تقديم كتاب - حاسة السمع في الخطاب الديني- الصادر عن منشورات الجمل 2014

محمد أبوالرب

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حاسة السمع في الخطاب الديني
المؤلف: جمال ابوالرب
تقديم: محمد ابوالرب

يقتضي الانتقال من السمع إلى البصر زلزلة الحالة الوثوقية الإيمانية، هو انحراف في مستوى النظر من الثبات إلى توتر السؤال وإلحاحه، حيث يتم استبدال مجتمع الأجوبة بثقافة السؤال الطارد لكل يقين، من هذا المنطلق بنى الكاتب جمال أبوالرب دراسته حول اشتغال حاسة السمع في الخطاب الديني، وأثر هذه الحاسة على إنتاج المعرفة، محاولة الكشف عن منطق الخلل في عدم تمكن العربي من إنتاج معرفة تؤهله لدخول باب التحديث الفكري، وما يترتب عليه من تداعيات.
وفي سبيل إنجاز هذه الدراسة، قام الباحث بتقسيم الدراسة إلى أربعة فصول، تناول الفصل الأول مخطط الدراسة: المقدمة، والإشكالية، والفرضية، ومصطلحات الدراسة، والمداخلة، والأهمية، ومراجعة الأدبيات، والمنهجية، والصعوبات، وحدود الدراسة. والمخطط يعكس هيكلية دالة في الدراسة.
وتناول الفصل الثاني حالة دراسية تمثلت في الكشف عن اشتغال حاسة السمع في سورة البقرة، فبحثت منطق الذوات الأولانية (الملائكة وآدم وإبليس)، ثم منطق المؤمنين والكافرين في علاقة كل من هذه الذوات بمفهومي السمع والسؤال. وخلص الفصل إلى مقولة مفادها أن الإيمان يقتضي الريبة من السؤال ومنطق التجربة.
وخصص الفصل الثالث لدراسة أثر السمع في طقوس الاقتراب من النص سواء بالتهيؤ أو بالقراءة والاستماع، وعلاقة هذه الطقوس بالاقتراب أو الاغتراب عن النص أو عن النفس، وبالتالي مسؤوليتها في إنتاج المعرفة أو تجاوزها لصالح الطقوس لا سيما الطقس الموسيقي.
وقد خلص الفصل إلى أن طقوس الاقتراب من النص هي اشتغال بامتياز لفعل السمع، فطقس الاقتراب من النص يقود إلى الاغتراب عن النفس، ليصبح تطقيس النص تجاوزا له، لكنه يصبُّ في مصلحته كسلطة تمتلك كلّ تقنيات الهيمنة.
وختمت الدراسة فصولها في دراسة أثر السمع في مفهوم "الأسلمة"، فبحث بداية تغير مفهوم الولاء -بناء على قوة المؤثرات السمعية- من "الجاهلية" إلى الإسلام، وذلك بالاستناد إلى تغير في دلالة ضمير المتكلمين الـ "ناء"، فـ "ناء" الجاهلي "القبيلة"، و"ناء" النص القرآني والسلوك الإيماني "العقيدة".
ثم بحثت الدراسة غواية السمع في فكرة التأصيل لمفهوم "الأسلمة" من منطلقين: الأول في التجربة التاريخية التي أعقبت موت الرسول، والثاني في التجربة النصية القرآنية، وختمت الدراسة مباحثها في دراسة الجامع كتقنية سمعية.
وخلص الفصل إلى أن بوابة الردة من "ناء" العقيدة إلى "ناء" القبيلة تمثلت في حادثة السقيفة، التي أعادت إنتاج مفهوم الولاء للجماعة على أسس تبدو فيها القبيلة أحد أبرز المعالم المنتجة، وخلصت الدراسة من جانب آخر إلى أن الدعوة للتأصيل لمفهوم "الأسلمة" لا تجد لها مكانا في النص لأن النص لا ينطق وإنما يستنطق، ولا تنسحب قداسة النص على الاستنطاق، وبالتالي لا يحق لأحد احتكار فهم النص. أما التأصيل في التجربة التاريخية فهو تأصيل في القبيلة وما تمخض عنها من حروب دموية تحديدا في فترة علي ومعاوية.
وانتهى الفصل أيضا إلى أن الجامع إحدى أدوات "الأسلمة" الفاعلة في الدعوة، لما للجامع من أنظمة سلطوية سمعية تعلّم الخضوع والولاء، وتسهم في إقصاء التدبر والبعد النقدي عند الأفراد.
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أن اشتغال حاسة السمع في الخطاب الديني تبدو وكأنها المسؤولة عن تغييب البعد النقد عند العربي المسلم، الذي استغنى في تدينه الفطري بالاستماع عن التفكير، في مفارقة المقولات من أجل فقه واقعه، فلا بد من عملية تجاوز يحدثها النقد تؤهل العرب من دخول دائرة التحديث.
الكتاب فيه جدية وجرءة في الطرح، جدير بالقراءة
ببيولوغرافيا الكتاب: أبوالرب، جمال. حاسة السمع في الخطاب الديني. بيروت: منشورات الجمل. 2014.

#محمد_أبوالرب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات