أسالك كيف تحول هذا الغزل والحب في الثمانينات إلى كره وعداوة ألان هل تستطيع التفسير أنا لا اعتقد انك تستطيع لكونك تراها منقذة البشرية من الرعب النووي والكيماوي الذي يشكله صدام ولكن العجب إن الإدارة الأمريكية تعترف بأنها سهلة لصدام حسين امتلاك الأسلحة الجرثومية والكيماوية وما عليك إلا العودة إلى محاضر لقاء صدام _رامسفيلد كي ترى كيف أن إدارة ريغان غضة الكرف عن استخدام صدام للأسلحة الكيماوية ضد الإيرانيين منذ عام 1983 وكيف إنها لم تحرك ساكن تجاه عمليات أنفال وضرب حلبجة أتعرف لماذا سأقول لك لان اغلب الضحايا كانوا حينها من اليسار العراقي الذي تلومه أنت ألان لأنه لم يشترك بعملية ابادة العراقيين بدعوى إنقاذهم من الديكتاتورية التي دعمتها أمريكا وكان المطلوب من الشعب العراقي تحمل كلفة بناء الديكتاتورية وهدمها وعلى اليسار إن يرقص مع الراقصين بل أكثر منهم في كل الأحوال هذا عن أمريكا إما عن مؤتمر لندن والإطراف المشاركة ،،،،، سأوضح بعض النقاط كي تكون الرؤيا أوضح ،، لنصف الإطراف التي شاركت وهي لا تعدوا كونها برجوازية متخلفة حتى عن برجوازية القرن التاسع عشر ولنا من الأدلة ما يكفي لهذا القول، ولنبتداء من الحزبين الكرديين وهما كما معروف تنظيمان قبليان متصارعان بينهما ولا تخفى انتهازية الحزبين المذكورين عن الأعين بل هما يقران هذا المبداء بدعوى الدعم الذي يحتاجانه وحسب المرحلة ،، الم يطلب البر زاني معونة صدام في التسعينات عدما قام جيش النظام بدخول اربيل وقتل من قتل حينها !!!!؟؟؟ الم يساندا التدخل التركي في شمال العراق بدعوى مطاردة حزب العمال الكردستاني بل واشتركا معه في ابادة الأكراد !!!!؟ ثم لننظر إلى بناء الحزبين ونسال أي ايديلوجيا تبيح وراثة الزعامة سوى العشائرية !!!؟ فتقدمية البر زاني إباحة له أن يرث آبيه كما تبيحها لقصي أن يرث منصب صدام و لا نريد القول العشائرية ،، ولكنها حالة تطل برأسها مع كل سلوك ديكتاتوري أما الطالباني يكفيه انه ديمقراطي السلوك تعامله مع الشيوعي العمالي وكيف عرقل أعمال مؤتمره الأخير عدة أيام بدعوى أو بأخرى ،،، ولننتقل إلى الأحزاب الدينية فهي على الرغم من انتمائها إلى منبع واحد فهي لم تستطيع أن توضح أي خط ايديلوجي يؤهلها للحكم سوى أنها تدغدغ مشاعر بسطاء الناس واعتقاداتهم , وهي في اغلب الأحيان متصارعة بينها فخلاف حول علي أو أبي بكر لم تستطيع أن تحله على الرغم من أن هذا الخلاف يمتد إلى أكثر من 14 قرن من الزمان ولا يخفى كيف ستتصرف إذا استلمت الحكم في العراق فهي ستعيد التجربة الإيرانية المريرة مع حزب تودةوكيف تمت تصفيته وإعدام الآلاف من أعضاءه فهل مطلوب من اليسار إن يصافحهم اليوم كي يذبحوه غدا !!! ؟؟، إما الحديث عن المستقلين فهم في اغلب الأحيان لا يمثلون إلا أنفسهم واغلبهم على الرغم من لبراليتهم لا يمثلون خط واضح سوى الانتهازية المبطنة بحب العراق والحرص على مستقبله ولم نشهد أي تجربة يقوم فيها تحالف بين حزب وشخص واحد ،،،وعلى العموم إن لليسار مأخذ على العملية برمتها,,, إما قولك كيف يتم القضاء على صدام بدون قبضة القانون الدولي والذراع الأمريكية الخ،،، فأقول أن هذه الذراع هي أتت بصدام حسين وستأتي ببديل لا يتجاوز صدام ألا بالشكل و أمريكا معروفة بهذا الشأن والذي لايراه لا يكون إلا أعمى بصر وبصيرة ,, أما التقليل من شان الشعب العراقي في التغيير فأقول ، إن الشعب العراقي هو المعني الأول بالتغيير وأي خسائر تحدث ستكون من بين صفوفه وهو من يدفع الثمن اولا وأخيرا فلم لا تكون أنت من جملة ضحايا الحرب القادمة أو من يهمك أمره سترفض بالتأكيد فتقديرات الأمم المتحدة للخسائر العراقية تصل إلى أكثر من مليون قتيل غير المشردين الذين سيبلغ عددهم أكثر من 900 إلف مشرد في معركة بغداد وكل هذا من اجل تغيير أمريكي [ ديكتاتور محل أخر] فأين الجانب الأخلاقي في عملية مثل هذه هل أنت أم فرق التطبيل من وهبتم الحياة كي تحكموا على الآخرين بالموت وكل ذلك من اجل سادة البيت الأبيض الذين هم أنفسهم من أقاموا صدام ونفخوه وأوصلوه إلى ما وصل إليه من الدموية والطغيان وأقول لك ، طوال فترة حكم الطاغية لم يتوقف العراقيون ولم يياسو من التغير ألا اؤلئك الذين هم بعيدين ويريدون أن يفرضوا أنفسهم على نضال الشعب ومصادرته فأمريكا تعلم علم اليقين إن حكم صدام قد انتهى لذلك تسرع خطاها لاستبداله بصنائع جدد مثل النماذج التي تعددها كأمثلة فما عارف الاصنيع صادر في حينه ما صادر واغلب أمثلتك أن لم تكن كلها عبارة عن نماذج ديكتاتورية بائدة من أيام الحكام الديناصور يين الذين كنسهم التاريخ ، والطامة الكبرى انك تؤكد على دور أمريكا التحريري لشعب العراق وفي نفس الوقت تقر بكل أفعالها الشنيعة بدعم الحكام من عرب وديكتاتورين ولا تستطع إن تقر أو ترى الهوة التي يقودنا مؤتمر لندن إليها وتريدنا أن نشارك فيه ونمد أيدينا إلى من تلطخت يديه بدماء الشعوب ويكفي إن أناس أمثال مشعان الجبوري ووفيق السامرائي وهم معروفين بتاريخهم المجيد في خدمةالديكتاتورية وما ارتدائهم لسترة النجاة في اللحظات الأخيرةالا دليل انتهازية من حضر الوليمة البائسة التي اسمها مؤتمر المعارضة وأمريكا نفسها لا تعترف فيه ولك أن تعود إلى كلمة زادة في المؤتمر وتصريحات من حضر حول عمال المؤتمر ،،، فموقف اليسار واضح لا لبس فيه لا لصدام لا لديكتاتورية جديدة نعم للتغيير الذي يحقق للشعب العراقي حريته من كل الأغلال ،،،نعم لثورة الشعب العراقي ما تعنيه من تغيير توعي ولا للانتهازية وللمصادرة.