أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - أوديب والعراق














المزيد.....

أوديب والعراق


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الكثير منا قرأ رائعة سوفكليس أوديب وكيف عاقب نفسه عندما عرف وبطريق الصدفة المشؤمه إنه قتل أباه وضاجع إمه فيما بعد وأصبح ملكاً على أرض طيبه وسط فرح أهلها . ويوم حلت اللعنه وإفتقرت وتكدرت طيبه وأصابها الدمار وعرف لعنة فعلته قرر سمل عينيه وترك أرض طيبه التي أحبها معتبراً نفسه هو الجاني وهو فاعل الشؤم لطيبه ولشعبها .
في عراقنا أسقط الأمريكان نظاماً دكتاتورياً مستبداً وسلموا السلطه لأحزاب وكتل طائفية وعرقيه فحل الخراب والدمار والفساد والإقتتال الدائم بين هذه التشكيلة الجانيه بحق العراق وشعبه .
يتندرون ساسة العراق بالحكم دائماً إنهم من أحزاب دينيه وتسندهم مرجعياتهم في كل خطوة فهل يدركون حجم لعنتهم ولو بعد فوات الأوان ؟ وهل توخزهم ضمائرهم الدينية والوطنيه ويحرروا أنفسهم امام الله الذي يخافونه حسب دعواهم ويسملوا عيونهم كما فعل أوديب ويبتعدون عن السلطه ويتركون العراق للذين لايؤمنون بالطائفية ولا العرقيه والتي هي داء العراق وكارثته المدمره ؟
جمعوا الدين والطائفه والقوميه بالسياسه بينما هي علم وفن لقيادة الشعب بكل أطيافه وأعراقه فكان التناحر والتقاتل على المناصب وعلى نهب المال العام بعيداً عن هموم الشعب وخراب الوطن وعن الأخطار الخارجيه والتي باتت تنهش بخيرات العراق ومقدراته .
أوديب سمل عينيه خوفاً وخشوعاً من الألهة المقدسه والتي كان يؤمن بها وساسة العراق الذين يدعون إيمانهم بالله ويخافون نبيه وحتى اولياؤه فهل لهم الجرأه على فعل اوديب ؟
الحكم عند الإغريق أخلاق وقيم ومفاهيم إلاهيه مقدسه وعند الخلل بتطبيقها يعزل المقصر نفسه عن الحكم ، بينما الحكم والتسلط عند عرب الصحراء رزق من الله لايمكن التفريط به او التنازل عنه مهما تكدرت أحوال البلاد والعباد ومهما حلت عليهم الكوارث وشاعت الفوضى والحروب حيث القتل وسفك الدماء والتشريد .
الخليفة عثمان بن عفان إتهمه من ثار عليه بعدم العدل والإحسان ولا الحكم بشرع الله وطالبوه بالتنازل فرفض قائلاً: لا أنزع ثوب البسني الله إياه حتى هجم عليه الثوار وأشبعوه طعناً بالسكاكين فكانت الفتنه وكانت اللعنه والتي لم تنطفئ نيرانها لحد اليوم .
هذا الموقف المتعصب والصحراوي هو الذي يؤدي الى العنف والإقتتال والدمار الشامل فالحاكم عندنا يدعي إنه منصور من الله وحكمه هو الصح والشعب أمام تدهور أحواله وخرابه يطالبه بالتنحي عن الحكم لكنه يرفض ويعتقل معارضيه ويختلق لهم شتى الذرائع ويستمر في ظلمه حتى تحين اللحظة التي ينتقم فيها الشعب منه وبأشد الإنتقام .
ورغم مرورالأزمنه وتغير وتطور الحياة الا أن الحاكم العربي وزعيم الحزب السياسي والديني الطائفي لا زال يؤمن برزق الله في الحكم ولن يتنازل عن كرسي الحكم وزعامة الحزب الا بأنقلاب دموي او بخراب الحزب وشرذمته وقد تحولت هذه التنظيمات الى مافيات تهيمن على رقاب المجتمع .
لو فعل الخليفه عثمان والطاغية صدام ما فعله أوديب فهل كانت الدولة الإسلامية والعربيه تعيش الفتنه لأكثر من الف سنه ويواجه العراق والمنطقه اليوم تداعيات أحداث الماضي البغيض والبعيد ؟
الإغريق الذين عبدوا الألهه كانوا يبحثون بالعقل عن خالق للكون و بعد تطور عقولهم فصلوا الدين عن السياسه وأسسوا دولة المواطن والقوانين والنظم التي تحقق العدالة والإحسان للجميع بعيداً عن الدين والطوائف وهم بهذا أكرموا الدين وأبعدوا عنه الزيف والتملق وأطلقوا لشعبهم الحريات الفكريه والإنسانيه فتقدموا ، بينما بقينا نحن نأكل ما ينتجون ونشتري الأسلحه منهم لنحارب بعضنا ولندمر أرواحنا وبلداننا وكل منا يدعي إنه جندي الله الصحيح والوحيد وغيره كافر لابد من قتله وبأبشع صورة إرضاءً للرب الواحد الأوحد . .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد الكفائي والنفير العام
- الأنكليز والحسين
- نجيب محفوظ وصدام حسين
- الحوشيه وداعش
- الله والفيل
- بصمة الإحتلال
- الخمر والإسلام
- مشاهد
- الإنتظار
- مبدأ الجبريه والخراب
- شباط الأسود وخيانة الموصل
- الشر وصناعة الشيطان
- عصافير
- الله واليله الأخيره
- من يدمر بالعراق؟
- النبل والخسه
- إكتشاف إمام قديم
- الحاجز المنيع
- فنتازيا الطوائف والعلم
- أبن ربيّه


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - أوديب والعراق