خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 13:01
المحور:
القضية الكردية
اليوم يشبه البارحة تماماً ، كما يتراءى لي
"القاعة ذات القاعة"*
عند منتصف أحد ليالي أواخر أيام تشرين الأول، لربما أوائل تشرين الثاني، لعام 1970، يزور (ملا مصطفى البارزاني) ، مُلَثّماً، زيارة " سرية” خاطفة ل (حميد عثمان) القابع في زنزانة سجن قريب من الحدود الإيرانية ويجرى الحوار الأتي بينهما همساً، حيث كان وراء الحدث الكثير من الحيثيات و في ثنايا الحديث العديد من المؤشرات رغم إقتضابه، بين صاحب السجن والسجين:
صاحب السجن: حميد كيف أخطأت وجئت إلى هذه المنطقة، وأنت ( ما معناه ) تملك كل هذه المقومات الفكرية.
السجين: ألسْتَ أنتَ موجودُ هنا.
صاحب السجن: ألم تكن تعرف بأن الأمور خرجت من يدىّ.( النص الأصلي باللغة الكوردية: نه ت ده زاني ئه من هيچم له ده ست نه مايه)
هذا كل ما جرى من أخر حوارٍ مباشر بين من كان يعتقد بأن الحلّ الحقيقي يكمن في بغداد، حسب ما سمعته شخصياً من حميد عثمان، وبين من ساهم بدون كلل، كما عاصرته دون أن يفكر في ناقة أو جمل كما هو فأل اللاهثين وراء الصفقات، في خلق مناخ فكري يجعل مغادرة فكرة "تحالف الأمتين المظلومتين" لثنايا الكلمات والسطور الى حيز التطبيق على أرض الواقع حقيقة قائمة، ولكن.....
عندما أعود بالذاكرة إلى الأجواء التي جرت فيها هذا الحديث المقتضب بين صاحب سجنٍ وسَجْينْ، وأتأمل في أسماء وأدوار، كما أوضحتها الأيام والوثائق، من كانوا يشكلون الحلقة المغلقة حول ذلك الرجل من جانب و طبيعة القوى التى كانت تواجهه لكسر العظم، وأتأمل، من بعيد، في ما يجرى اليوم يتراءى لي بأن المعركة الحقيقية ، بإمتداداتها وأهدافها وجبهاتها، هي ذاتها رغم تَغّيُرْ بعض الوجوه والتكتيكات والمواقع.
بلند الحيدري : "حوار الأبعاد الثلاثة" وفيه يقول أيضاً:
غدا إذا مر بن الصبح
ستلتقي السكين والجرح
وبقعة الدم التي تحملها أحذية العابرين
خطيئة أخرى بلا خاطئين
أصرخ بهم :
غدا ما استيقظ زنزانة السجين
إذا التقى المسجون والسجان
يسقط من عينيهما وجهان
الله
والشيطان
وليس إلا قسوة الجدران
شهادة صفراء كالبهتان
وليس إلا كوّة كان لها إنسان
نم أيها المجنون
نم أيها اللعين
قد تعب الصدى وانغلق المدى
على صراخك الحزين
واستيقظ السجان في السجن
نم أيها المجنون
نريد ان ننام
نريد أن يعتقنا الظلام
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟