أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - كمال غبريال - الليبرالية ومأزق المثلية













المزيد.....

الليبرالية ومأزق المثلية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 18:01
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


بعد تردد طال بعض الشيء، لم أحب أن أجبن عن التعليق على موضوع المثليين الساخن الآن، بعد حكم المحكمة العليا في الولايات المتحدة، بالسماح بزواج المثليين في عموم الولايات الأمريكية، وكما سبق وحدث في الكثير من الشعوب الأوروبية.
أنا ليبرالي أؤمن بالحرية الفردية بما لا يمس حرية الآخرين، والحرية لدي تعلو فوق كل قيمة بالوجود.
أفهم وأتفهم أن يسمح للمثليين بالارتباط العلني والقانوني وفق أي شروط يرتضيها أطراف الارتباط. وأثمن الاعتراف بحالة إنسانية موجودة منذ فجر التاريخ، والكف عن استهداف أصحابها بأي شكل من أشكال الاستهداف أو الاضطهاد أو التحقير. على ألا يعني هذا اعتبار هذه الحالة أمراً يتفق مع قوانين الطبيعة التي تحكم هذا الكون ومخلوقاته. لذا لا أفهم وأرفض أن يعد هذا الاعتراف بالعلاقات والارتباطات المثلية مساواة لشركتهم هذه مع شركات أصحاب الميول الطبيعية، والذين يكونون أسرة حقيقية تساهم في ديمومة النوع الإنساني. فتكوين الأسرة كنواة أولى للمجتمع، وتنظيم هذه الشركة والعلاقات بين طرفيها يخضع لعوامل عديدة، منها تلبية الاجتياجات البيولوجية والمعنوية لطرفي العلاقة، لكن ليس هذا كل ما في الأمر، فلابد وأن تراعى اشتراطات سلامة هذه النواة، لضمان سلامة ما ترفد به المجتمع من أعضاء جدد. الزواج أو تكوين الأسرة إذن ليس مجرد تلبية لميول جنسية طبيعية أو شاذة، كما أنه ليس أمر حرية شخصية لأطراف الزواج فقط، مادامت طبيعة تكوين الأسرة لابد وأن تنعكس على المجتمع ككل، خاصة في ظل السماح للشراكات (وليس الزيجات) المثلية بتنبي أطفال.
كلمة "شذوذ" تعني الخروج على "قاعدة"، دون أن يعني هذا حكم قيمة على كليهما. فالعاقل يعد شاذاً في مستشفى للمجانين، ومن يسير على يديه رافعاً رجليه لأعلى يتصرف بشذوذ، دون أن يعني هذا وجوب عقابه على شذوذه هذا. في مملكة الحيوان التي ينتمي إليها الإنسان هناك نظام بيولوجي يحكم الوظائف الفسيولوجية لأعضاء الجسد الحي، ما يجعل هناك قواعد طبيعية لعمل هذه الأعضاء. فإذا ما كانت هناك عوامل سيكولوجية أو تربوية وبيئية، أو عوامل ناتجة عن خلل في المنطومة البيولوجية للكائن الحي، وأدت هذه العوامل منفردة أو مجتمعة إلى استخدام "غير طبيعي" أو "شاذ" للأعضاء التناسلية للكائن الحي، فإن هذا السلوك يعد "شذوذاً"، دون أن يعني هذا إدانة لهذا السلوك أو لصاحبه. في المقابل على الإنسانية أن تتفهم وتتسع للشذوذ المتمثل في "المثلية"، دون أن يكون هذا إنكاراً وقفزاً فوق حقيقة أنه سيظل مجرد "شذوذ"، ولا ينبغي أبداً النظر إليه كما لو كان أحد تجليات القاعدة.
لا تنكر الليبرالية فيما أظن حقي كإنسان طبيعي الميول، في أن أستشعر "القرف" من هؤلاء الذين يوظفون الأعضاء التناسلية بطريقة مخالفة لوظيفتها الطبيعية. لا يهم هنا إن رجع الأمر لشذوذ سيكولوجي أو جيني أو اختلال هرموني، المهم أنه شذوذ عن قاعدة طبيعية. لهؤلاء أن يفعلوا بأجسادهم ما يحلو لهم، فالإنسان يمتلك جسده، بلا وصاية عليه من أي من كان. لكن لتغفروا لي توجسي من تولي "بعض المناصب" في الثقافة والتربية والتعليم، من قبل من لديهم نوازع مخالفة للطبيعة، حيث من الوارد أن تؤثر نوازعهم هذه على أدائهم الوظيفي المجتمعي، فالمسألة هنا ليست خيار أفكار يفتقد للمرجعية، وكل حر فيما يعتقد، لكنها خيار استخدام غير طبيعي لأعضاء لها وظيفتها وتكوينها الطبيعي، حتى لو كان هذا الخيار محكوماً بعناصر بيولوجية خَلْقية، وبالتالي يكون تلقيب المثليين بالشواذ يستند لقاعدة طبيعية لا شك فيها ولا موجب لجدال حولها.
أظن أن اعتراف العديد من المجتمعات بما يسمى زواج المثليين يشكل مأزقاً لليبرالية وللإنسانية معاً. وأن الأمر هكذا يضع الليبرالية على المحك، إذ يمتد بخطها مستقيماً، إلى حيث لا ينبغي أو لم يكن متوقعاً أن تذهب.




#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن معادلة جديدة
- المسيحي الملحد
- القاعدة وداعش وأمريكا
- هو الخيار الداعشي
- نبضات علمانية
- مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- في غبار عاصفة الحزم
- العبث باليمن العبوس
- الرقص على أنغام حوثية
- على هامش مؤتمر شرم الشيخ
- الإخوان والسيسي وأنا
- عندما يلعب أوباما دور الداعية
- نهضة مصر السيساوية
- دواعش بلا حدود
- تراجع لابد منه
- الجيش المصري بين الجنة والنار
- قصة قصيرة- حدث هناك
- حماس والنصر المبين
- نعم للعرب لا للعروبة
- حماس تطفئ الشمس في غزة


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - كمال غبريال - الليبرالية ومأزق المثلية